عاطف شقير - النجاح الإخباري -  

  تشغل منصَّة الفيسبوك على الساحة الفلسطينية إهتمامًا كبيرًا من قبل روادها الفلسطينيين، وهذا ما جعل الإعلاميين يتسابقون في نشر إنتاجهم عبر هذه المنصة علها تترك التأثير على الجمهور الفلسطيني.

مجتمع فتي   

"محمود حربيات" مختص بالسوشال ميديا يقول: من الواضح أنَّ الدراسات تشير إلى أنَّ المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي، فالشباب يقضون مايقارب ست ساعات يوميًا على متابعة الفيسبوك، وهم بالفعل يقضون زهاء (12) ساعة يوميًا وهو وقت طويل اذا ما قورن بالمنفق على  وسائل السوشال ميديا الأخرى، ويعتبر الفيسبوك الأكثر انتشارًا من غيره على الساحة الفلسطينية.

   وفي هذا الخضم، أوضح المربي مدين إبراهيم ماضي الحاصل على مجاستير في الإدارة التربوية و البالغ من العمر (36) عامًا، أنَّ توجهاته بمختلف أشكالها لا تتأثر بالحملات الإعلامية التي يشنها الصحفيون عبر الفيسبوك والتي تستخدم أدواتها، من المقالات والبيانات والتحقيقات الصحفية والإعلانات، لأنه يملك القدرة على البحث والوصول إلى المعلومات التي يريدها عبر آليات البحث العلمية التي درسها في مرحلة المجاستير،  فهو لا يتأثر في الحملات الإعلامية سوى النزر اليسير.

وأضاف ماضي، إنَّه يتابع الصحفيين عبر الفيسبوك أكثر من مرة، وإذا وجد في كتاباتهم ما ينسجم مع فكره ورأيه، حينها ينسجم مع الحملات الإعلامية التي ينفذها الصحفيون ويصبح جزءًا من هذه الحملة التي يبلغها لإهله وأقربائه وأصدقائه لانها تتفق مع الفكر الذي يتبناه.

 وختم ماضي بالقول، أما إذا ما تعارضت الحملة الإعلامية مع فكره فإنَّه لن يقبلها ويرفضها، ويشعر أنها لن تعبر عن نبض الشارع، فإذا ما عبرت الحملات الإعلامية عن نبض الشارع فإنَّه يتفاعل معها ويتبنى الأفكار المطروحة بداخلها.

الفيسبوك أداة تكميلية

   وذكر حربيات أنَّ تأثر الجمهور في رسالة الفيسبوك محط جدل، و اعتبر مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما الفيسبوك أداة تكميلية للموقع الإلكتروني الإخباري، وهي ليس بديلًا عن المواقع الإلكترونية وهي مساهمة في التطوير، و أضاف إنَّ ايَّ عملية حراك شعبي لا سيما في إضراب الكرامة لم يكن الفيسبوك بديلاً عن الشارع، وهناك من يكتفي ببوست أو صورة على صفحات الفيسبوك، وهناك دعوات توجه عبر منصة الفيسبوك لا يحضرها سوى أناس قلائل وهي غير بديلة عن المشاركة في الشارع.

من جهتها، تحدثت "سامية عياش" طالبة الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية قائلة: "إن الحملات  الإعلامية السياسية تغير وجهة نظري في الأشخاص موضوع الحملة الإعلامية مثلًا إضراب الكرامة، إذا ما عرضت بشكل قوي واحتوت على صور مؤثرة وجمل قصيرة وسريعة، وكان لها وقع في النفوس، أما الحملات الإعلامية التي تعالج مواضيع الإقتصاد فلا تأثير لها علي، وغالبا ما أرى عروض المنتج ولكن لا اشتريه لأنه ليس من أولوياتي، أما القضايا الإجتماعية فتؤثر علي بشكل كبير جدًا".

من ناحيته عبر الصيدلاني "أسامه عمر" البالغ من العمر (40) عامًا عن عدم تأثره بالحملات الإعلامية التي يشنها الصحفيون عبر الفيسبوك، كونه مطَّلع على مختلف مصادر المعلومات ولديه القدرة المادية لاقتناء أحدث الأجهزة للوصول إلى مصادر المعلومات التي تمكنه من معرفة الحقيقة على أصولها دون رتوش، وأوضح أنَّ توجهاته لا تختلف قبل وبعد انطلاق الحملات الإعلامية التي يشنها الصحفيون عبر الفيسبوك.

الفيسبوك يحرك الرأي العام

و استطرد حربيات بالقول لكن الفيسبوك منصة مهمة لإثارة قضايا الرأي العام المحلي وتحريكه ولإثارة مختلف القضايا المجتمعية عن طريق حملات التبرع بالدم أو دعم الطلبة المحتاجين بالأقساط الجامعية وغيرها.

و كما طرحت منصة الفيسبوك  إضراب الكرامة و قضايا التعنيف ضد النساء وكان له الأثر في تفاعل الجمهور الفلسطيني معها.

 أما فيما يتعلق بقضية إضراب الكرامة، فإنني أعتقد أن الصحفيين لهم دور في تفعيلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلالهم يتم إرسال قضايا كثيرة تهم الرأي العام المحلي والعالمي، ويتفاعل معها الجمهور المحلي والعالمي على حد سواء.

وبهذا الصدد، أعربت السيدة "أميمة رشيد" البالغة من العمر (19) عامًا، أنَّ التوجهات لديها لا تتغير بالرغم من الحملات الإعلامية التي يشنُّها الصحفيون عبر الفيسبوك، فالتوجهات لديها نمت مع الثقافة والفكر لديها، فلا يمكن تغييرها من مجرد حملة إعلامية ما، وإذا ما قلَّت المعلومات لديها فإن الحملة الإعلامية ستؤثر على توجهاتها بشكل ضعيف.

فيما ذكر السيد  "ربحي شكري" البالغ من العمر (58) "أنَّ الحملات الإعلامية التي ينفذها الصحفيون عبر الفيسبوك لم تغير أيَّ توجه لديه، وأنَّ هذه الحملات الإعلامية ذات تاثير ضعيف علي، وقد تؤثر على صغار السن والمراهقين بشكل كبير".

وهناك من يحث الصحفيين على الكتابة عن مواضيع محددة، وهناك صحفيون ينسجون قصصههم من خلال الفيسبوك .

فيما يرى الدكتور "خالد عياش" الحاصل على دكتوراة في التربية الخاصة، والبالغ من العمر(45)، إنَّنا نتأثر بالحملات الإعلامية التي يشنها الصحفيون والتي يكون مضمونها صحيح وواقعي ووحقيقي، ولا نتأثر بالحملات الإعلامية التي تحمل الإشاعات المغرضة والمعلومات الكاذبة والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى تضليل المواطنين، وأستعين بذلك بمختلف وسائل البحث للتأكد من صدق الحملة الإعلامية أو عدمها.