محمد السكني - النجاح الإخباري - تحدى الحصار وإغلاق المعابر واستمر في تشكيل حبات الرمل المتناثرة بإشكالاً هندسية داخل حفرة لا تتجاوز ثلاثة أمتار على شاطئ بحر غزة تجسد القضية الفلسطينية، ولم يتوقف حلمه عند بوابة المعبر نحو العالم بل نحت بشكل يومي لوحات فنية على الرمال بدقة متناهية متحدياً الواقع المرير الذي يعانيه الموهوبون في قطاع غزة.

رسم منحوتاته الرملية بأصابعه متشبثاً بجذور القضية الفلسطينية، الفنان أسامة سبيتة ابن حي الشجاعية، بدأ كهاو سنة 2013 لينحت على الرمال لوحته الفنية الأولى عن "حمامة السلام والحرية للأسري" ، التي بدأت لوحاته الفنية بالإنتشار على مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت حافزاً أساسياً لإكمال مسيرته الفنية كأول نحات على رمال البحر في فلسطين.

أصر الفنان أسامة سبيتة ليكمل مسيرته الفنية بالنحت على الرمال،  رغم حرمانه من السفر بسبب إغلاق المعابر للمشاركة في المعرض السنوي في مدينة طاطا في المغرب، الذي يشارك فيه أكثر من 100 فنان مشهور من جميع دول العالم.

ويقول سبيتة لمراسل "النجاح الإخباري"" أنه تم التواصل معه من قبل مسؤولة المعرض الفني في مدينة طاطا في المغرب، لدعوته للمشاركة ليمثل دولة فلسطين في النحت على الرمال، وبمشاركة أكثر من 100 فنان مشهور من جميع دول العالم".

عوائق وتحديات

ويشيرسبيتة،على أن المعبر كان عائقاً للمشاركة في المعرض الدولي، وعند معرفة إدارة المعرض الفني في مدينة طاطا، أنني من فلسطين قاموا برفع أسمي من ضمن قائمة الفنانين المشاركين بحجة أنهم لا يضمنون خروجي من المعبر بسبب الإغلاق المستمر للمعابر، وبذلك تحطمت أحلامي وأمالي وتوقفت عن النحت عن الرمال لمدة 10 أيام.

وأكد سبيتة أن قطاع غزة مليء بالمواهب التي لا تقل عن المواهب الموجودة في دول العالم بل تنافسها، مطالباً برعاية المواهب الفلسطينية بكافة أشكالها على أساس رفع أسم فلسطين، ومتمنياً بوجود حاضنة للمواهب في قطاع غزة تدعم فنهم.

القضية الفلسطينية

وبدأ سبيتة عمله في الرسم والنحت على رمال البحر منذ ثلاثة أعوام، دون أن يلقى أي اهتمام أو رعاية من المؤسسات الفلسطينية الرسمية أو المجتمعية، حيث قام بمعرض فني على رمال شاطئ بحر غزة يروى قصة القضية الفلسطينية منذ بدايتها سنة 1948 حتى يومنا هذا، وكانت أول منحوتة داخل المعرض باسم " بداية الحكاية " وعدة منحوتات تجسد الفترات التي مرت بها القضية الفلسطينية.

وأضاف "أن الموهوبين في قطاع غزة مستمرون في نصرة القضية الفلسطينية بشتى الطرق الفنية بالكتابة والغناء والرسم والموسيقى متحديين كافة العوائق والصعوبات التي يواجهوها في قطاع غزة".

وما زال المعبر عائقاً أساسياً في وجه الموهوبين في قطاع غزة، الذي حرم العشرات منهم للمشاركة في المعارض والمسابقات والمباريات الدولية ليرفعوا أسم فلسطين عالياً، وسيطرة الإحتلال على معبرإيرز كان عاملاً أساسياً ليحرم لاعب كرة القدم "محمود وادي"لاعب منتخب أتحاد شباب خانيونس من تكمله مسيرته الرياضية مع فريق نادي أهلي الخليل وفريق المنتخب الفلسطيني في الضفة الغربية.

قتل الموهبة

وأكد وادي إن الإحتلال الإسرائيلي السبب الأول والرئيس في عدم التنمية الرياضية الخاصة به، رغم عدم توضيح الاحتلال سبب منعه من السفر للذهاب إلى الضفة الغربية للمشاركة في صفوف فريق المنتخب الوطني لكرة القدم ، مؤكداً أنه لاعب كرة قدم ولا يتبع لأي مؤسسة ألا للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.

ونوه أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لم يدخر أي من الجهود في احترافي وتكمله مشواري مع فريق أهلي الخليل، مطالباً الجهات المسؤولة في قطاع غزة والضفة الغربية لمساعدته من أجل تحقيق حلمه ورفع راية فلسطين في جميع المحافل الدولية.

لم تقف المعاناة والحرمان من السفر عند "أسامة ومحمود" بل طالت عشرات الموهوبين من الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر منذ 10 سنوات، الذين غزت صورهم مواقع التواصل الإجتماعي، متحديين كافة الصعوبات، ومطالبين بحقهم الإنساني بالسفر الذي أقرته منظمة حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة ، داعيين المجتمع الدولي لتحرك في سبيل دعم المواهب الفلسطينية، ولدعم المواهب في العالم.