عاطف شقير - النجاح الإخباري - تبلغ كمية المياه العادمة التي تضخها المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية حوالي 40 مليون متر مكعب سنويا، وأن 90 في المئة منها غير معالجة، ويتم ضخها في الوديان والجداول الملاصقة لبيوت المواطنين وأراضيهم، مما أدى لحدوث مكاره صحية وبيئية، أجبرت بعض المواطنين لترك أراضيهم بدون رعاية.
وأفاد رئيس المجلس المشترك لخرب "أبو العسجا وأبو العرجان وأبو الغزلان ورابود وكرزا" سمير النمورة بوجود حوالي 7000 آلاف مواطن في الخرب الواقعة إلى الجنوب الشرقي لمدينة الخليل على ضفاف مياه مجاري المستوطنات، مما أدى إلى إهمال المواطنين لأرضهم بسبب خسارة المزروعات والآثار المدمرة على التربة.
وكشف النمورة عن رفع دعوى قضائية ضد المستوطنات المتسببة بسيل المجاري من خلال مجموعة الحق في القانون في فلسطين ضد الخزينة الأمريكية التي تدفع 15 مليار دولار سنويا للمستوطنات، دون الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد القانونية للتبرع، وما ينتج عنه من أضرار وانتهاكات حسب تعريف القانون الدولي الإنساني.
وأظهرت أرقام منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية في تقرير نشرته العام الماضي "بأن المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية تنتج نحو 17.5 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي في العام، وتقدر مساحة الأراضي المتضررة من المياه العادمة المتدفقة في السيل 7000 آلاف دونم، وتشكل أشجار الزيتون 90 في المئة من المزروعات المتضررة.
واعتبر مدير مديرية صحة شمال الخليل الدكتور فوزي الرجعي في حديثه ل "النجاح الاخباري": إلقاء المستوطنات فضلاتها في أراضي المواطنين مكرهة صحية كبيرة، وأضاف "هذا أمر مرفوض أخلاقيا وإنسانيا، وأدى لانتشار أمراض الفطريات والديدان بالدرجة الأولى، ورصدت حالات إصابة لأطفال وكبار سن بالأمراض الجلدية والصدرية.
من جهته، أكد مدير مديرية سلطة جودة البيئة في الخليل بهجت جبارين ل "النجاح الاخباري" أنه تم تشكيل لجنة تحقيق دولية فيما يخص المياه العادمة التي تضخها المستوطنات في مناطق متفرقة من المحافظة، وتم تقديم تقارير لجان التحقيق لعشر منظمات دولية مختصة بالقانون الدولي والإنساني، وأكد متابعة الجهات الرسمية الفلسطينية للانتهاكات الإسرائيلية.
وأشار جبارين إلى وجود أكثر من 15 مستوطنة تضخ مياهها العادمة في أنحاء متفرقة من محافظة الخليل بشكل عام، وتعمل معظم المستوطنات على ضخ نفاياتها السامة في الأراضي الزراعية المستخدمة للمحاصيل العلفية والزراعية والمناطق المفتوحة، ولفت إلى أن العمل جار على إقامة منطقة معالجة للمياه العادمة وتكريرها.
وأبدى عشرات المواطنين الذين التقتهم " النجاح الاخباري" اشتداد معاناتهم في الآونة الأخيرة بسبب زيادة المستوطنات المقامة على أراضيهم وتوسعها، مما يعني إنهاك لجيوبهم وزيادة الأعباء المالية الواقعة على كاهلهم، بسبب زيادة وسائل التنقية المستخدمة في بيوتهم، للتخفيف من الآثار السلبية الناتجة من مياه المستوطنات العادمة، على حد تعبيرهم.
