رامي مهداوي - النجاح الإخباري - في زمن فيروس كورونا ظهر العديد من المصطلحات أهمها تقوية المناعة، إذا ما أسقطنا هذا المصطلح على واقع الكُل الفلسطيني وبكافة الأصعدة، سنجد بأننا بأمس الحاجة، اليوم، إلى تقوية مناعة المجتمع بأسرع وقت ممكن، وإلا فإن الانهيارات التي سنواجهها سيكون  من الصعب الوقوف أمامها، وملامح ذلك أصبحت أمام عين الجميع حتى ولو كنت فاقد البصر.

لهذا فإن تقوية مناعة المجتمع هي قدرة المجتمع على استخدام ما لديه لتقوية كافة الأنظمة المكونة له من النظام السياسي، الاجتماعي، الثقافي، الاقتصادي، القانوني، الصحي.. وحتى السلوكي للوقوف والتكيف والتعافي من المحن وما أكثرها في واقعنا الفلسطيني.

المجتمعات هي تحديات معقدة، وما نراه بشكل يومي جعلني أفكر بمفهوم أهمية العمل على تقوية وتعزيز المناعة الداخلية والخارجية، واستخدام أدوات غير تقليدية، وضخ دماء شابة في كافة المواقع دون انتظار الانتخابات التشريعية والرئاسية، لأن صعوبات ذلك يمكن معالجتها إذا ما تم العمل باستنهاض الواقع قبل إعلان حالة النهاية.

تتطلب معالجة هذه التهديدات الكثيرة اتباع نهج يجمع بين ما نعرفه عن الاستعداد لمواجهة الصعوبات وما نعرفه عن الإجراءات التي تقوي المجتمعات كل يوم؛ وخصوصاً أن الشارع الفلسطيني مُتعطش لحدوث التغييرات التي تم وعده بها على صعيد العديد من المواقع وهذا ما لم يحدث حتى هذه اللحظة. لهذا تركز مناعة المجتمع الفلسطيني على تعزيز تفكيك وحل العديد من القضايا اليومية والبعيدة للمجتمع للحد من الآثار السلبية التي أصبحنا نواجهها كل يوم وساعة ودقيقة.

آن الأوان لاتخاذ خطوات ملموسة يشعر بها المواطن من أجل إشراكه في أنشطة التأهب الرئيسة؛ ومن أجل تقوية مناعة مرونة المجتمع في القدرة المستدامة على الصمود والتعافي من المحن دون التكيف بسياسة الأمر الواقع، وهذا ما نجده على سبيل المثال في حالة الانقسام.

تقوية المناعة الفلسطينية بحاجة إلى خطوات عملية ضمن خطة مدروسة؛ من أجل الوصول إلى حالة تُمكننا من مجابهة التغيرات التي تعصف بقضيتنا من اختلال موازين القوى العالمية، وتوجهات بعض الدول العربية ببناء علاقة واضحة مع دولة الاحتلال، وعلى صعيد التشرذم الداخلي.

لو كنت في المطبخ السياسي الفلسطيني لحرصت بشكل أساسي ولا مفر منه في ظل التغيرات المختلفة التي نواجهها على العمل على تطوير مناعة المجتمع بكل مكوناته. وتوسيع مناعة المجتمع والتأهب غير التقليدي من خلال تشجيع الإجراءات التي تبني الاستعداد مع تعزيز أنظمة المجتمع القوية ومعالجة العديد من العوامل التي تساهم في تماسكه ولن أنتظر تضييع الوقت، فكما قال سيد الكلمة: لا وقت للغد.