شبكة النجاح الإعلامية - منال الزعبي - النجاح الإخباري - احتضنت جامعة النَّجاح الوطنية ورشة عمل بعنوان"إطار رعاية التنشئة لتنمية الطفولة المبكرة في السياق الإنساني".

وجاءت هذه الورشة تحت رعاية وزارة التنمية الاجتماعية بالشراكة مع الشبكة الفلسطينية لتنمية الطفولة المبكرة، والشبكة العربية للطفولة المبكرة، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، ومعهد الطفولة الفلسطيني التابع لجامعة النجاح الوطنية كعضو فاعل يولي موضوع الورشة أهمية بالغة.

وجمعت الورشة كلّ صناع القرار في مجال الطفولة من الوزارات، كوزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة التمنية الاجتماعية، وكذلك المؤسسات الأهلية NGOs، والممولين كاليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى المؤسسات الخدماتية التي تقدّم برامج في الطفولة المبكرة وأهمها المعهد الفلسطيني للطفولة، بحضور النائب الأكاديمي لرئيس جامعة النجاح الوطنية د.عبد السلام الخياط وممثلين عن المؤسسات المشاركة.

وأوضح مدير المعهد الفلسطيني للطفولة د.علي الشعار أنَّ الورشة هي مبادرة على المستوى الإقليمي تعنى بقضايا الطفولة المبكرة في البلدان التي تعاني من عدم استقرار، مضيفًا: "نفتخر أنَّ فلسطين هي البلد الأولى في تبني المبادرة ونفتخر بانطلاقها من جامعة النجاح الوطنية بالشراكة ما بين المعهد الفلسطيني للطفولة والشبكة الفلسطينية للطفولة وهو أحد أعضائها المؤسسين".

 

واستعرضت الورشة الأهداف العامة للشبكة العربية للطفولة المبكرة وركزت على موضوع تنمية الطفولة كأساس ضمن السياق الإنساني في ظلّ الأوضاع الإنسانية والتحديات التي تواجه الأطفال، كما استعرضت وجهات نظر عالمية، والمشهد الإقليمي، والنجاحات والتحديات، وما المطلوب عمله لتحقيق الأهداف، وتعزيزها باتخاذ إجراءات تنفيذية مع التركيز على استراتيجية القيادة ضمن خطة عمل مدروسة وممنهجة محورها الأسر وهدفها المجتمع بشكل عام من خلال تقوية الخدمات.

وأكّدت عضو الشبكة العربية للطفولة نبيلة اسبانيولي على أهمية التنشئة القيميَّة وضمان دعم الطفل الفلسطيني في الظروف الصعبة كالاحتلال والفقر وتحت القصف في حالة غزة.

وقالت إنَّ هناك تحديات منها خلق أسر مشاركة وفاعلة في تنمية الطفل لديها القدرة على تطوير الطفولة المبكرة.

بدوره أشاد د.أمية الخماش الحاضر بالنيابة عن  الشبكة الوطنية للطفولة بالورشة ودور الحاضرين، وأوضح من خلال مشاركته بضرورة رفد المجتمع الفلسطيني وتطوير برامج رعاية الطفولة المبكرة.

وأوضح أنَّ الشبكة الفلسطينية حديثة العهد وهي امتداد للشبكة العربية، وتعمل مع وزارات مختلفة ضمن أجندة وطنية مهمَّة، تسعى لتوحيد المفاهيم وتنشيط العمل مع أقطاب الطفولة المبكرة.

وأوصى بتشجيع إقرار وتنفيذ سياسات تخلق بيئة داعمة للأسر وتعزيز وسائل قياس مدى فاعلية الخدمات والأبحاث والتعاون الإقليمي والعالمي.

وألمح إلى أنَّ هناك إطار عالمي طورته منظمة اليونيسف في فلسطين لا زال غير مطبق بشكل فعلي.

 

وركزت الورشة على الأطفال في المرحلة المبكرة وحاجتهم للدعم النفسي، وأجمعت الأطراف المشاركة على أنَّ التحدي الأكبر يتمثل بحالة الشرذمة الحاصلة.

ومن أهم مخرجات الجلسة بدء تنفيذ خطوات العمل بشكل متكامل لتحقيق الأهداف وتطوير وتنفيذ برامج قيّمة تحتضن الطفولة المبكرة بشكل متناغم وموحَّد، وتحديد السياسات الداعمة للطفولة المبكرة ورصد ثغراتها، والبحث عن الخدمات والاهتمام بجودتها، بالإضافة لإجراء الأبحاث وجمع البيانات حول قضايا الطفولة المبكرة لتلافي ثغراتها والنهوض بمستواها وتطويرها.

وتبنت الورشة شعار "حين يولي المرء الاهتمام ببداية القصة فإنَّ بمقدوره تغيير مجراها بأكمله" على اعتبار أنَّ السنوات الأولى لحياة الطفل هي الأساس لكل نموه اللاحق.

وأوضحت أن هناك فهمٌ عام ضئيل لأهمية السنوات الخمس الأولى من عُمر الطفل، فضلاً عن أن الطلب العام على وضع سياسات وبرامج وتمويل هو طلبٌ خفيف، يكمن في تلبية حاجة الأطفال إلى التغذية والوقاية والتحفيز من أجل نموٍّ دماغي سليم. وقد أظهرت التطورات الحديثة في علوم الجهاز العصبي أدلةً جديدةً حول نمو دماغ الأطفال الرُضّع خلال تلك الفترة. 

وركزت على أن الكثير من الأطفال تفوتُهم توليفة "التغذية واللعب والحُب" التي تحتاجها أدمغتهم لكي تنمو، ليتم الاعتناء بأدمغتهم كما نعتني بأجسامهم.

وبحثت الورشة تأثير عامل الفقر الذي يعتبر عنصراً شائعاً في هذه المعادلة. فهناك 250 مليون طفل دون سنّ الخامسة في البُلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل عُرضة لعدم تحقيق إمكاناتهم النمائية بسبب الفقر المُدقع وتوقّف النمو، والإجهاد و الإهمال وإساءة المعاملة.

وخلُصت إلى أنّه ما تزال برامج الطفولة المبكّرة ناقصة التمويل بصورةٍ حادّة وتُنفَّذ تنفيذاً باهتاً. فالاستثمار الحكومي الموجّه نحو النماء في مرحلة الطفولة المبكّرة متدنٍّ

وتكمن رسالة الشبكة العربية لتنمية الطفولة  بتحريك الخبرات والموارد من أجل التنمية الكاملة لكل طفل صغير ومن أجل مستقبل أفضل، وتعمل على أن تكون مجتمعاً للمعرفة والمعلومات والممارسة، ومنتدىً مهنياً للتشاور والتعاون والمناداة لدعم رعاية وتنمية الأطفال الصغار.