نابلس - النجاح الإخباري - بالتزامن مع استمرار عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، لليوم السابع على التوالي والذي أسفر عن ارتقاء أكثر من 170 شهيداً، تتواصل الجهود من أطراف عدة للتوصل الى تهدئة ما بين الاحتلال وقطاع غزة.

محللون ومختصون بالشأن الاسرائيلي والعسكري، يؤكدون أن نتنياهو لم يتمكن من تحقيق اي انتصار في العدوان الاخير على قطاع غزة، حيث أنه استغل هذا العدوان من اجل مصالحه الشخصية وعلى رأسها تعطيل تشكيل حكومة الاحتلال.

صيد ثمين في غزة

 المحلل السياسي جهاد حرب اكد ان حكومة الاحتلال، تبحث عن صيد ثمين في قطاع غزة، ولهذا السبب تصعد من عدوانها، سواء باستهداف منازل المدنيين او تدمير البنية التحتية، فهدف الاحتلال هو اغتيال قيادات مركزية في "المقاومة".

وتابع في حديث لـ"النجاح": هناك عمق كبير في عدوان الاحتلال على قطاع غزة، سواء الاستهداف المدفعي اوالجوي، وهو جزء من المعادلة التي يريد نتنياهو فرضها، بالمقابل هناك ضغوط دولية وداخلية في دولة الاحتلال على نتنياهو لوقف العدوان على قطاع غزة، خوفاً من التورط بعملية عسكرية اوسع".

وأشار حرب الى ان قاعدة الردع لدى دولة الاحتلال، تحللت من خلال وصول  الصواريخ لمناطق واسعة في "اسرائيل" وبالتالي المعادلة اختلفت وامكانية الوصول لتفاهمات خلال اليومين القادميين ممكنة،  من خلال الضغط المتواصل على الاحتلال سواء ميدانياً بالضفة، وفي اراضي عام 48 ومن قطاع غزة، لأن استمرار العدوان سيؤدي الى تفجير الاوضاع الميدانية بشكل أكبر.

الوقت ينفذ

الخبير بالشأن الاسرائيلي عصمت منصور، أشار الى ان  وصول المبعوث الامريكي هادي عمرو لاسرائيل واجتماعه مع وزير حرب الاحتلال  بيني غانتس، هو محاولة للتوصل لتهدئة، ففي ظاهر الامر الولايات المتحدة تتحدث عن حق "اسرائيل" بالدفاع عن نفسها، لكن المعطيات تشير الى ان الهدف من الزيارة التوصل الى هدنة بين الطرفين.

وتابع في حديث لـ"النجاح": التصاعد في الوضع الميداني بالضفة واراضي عام 48، يجعل الوقت ينفذ من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يسابق الزمن لتحقيق انجاز ما، لكنه لم يحقق اي شيء سوء قتل المدنيين في غزة، والفشل بحماية امن "اسرائيل"، حسب ما اكده عسكرييون ورجال امن في دولة الاحتلال".

وحول كيفية تناول الاعلام العبري للاحداث المتسارعة، قال منصور:" عناوين صحف الاحتلال ومقالات الراي والتحليلات، لأهم كتاب الاعمدة يتحدثون عن ازمة حقيقية، وفشل نتنياهو في ادارة هذه الحرب، موجهين له اصابع الاتهام بأنه اصبح اخطر من حماس وايران على "أسرائيل".

واضاف:" لا يوجد اجماع على طريقة ادارة الازمة او على اهدافها،  بالتالي هناك اصوات سياسين ومستويات امنية، داخل دولة الاحتلال، تطالب بالتهدئة، فالضفة يمكن ان تشتعل أكثر، والضغط الدولي يزداد، وبالتالي باعتقادي نتنياهو سيستجيب لهذه الضغوط وسيذهب لتهدئة، لان الاستمرار لن يحقق اي انتصارات له".

معادلات جديدة

من جهته أكد المحلل والخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، أن المقاومة في غزة استطاعت أن تفرض معادلات جديدة، في القدس، والشيخ جراح، وداخل اراضي عام 48 وفي الضفة أيضاً.

وأوضح في حديثه لـ" النجاح الاخباري"، أن المعركة في غزة غير متكافئة، لكن هناك معركة الإرادات، فلا يمكن كسر إرادة المقاومة أو إرادة غزة، مؤكداً على أهمية وجود دعم أفضل مما هو موجود حالياً، "فلغزة حلفاء في جنوب لبنان ولغزة أشقاء في الضفة."

وأضاف الشرقاوي:" غزة تقصف بوحشية فلا يوجد بنك أهداف "اسرائيلي" لافتاً إلى أن هناك إبادة جماعية والعالم يقف متفرجاً، مضيفاص:" الوضع الداخلي الفلسطيني بحاجة إلى إعادة ترتيب، مشددا على ضرورة وجود موقف فلسطيني متماسك وموحد".

وفيما يتعلق بقدرة دولة الاحتلال على الاستمرار في هذه الحرب أوضح الشرقاوي أن "اسرائيل" قالت أنها أنهت المرحلة الثانية لكنهم لم ينتصروا، ولن يستطع نتنياهو تحقيق اي انتصار جديد.

وتابع:" رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يستغل هذا التصعيد سياسيا "لتعطيل جهود تشكيل الحكومة الإسرائيلية".

يذكر ان عدوان الاحتلال على قطاع غزة، بدء منذ اسبوع، بعد التسارع في وتيرة الاحداث عقب اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، على المواطنين في القدس والشيخ جراح، ومحاولات تهجير المواطنين من منازلهم، والاعتداءات ايضا في الضفة الغربية، وفلسطينو اراضي عام 48.