د. بسام سعيد - النجاح الإخباري - في البداية لابد أن أشير إلى تج ربتى فى هذا التعليم والتى بدأت قبل عشر سنوات كنوع من التجريب لهذا النوع من التعليم فى زمن التكنولوجيا واتذكر فى حينها اننى استخدمت مولدا كهربائيا خوفا من انقطاع التيار الكهربائي الفجائى فى زمن شح الكهرباء فى غزة !

وفى ظل جائحة الكورونا أصبح التعليم الالكترونى من التحديات التى تواجه المجتمع الفلسطيني والأسرة  ومؤسسات التعليم العالي والمدارس  ، فقد فتحت حالة الطوارئ والجائحة الباب على هذا إلنوع من التعليم ولا يمكن أن يغلق ، فالتعليم عن بعد أو الافتراضى هو أحد الطرق الحديثة فى التعليم موازيا فى نفس الوقت للتعليم الوجاهى . ويمكن القول أن مفهومه الأساسى يعتمد على وجود المتعلم والمتعلمة خارج مكان ثابت كالجامعة أو المعهد أو المدرسة ويعتمد على استخدام  شبكات انترنت واتصال حديثة وكذلك جهاز حاسوب أو موبايل عند الضرورة والتى لابد من توافرها ، وكذلك تقنيات حديثة لإيصال المعلومات فى ظل التسارع الكبير فى البرامج والمعلومات والأجهزة.

ومن هنا لا يمكن أحداث النقلة النوعية فى هذا النوع من التعليم بمعزل عن توفير البنية التحتية التى تتكون من أجهزة وشبكات ومهارات التعامل معها وامتلاك اللغات التى تساعد على فهم البرمجيات والولوج إلى شبكات وبنوك المعلومات من مصادرها .

ولو حاولنا ان نقيم هذه التجربة فى التعامل مع هذا النوع من التعليم لابد أن نشير إلى أن البنية التحتية الإلكترونية بين الجامعات متفاوته وان المعلمين والمحاضرين بحاجة إلى إعداد وتأهيل  والطلبة بحاجة أيضا إلى الانخراط فى هذا النوع من التعلم والانتقال من التمركز حول المعلم إلى التمركز حول الطالب وبين الانتقال  الفجائى للتعلم عند بعد كحالة طوارئ وبدون مقدمات أو تدريب دخل فيها الطالب والمعلم إلى حالة من التوتر والارباك والتشتت لعدم استعدادهم لهذا النوع من التعلم  !

ففى البداية لم يأخذ الطلاب هذا الموضوع على محمل الجد لكنهم تأقلموا مع الوضع الجديد  فى ظل تعدد التواصل اليومى  مع الطلاب من قبل المحاضرين مما ساعد فى اعتماد الطلبة على ذاتهم وتعدد القراءات الذاتية والمتابعات من قبلهم بعد أن كان الأمر أقل تقبلا  ورغم ذلك  لم يخل  الامر  وفقا للتجربة الحديثة من اعتماد  كثير من الطلبة على طريقة (  كوبى - بيست ) وهنا تحول الامتحان الافتراضى إلى عملية استبدال الحفظ بالنسخ بدون فهم وبمعزل عن وظيفة  العلم والتعليم وهذا الأمر يؤدى إلى هبوط المستوى التعليمى ومن هنا تطلب الأمر فى البحث عن طرق لسد هذه الثغرات بوضع أسئلة تعتمد على الفهم والاستيعاب وليس الحفظ مع وضع تقنيات خاصة بالامتحانات .   

وكذلك لوحظ بروز مشكلات تقنية مثل ضعف الإنترنت وانقطاع الاتصال وكذلك انقطاع التيار الكهربائي  وعدم وجود انترنت فى العديد من بيوت الطلبة وكذلك وجود مساقات فيها عدد الطلاب كثير مما يصعب من مهمة المحاضر أو الاستاذ الجامعى فى التعامل مع هذا العدد وان هناك بعض التخصصات العلمية والسريرية لا ينطبق عليها التعليم الالكترونى بل الوجاهى    ومن هنا يمكن القول أن تجربة الجامعات كانت أكثر نجاحا من المدارس لانها كانت أكثر جهوزية مع التفاوت أيضا فى النجاح بين الجامعات .. ختاما نقول رغم المعوقات وقلة الإمكانيات إلا أن  التعليم الالكترونى وأعد وملهم وتراكمى لابد من التعاطى معه بجدية مسايرة للتطور  المحيط بنا .