النجاح الإخباري - من المقرر أن تناقش القوى السودانيّة الفاعلة، اليوم السّبت، خلاصات اجتماعات أبو ظبي الأسبوع الماضي، التي جمعت رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، بمسؤولين إماراتيين وإسرائيليين، لدفع السودان إلى توقيع إتفاقية التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مصدر مطلّع في "قوى الحريّة والتغيير"، إنّ "رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، يستعرض السبت، نتائج مباحثاته مع المسؤولين الأميركيّين، لشركاء الحكم بالسودان"، وأوضح أن اجتماع السبت يستهدف "الوصول إلى رؤية سودانية مشتركة حول بنود المباحثات، سيما المتعلقة بالسلام العربي مع "إسرائيل"".

وأضاف المصدر أن "قوى الحرية والتغيير تؤيد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، دون ربط ذلك بملف التطبيع مع "إسرائيل" ".

وذكرت مصادر مطلعةـ أن دولة الاحتلال الإسرائيلي عرضت على البرهان خلال الاجتماعات 10 ملايين دولار على شكل مساعدات ماليّة تدخل إلى الميزانيّة السودانيّة مباشرة، بينما عرضت الولايات المتحدة 500 مليون دولار على شكل "مساعدات واستثمارات"، و600 مليون دولار من الإمارات على شكل شحنة وقود، بالإضافة إلى إزالتها من قائمة الإرهاب.

وبحسب ما نقل موقع مجلّة "فورين بوليسي" الأميركيّة، فإنّ هذا المبلغ لم يكن كافيًا لكسب مباركة السودان النهائيّة لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكان قد ذكر تقرير إسرائيلي نقلا مصادر سودانية أن رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، بات موافقا على خطوة التطبيع مقابل ثلاثة شروط: تلقي ما قيمته 1.2 مليار دولار من القمح وإمدادات الوقود، وتلقي منحة نقدية فورية بقيمة 2 مليار دولار لدعم الموازنة وتقليص العجز؛ والالتزام بمساعدات مالية تقدم للسودان على مدار السنوات الثلاث القادمة.

ورغم ترويج وسائل إعلام إسرائيليّة إلى قرب الإعلان عن تطبيع العلاقات مع السودان خلال الفترة القليلة المقبلة، مع تكثيف الإدارة الأميركيّة ضغوطها للتوصّل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة بعد 6 أسابيع، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى عقبات قد تحول دون توقيع اتفاق وشيك بسبب معارضة الكونغرس الأمريكي.

ويختلف الاتفاق المزمع إبرامه بين السودان وبين "إسرائيل" عن الاتفاقيتين السابقتين مع الإمارات والبحرين؛ إذ أن السودان مدرج على القائمة الأميركيّة السوداء للدّول الراعية للإرهاب، وتتّهمه الولايات المتحدة بالتسبّب بمقتل عشرات الجنود الأميركيين، خلال هجمات كينيا وتنزانيا عام 1998، والهجوم على المدمّرة الأميركيّة "كول" قبالة اليمن عام 2000.

وتوصّل السودان والولايات المتحدة خلال الفترة الماضية إلى تسوية يدفع السودان بموجبها تعويضات إلى أسر القتلى بأكثر من 350 مليون دولار، مقابل شطب اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن ذلك تعطّل بسبب طلب وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو، وضع المبلغ في حساب خاصّ أولا قبل شطب اسم السودان، بينما يطالب السودان بشطب اسمه أولا وسن قانون يمنع التوجّه للمحاكم الأميركيّة للمطالبة بتعويضات مستقبليّة من الحكومة السودانيّة.

ويشكّل الوقت عاملا حاسمًا لأنّ السودان غير قادر على حفظ 350 مليون دولار "إلى الأبد"، بحسب "نيويورك تايمز"، نظرًا للفقر المتفشي، وضعف الاقتصاد المتسارع، والديون الخارجيّة البالغة 60 مليار دولار.