النجاح الإخباري - كشفت الكثير من الاستطلاعات والآراء عن تصاعد نقمة المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة على حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، وذلك بسبب استمرار فرض سياساتها العنصرية وتوجهها نحو ضم الضفة الغربية.

وبرز هذا الانزعاج في مقال كتبه الصحافي اليهودي بيتر بينآرت في صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أسبوعين، تحت عنوان "لا أؤمن أكثر بالدولة اليهوديّة"، عبّر فيه عن عدم إيمانه بإمكانية قيام "إسرائيل" كدولة "يهودية وديمقراطيّة" بسبب استمرار احتلال الضفة الغربية وقطاع غزّة.

وقالت مديرة مكتب منظمة "جي ستريت" الأميركيّة في دولة الاحتلال، عدينا فوغل ألون، في مقال نشرته بموقع "واللا" الجمعة، أن قيام دولة الاحتلال الإسرائيلية تحوّلت أكثر فأكثر إلى قضية انقسام في الولايات المتحدة، "انقسام بين الحزبين، انقسام داخل الحزب الديمقراطي، وانقسام داخل المجتمع اليهودي".

وأضافت فوغل ألون أنّ "الانتقادات على السياسات الإسرائيليّة ليست جديدة" وزعمت أنّ "الإدارات الأميركيّة المتعاقبة، الديمقراطية والجمهورية، عبّرت عن عدم رضاها من غياب الرغبة الإسرائيليّة للمضي قدمًا في حلّ الدولتين. ولم تخف الغالبية العظمى من الجمهور اليهودي الأميركي أبدًا عدم راحتها من السياسات الاستيطانيّة وتأبيد الاحتلال".

إلا أن الجديد في الأشهر الأخيرة، وفق فوغل ألون، في ظلّ "الضمّ أحادي الجانب، أن الانتقادات تحوّلت إلى يأس. يأس يرمز إلى بداية مسار خطير في صلبه بداية انقطاع المجتمع اليهودي عن دعم "إسرائيل" وعن إيمانه بها ".

ودلّلت فوغل ألون على الطلب الذي تقدّم به 13 سيناتورًا (أعضاء مجلس شيوخ) ديمقراطيًا لتعديل قانون ميزانية الأمن الأميركيّة لمنع المساعدات الأميركيّة للدفع بـ"ضمّ أحادي الجانب" للإشارة إلى "تغيير التوجّه الذي بدأ في الحزب الديمقراطي تجاه "إسرائيل" ".

وأضافت أن "العناق العلني المستمرّ بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو في آخر ثلاث سنوات ونصف السنة أنسى كثيرين الفجوة القيميّة الآخذة بالازدياد بين  "إسرائيل" وبين الحزب الديمقراطي وغالبية المجتمع اليهودي".

وأوضحت أن "الحزب الديمقراطي هو البيت السياسي للغالبية العظمى من يهود الولايات المتحدة... 80% من المصوّتين اليهود، يدعمون مرّة تلو الأخرى الحزب الديمقراطي".

وحذّرت الكاتبة من أنّ "الفجوة الآخذة بالازدياد بين "إسرائيل" وبين كبار داعميها في الولايات المتحدة يجب أن يبعد النوم من كل الإسرائيليين. الدفع بمخطّط ’الضمّ أحادي الجانب’ يدفع "إسرائيل"، بعيون مغلقة، نحو كارثة لا يمكن منعها، سواءً لناحية علاقتها بداعميها الأميركيين، أو لناحية التهديدات الاقتصاديّة والأمنية الكثيرة الإضافية".