وكالات - النجاح الإخباري - حذرت دراسة تركية حديثة، من أن تدخين الأمهات أثناء الحمل، يضر بخصوبة ذريتهن الإناث في المستقبل، ويعرضهن لمشاكل الصحة الإنجابية على المدى الطويل.

الدراسة أجراها باحثون بمستشفى "سيغلي" الحكومي للتدريب في تركيا، وعرضوا نتائجها الجمعة، أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الغدد الصماء للأطفال، الذي يعقد في الفترة بين 19 ـ 21 سبتمبر/ أيلول الجاري، في العاصمة النمساوية فيينا.

وأوضح الباحثون أنه من المعروف على نطاق واسع، أن التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والطفل، لكن الضرر يطول أيضا بعض الحوامل اللاتي يتعرضن للتدخين السلبي، ويستنشقن السموم الموجودة في دخان السجائر.

وللتوصل إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق 56 أنثى و64 ذكرًا حديثي الولادة، كانت أمهاتهم تدخن التبغ أثناء فترة الحمل.

ووجد الباحثون أن تدخين الأم أدى إلى زيادة تعرض الإناث لهرمون الذكورة أو "التستوستيرون" في الرحم، وهو ما يؤثر على نمو أعضائهن التناسلية بصورة طبيعية، ويعرضهن لتأثيرات سلبية طويلة المدى على خصوبتهن والتمثيل الغذائي لديهن.

وأضافوا أن التدخين يحدث اضطرابات في الغدد الصماء لدى الأم، وهو ما يعرض الإناث المواليد لمشاكل الصحة الهرمونية والإنجابية على المدى الطويل، لكن في المقابل لم يرصد الباحثون تأثيرات على خصوبة المواليد الذكور مقارنة بالإناث.

وقال الدكتور دينيز أوزالب كيزيلاي، قائد فريق البحث، إن "تعرض الفتيات المفرط لهرمون التستوستيرون نتيجة تدخين الأم، يشكل خطرا على الصحة الإنجابية، بما في ذلك التمثيل الغذائي والخصوبة على المدى الطويل".

وأضاف: "على حد علمنا، هذه المرة الأولى التي يتم فيها رصد الآثار السلبية لتدخين الأم على خصوبة ذريتها الإناث، وهي مساهمة قيمة في فهمنا بشكل أفضل للآثار السلبية لتدخين الأم على الأجيال القادمة".

وأثبتت دراسات سابقة أن "النساء اللواتي يدخنّ أثناء الحمل، أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون مشاكل صحية، أبرزها انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والعيوب الخلقية، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ".

وأضافت تلك الدراسات أن تدخين الأم يؤثر أيضا على كفاءة الرئتين لدى المواليد، وهي أسباب رئيسية تزيد معدلات وفيات الرضع، إضافة إلى تأثيره السلبي على النمو البدني والنضج في مرحلة المراهقة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقاريرها، إن التبغ يقتل قرابة 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.

وأضافت أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.