أيام حنني - النجاح الإخباري - لا شك بأن اختراع الهاتف النقال والتطور السريع الذي حدث عليه منذ اختراعه ساهم بنقل الناس عشرات من السنوات الضوئية بدلا من الطرق التقليدية التي كانوا يتبعونها على مر الأزمان, حيث عمل على تغيير نمط حياة الإنسان وطريقة عيشه وقضاءه لحاجاته المختلفة.

 ويعتبر الهاتف أحد أهمّ أجهزة الاتّصال في العالم، ويعمل على تقوية وتوثيق العلاقات بين الأشخاص في جميع البلدان؛ لأنّه يقرب المسافات فيما بينهم؛ فالظروف فرضت على بعض الأشخاص أن يعيشوا بعيداً عن أهلهم وبلادهم، كأن يهاجروا أو يسافروا لإكمال تعليمهم، ولكن بفضل التكنولوجيا، أصبح بإمكانهم التواصل معهم باستمرار، فلم يعد السفر يشكّلُ عبئاً ثقيلاً على كاهل المسافرين والمهاجرين، حيث أنهم يستطيعون التواصل مع عائلاتهم وقتما شاؤوا؛ لذلك يعتبر الهاتف من الأجهزة الضرورية التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها.

كانت بداية محاولات اختراع الهاتف المحمول في عام 1947، بواسطة شركة لوسنت تكنولوجيز, ولكن من قام فعليا باختراع أول هاتف محمول هو الأمريكي مارتن كوبر، الذي كان يعمل في شركة موتورولا, وتم بالفعل إجراء أول مكالمه بواسطة الهاتف المحمول عام 1973.

يعمل الهاتف المحمول عبر دائرة إرسال واستقبال, بواسطة إشارات ذبذبة يتم إرسالها عبر محطات إرسال إرضية وفضائية قوية، وتحدث عملية الإتصال نتيجة دائرة متكاملة, حيث توجد بالهاتف وحدة تخزين عالية الدقة, وبطاقة صغيرة الحجم تقوم بتخزين بيانات الاتصال.

تطورت الهواتف النقالة, فأصبحت قادرة على القيام بغير وظائفها الأولى، فلم تعد تستخدم لإجراء المكالمات وتبادل الرسائل وحسب، بل أصبحت تستخدم في التصوير، وتصفح الإنترنت، والتجارة الإلكترونية، وغيرها من الإستخدامات المتطورة والمتعددة.

وللهواتف النقالة إيجابيات كثيرة حيث أنها تختصر الوقت و المسافات, فقد كسر الهاتف كل الحدود والمسافات بين الناس حيث أصبحوا قادرين على التواصل مهما كانت المسافة بينهم كبيرة, وسهل عملية الحصول على المعلومات.

التطور الملحوظ على صناعة الهواتف مكن الفرد من استخدام الإنترنت للحصول على المعلومات بأقل جهد وأقل الاسعار فبمجرد فتح الشبكة العنكبوتية يستطيع الفرد إشباع حاجته للمعلومات دون الرجوع للكتب, بالإضافة إلى الخدمات الإلكترونية التي توفرها بعض الهواتف الذكيّة, كاستخدام الخرائط والآلات الحاسبة ومشاهدة التلفاز، كما يتيح الهاتف إمكانية استخدام الإنترنت والتفاعل مع مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك.

 وللرسائل النصية الموجودة في الهواتف أهمية كبيرة حيث يمكن للمستخدم التواصل مع الأخرين من خلالها في حال لم يتمكن من التحدث المباشر على الهاتف.

هذا عدا عن تكاليف المكالمات الرخيصة، حيث تحتوي الهواتف الذكية على العديد من التطبيقات التي تمكّن الشخص من القيام بالمراسلات والمكالمات بشكل مجاني.

 ولكن الهاتف سيف ذو حدين, وسلبياته تعادل إيجابياته وقد تتفوق عليها, فهو يعد سببا للاعتداء على خصوصيّة الآخرين، لإن الناس أصبحوا يشاركون جميع يومياتهم على الإنترنت, هذا عدا عن قدرة بعض الأشخاص على اختراق هذه الأجهزة وسرقة الصور والملفات الخاصة ومن ثم ابتزاز أصحابها, ما أدى إلى انتشار الجرائم الإلكترونية, وساهم الهاتف بشكل كبير في جمود العلاقات الإجتماعية، حيث أصبح التعامل بين الأفراد مع من حولهم يقلّ يوماً بعد يوم,ِ فأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي تقرب البعيد وتبعد القريب.

والاستخدام الخاطئ للهاتف قد يؤدي إلى جمود العقل؛ فوجود الإنترنت مكن الفرد من الحصول على المعلومات دون جهد وقراءة فأصبح عمل العقل محدودا ضمن المعلومات التي يحصل عليها, بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يسبب الإدمان, فمعظم الأشخاص لا يستطيعون الإبتعاد عن هواتفهم ولو لمدة قصيرة, وتعد الهواتف من المسببات الأساسية لحوادث السير، فالكثير من السائقين يستخدمون الهاتف أثناء القيادة، وهذا من أكبر الأخطاء؛ لأنّ استخدام الهاتف أثناء القيادة يفقد التركيز ويشتّت الذهن ما ينجم عنه حوادث يذهب ضحيتها المئات كل عام.

وأخيرا انتشار الكذب والإباحة، حيث أن الإحصائيات تشير إلى أن المواد الإباحية هي أكثر انواع المواد التي يتم توفيرها عبر الإنترنت, ويحدث ذلك عن طريق مئات المواقع المضللة.

لو بقي استخدام الهاتف مقتصرا على ارسال واستقبال المكالمات كما في الجيل الأول منه لكانت السلبيات معدومة إلى حد ما؛ ولكن وجود الانترنت وتتطوره الملحوظ زاد من هذه سلبياته على حساب إيجابياته, ورغم كل الإيجابيات و السلبيات الموجودة في الهاتف إلا أنها تبقى مجرد أبحاث علمية فالواقع يعود الى عقلية وتفكير كل فرد على حدى, فمن الممكن أن يعتبر الفرد أن أي حاجة يحصل عليها من الهاتف سواء كانت إيجابية ام سلبية هي إيجابية طالما تشبع رغباته.