رام الله - النجاح الإخباري - قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، إن سوق العمل الإسرائيلي تحول إلى مكان للقتل بالنسبة للعمال الفلسطينيين، بسبب تزايد حوادث العمل فيه.

وأوضح خلال كلمته في أعمال الدورة السادسة والأربعين لمؤتمر العمل العربي المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة، أن تزايد حوادث العمل ناتجة عن تجاهل أرباب العمل الإسرائيليين للقانون الإسرائيلي، وانعدام رقابة كافية من قبل وزارة العمل الإسرائيلية التي من الممكن أن تلزمهم بتوفير معدات ووسائل الصحة والسلامة المهنية للعمال العرب، ما يعد مخالفة للنظم العالمية حول معايير وشروط وظروف عمل العمال وتشغيلهم".

وأشار الى أن 40% من ضحايا العمل، يعملون بشكل غير منظم في سوق العمل الإسرائيلي، وهم العمال الذين لم يحصلوا على تصاريح الدخول المسبقة، فأصبحوا ضحايا لسوق العمالة السوداء الآخذة في الازدهار، داخل الاقتصاد الإسرائيلي القائم على نهب مقدرات الآخرين، وتشغيل العمالة بمعايير تنحدر لدرك السخرة والاستعباد، إضافة لقبول بعض المفتشين لرشى أرباب العمل لغض الطرف عن تجاوزاتهم بحق العمال، ما يفسر تعاظم إصابات العمل، حيث شهد الربع الأول من عام 2019م زيادة مقلقة في حوادث العمل القاتلة، وتوفى حتى نهاية شهر آذار 2019 (25) عاملاً.

وشدد سعد على أنه أمام هذه المعطيات المروعة عن ظروف عمال وعاملات فلسطين، يتوجب على منظمة العمل الدولية التي ترسل للأراضي العربية المحتلة سنوياً بعثة لتقصي أحوال وظروف العمال، وأن تلبس توصياتها النظرية اللبوس القانونية التي تحولها لإجراءات تنفيذية ضد المحتل الإسرائيلي، تمهيداً لمساءلته عن جرائمه بحق عمالنا، وإطلاق أكبر منصة إدانة للسياسات الإسرائيلية، والعمل على نبذها وتعريتها في المحافل الدولية، وصولاً إلى موقف دولي جاد وفاعل لمساءلتها على انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية برمتها.

ودعا سعد، الى اتخاذ إجراءات لدعم صندوق التشغيل الفلسطيني، لما له من دور في تخفيض معدلات الفقر وتوفير فرص عمل للشباب والشابات، من خلال توفير مشروعات صغيرة ومتوسطة لهم، تساعدهم في بناء مستقبلهم الخاص في ظل التحديات الجسام التي تعصف بالأراضي العربية الفلسطينية المحتلة.

وكان الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين قد شارك بوفد نقابي في أعمال الدورة 46 من دورات مؤتمر العمل العربي بالقاهرة، ويشارك فيها العديد من قادة النقابات العمالية، ووزراء العمل العرب، وممثلون عن أطراف الانتاج الثلاثة من فلسطين والوطن العربي.

واستعرض سعد في كلمته، باسم الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني، ولا سيما السطو الإسرائيلي على عائدات الضرائب الفلسطينية، وقمع الأسرى والتضييق عليهم، وممارسات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، والهجوم على قطاع غزة، ومواصلة الاستيطان، وتشريع الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل.

وأثنى على جهود مدير عام منظمة العمل العربية فايز المطيري، التي بذلها خلال السنوات الأربع الماضية في تحديث وتطوير آليات عمل المنظمة، والتي حرص خلالها على تقديم كل عون ودعم ممكن لأطراف الإنتاج في الدول العربية الشقيقة، وتنفيذ خطط العمل السنوية التي راعت بدورها التوزيع الجغرافي للأنشطة والفعاليات، ما أسهم في وضع اللبنة الأولى لمسار التمويل الذاتي الفعال لدعم وتنفيذ رؤية المنظمة، ولتأكيده أيضا على أن فلسطين هي خط الدفاع الأول للأمة العربية، مثمناً دعوته من جديد للتمسك بالهوية العربية للقدس المحتلة عاصمة فلسطين الأبدية.

كما أثنى سعد على ما جاء في تقرير المدير العام، سيما تناوله لمشكلات مستقبل العمل وعلاقاته ومتطلبات التنمية المستدامة، والتقاطعات القائمة بين مستقبل سوق العمل وواقع القوى العاملة والتشريعات الناظمة لها، ودور الشراكة الحقيقية بين أطراف الإنتاج، للوصول إلى علاقات عمل مستدامة في منطقتنا العربية، تساهم في تحقيق الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لخطط التنمية بشكل متكامل ومتوازن.