غزة - خاص - النجاح الإخباري - مرض التوحد أو كما يُطلق عليه اسم الذاتوية، بأنه اضطرابٌ يظهر لدى الأطفال الذين لم يتجاوزوا من العمر سن الثالثة، حيث يؤثر في نشأتهم، ويأتي على ثلاثة أشكال، حيث نجده اضطراباً لغوياً بحيث يصعب فيه تعلم الكلام ونطقه، واضطراب في المهارات بحيث يصعب فيه التواصل مع الآخرين والاستجابة الاجتماعية، واضطراب في السلوك فيصعب عليهم التصرف.

أسباب مرض التوحد
يتجه الكثير لمعرفة أسباب مرض التوحد الذي هو عبارة عن اضطراب في النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة.
للتوحد أساس وراثي قوي، على الرغم أن جينات التوحد معقدة وأنه لا يتضح ما إذا كان يمكن تفسيره عن طريق الطفرات النادرة بالغة الأثر، أم عن طريق التفاعلات النادرة متعددة الجينات للمتغيرات الوراثية المشتركة.
وأشارت دراسات التوائم إلى أن الوراثة تصل إلى 0.6 في التوحد و0.9 في طيف التوحد، وإلى أن أشقاء المصابين بالتوحد أكثر عرضة 25 مرة للإصابة عن عامة السكان.
ومع ذلك فإن معظم الطفرات التي تزيد من خطر الإصابة بالتوحد لم يتم تحديدها.
وبشكل عام لا يمكن إرجاع سبب التوحد إلى طفرة المندلين ( أحادية الجينات) أو إلى شذوذ الكروموسوم الواحد.
وقد ينتج العدد الكبير للأفراد المصابين بالتوحد في عائلة لم يصب باقي أفرادها بهدذا المرض بسبب تضاعف المادة الوراثية أو حذف جزء منها أو نسخها خلال الانقسام المنصف (الاختزالي).
وبالتالي فإن جزءًا كبيرًا من حالات التوحد قد يرجع إلى أسباب جينية وراثية وليست موروثة: لذا فإن الطفرة التي تسبب التوحد ليست موجودة في جينيوم الأبوين.

تشخيص مرض التوحد

وتتطلب معايير التشخيص ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات.
ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها.
ويعتبر التوحد أحد ثلاثة اضطرابات تندرج تحت مرض طيف التوحد (
ASDs)، ويكون الاضطرابان الثاني والثالث معًا متلازمة أسبرجر، التي تفتقر إلى التأخر في النمو المعرفي وفي اللغة، وما يعرف باضطراب النمو المتفشي ويتم تشخيصه في حالة عدم تواجد معايير تحديد مرض التوحد أو متلازمة أسبرجر.

علاج مرض التوحد

 

علاج مرض التوحد يهدف للتخفيف من مظاهر العجز والسلوكيات المرتبطة بمرض التوحد وتحسين نوعية الحياة والارتقاء بالاستقلال الوظيفي للأفراد المصابين بالتوحد، وبخاصة الأطفال.
وعادة ما يُهيأ علاج مرض حسب احتياجات كل طفل، لذا ينقسم العلاج إلى فئتين أساسيتين وهما: التدخلات التعليمية والإدارة الطبية. وكذلك يتم توفير برامج تدريبية ودعم للعائلات التي لديها أطفال يعانون من اضطرابات طيف التوحد.
وهناك العديد من العلاجات البديلة والتدخلات المتاحة، تفيد في علاج مرض التوحد بدءًا من الأنظمة الغذائية الاستبعادية حتى العلاج بالاستخلاب.
وتفتقر بعض طرق علاج التوحد إلى الدعم التجريبي في سياقات نوعية الحياة، لذا تركزت العديد من البرامج على معايير النجاح التي تفتقر بدورها إلى الصحة التنبؤية كما تفتقر إلى العلاقة بالعالم الحقيقي.

واقع التوحد في غزة

وحول واقع التوحد في قطاع غزة،  أوضح الدكتور اسلام بركات ،مدير مركز ارادة لاضطرابات التوحد ، أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي يمر بها قطاع غزة تلعب دوراً كبيراً في التدني بالخدمات التي يتلقاها الاطفال المصابين باضطرابات التوحد في النظام المؤسساتي بغزه .

وأشار ل النجاح أن هناك ضعفا كبيرا في المستوى الاقتصادي للأسر والاهالي ،مع ضعف وقلة في عدد العاملين في هذه المجال :" لا يوجد برامج تأهيلية للأطفال المصابين بأمراض التوحد في المجتمع الفلسطيني بشكل عام ."

وعن أهم البرامج التي تطبق على الأطفال المصابين بالتوحد ، لفت بركات إلى أن من أهم البرامج التي تطبق في غزة ،برنامج التيتش الذي يتم من خلاله تقييم الأطفال ،وهو برنامج دقيق جداً ويعطي نتائج دقيقة عن الأطفال ، بالإضافة للبرنامج التحليل السلوك التطبيقي aba وهو من أرقى وأشهر البرامج العالمية التي يطبق على الأطفال ،والبرنامج الأخير الذي يطبق ،هو برنامج كارز المطور في عملية التشخيص ومن خلال هذه البرامج تمكن مركز ارادة الذي يترأسه الدكتور بركات ، من انجاز نتائج عالية ومطورة جداً.