حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - سجلت الحركة الكردية السورية انتصارها على آخر موقع لتنظيم "داعش"، الذي تقهقر تدريجياً أمام بسالة الكرد وتضحياتهم بعد أن قدموا أكثر من عشرين ألف شهيد دفاعاً عن مناطقهم وأرضهم وكرامتهم التي كانت ولا تزال جزءاً من وطنهم السوري، ولا تزال، في مواجهة برنامج وشراسة تنظيم داعش الذي سعى لفكفكة الدولة السورية وإعادة تشكيلها بما يتفق وتطلعاتها المتطرفة الأحادية المتسلطة.
كرد سورية يسعون نحو الحفاظ على قوميتهم وثقافتهم ولغتهم وهذا حق مشروع لهم، وطالما يسعون لأن يحفظوا مواطنتهم السورية، وأن يبقوا ويكونوا جزءاً من الدولة السورية، على قاعدة المساواة والندية والمواطنة، يتطلب من الشعب العربي السوري أن يحفظ كرامتهم ومواطنتهم بما يستحقون، وأن يتحلى الرئيس بشار الأسد بنفس الشجاعة التي صمد فيها في مواجهة تحالف الشر والدمار والخراب، وهزم قوى التحالف الدولية والإقليمية وبعض أدواتهم المحلية المغرر بها، والتي راهنت على قوى معادية لسورية الدولة والشعب والكرامة، وانتصر عليهم بما يستحق وبما تستحق سورية، أن يتحلى بشجاعة في الاستجابة لمطالب الكرد بالمواطنة مع خصوصيتهم القومية.
الرئيس السوري بعد الصمود والإنجاز والانتصار، ولقطع الطريق على مواصلة التدخلات الإقليمية والدولية، بأشكال وأدوات مختلفة بما فيها محاولات فرض حلول لا تتفق ومصالح الشعب السوري، يتطلع إليه الكرد ويراهنون على تجاوبه، باعتباره صاحب القرار في المبادرة نحو العمل لتوحيد شعب بلاده تحت رايات الدولة والوطن، بمن فيهم المواطنون الكرد الذين يستحقون المواطنة الكاملة على قاعدة المساواة والندية والخصوصية التي تحفظ لهم تكامل المواطنة السورية مع القومية الكردية، والارتقاء بالتعددية السورية التي تكفل منع التدخلات الأجنبية والتسلل بين مسامات التفرقة وادعاء الحرص على مكونات الشعب السوري.
كُرد سورية جزء من الشعب السوري ودفع ثمناً باهظاً في مواجهة التطرف والإرهاب والانفصال والتمزيق، وبقوا موحدين مع العرب في مناطقهم، رافضين شعار الانفصال، مقدمين أوراق اعتمادهم كمواطنين يستحقون حق المواطنة تحت قاعدة الدستور والوحدة والتعددية.
سورية قبل المؤامرة ليست كما هي بعدها، وسورية الانتصار ليست كما هي قبلها، ما يحتاج لنفس شجاعة ومضمون الانتصار، شجاعة الإقرار بالتعددية واحترام الخصوصية في إطار الوطن السوري الموحد، ذلك لأن انتصار سورية عسكرياً على أعدائها لن يكتمل دون الانتصار السياسي وانتصار وحدة أراضيها ومكونات شعبها، حتى لا تبقى أسيرة للتدخلات الأجنبية بأدوات ووسائل قد تكون على شكل الحصار السياسي أو الاقتصادي أو دعم خلايا كامنة مربكة لخطط استكمال أمنها واستقرارها، أو أي ذرائع مختلفة، والكرد ببسالتهم أثبتوا مساهمتهم في دحر التطرف والإرهاب، ومن هذا الموقع ساهموا بتضحياتهم في الحفاظ على خارطة سورية وتماسكها ووحدة أراضيها، ولهذا يستحقون من الدولة مبادلتهم الأمن المعيشي والاستقرار النفسي والمواطنة المجتمعية، خدمة ليس فقط لأنفسهم كأكراد، بل وخدمة لسورية الوطن والشعب والدولة.