غزة - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - على الرغم من دخول بعض الحلويات إلى السوق الفلسطيني، والتي لاقت رواجا بين المواطنين من جمال شكلها، لكن طعمها لم يرق للطعم الأصيل لكثير من الحلويات ، التي مازالت محافظة على رونقها وحب الناس لها.

من تلك الحلويات الفلسطينية التي عرفتها الاجيال مثل "الفستقية، والسمسمية، والدروبسات، والكعكبان، واللوزية، والسد العالي، والحلقوم بالمكسرات، والحلقوم بالمستكة، وجوز الهند، وغيرها من الحلويات التي لاقت شهرة واسعة امتدت من جيل الى جيل.

تاريخ صناعة الحلويات والسكاكر

يعود تاريخ صناعة الحلقوم وغيره من الحلويات والسكاكر في فلسطين إلى القرن التاسع عشر خلال الحكم العثماني في ذلك الحين لم تكن الأصناف كثيرة على عكس هذه الأيام، إذ هناك عشرات الأنواع من الحلويات، والعديد من أنواع الحلقوم من ضمنها، وهو الذي يقبل عليه الفلسطينيون في مناسبات مختلفة.

مصنع الخطيب في غزة

في مصنع صغير في حجمه، كبير بمذاقه في مدينة غزة يقف أبو محمد الخطيب مع أبنائه وأبناء أشقائه، وهم يجهّزون الحلقوم وغيره من الحلويات، لتوزيعها على المحالّ التجارية. كلّ واحد منهم يعرف دوره في مراحل الإعداد.

يقول الخطيب للنجاح الاخباري عن مكونات الحلقوم بأنها طبيعية وما يستعمل فيها فقط السكر الناعم والنشاء، بالإضافة إلى الماء والليمون الحامض، ولا يتم استخدام المواد الحافظة".

ويذكر الخطيب طريقة صنع الحلويات فيقول:"

نضع السكّر الناعم والنشاء والماء بمقادير محددة في قدر كبيرة على النار لمدة ساعتين، ونضيف إلى الخليط النكهات والألوان الطبيعية. وعند نضجه نسكبه في أطباق خشبية حتى يبرد، ثم نبدأ بتقطيعها بحسب الشكل المرغوب، ونغمسه بالسكّر الناعم كي لا تلتصق ببعضها، تتنوع ما بين الفستقية، والسمسمية، والكعكبان، واللوزية، والسد العالي، والحلقوم بالمكسرات، والحلقوم بالمستكة، وجوز الهند، وغيرها". لكنّ "الحلقوم السادة" أي الذي لا تخالطه أيّ مكونات إضافية، فيبقى من أكثر الأصناف المحببة للمشترين".

وأفاد أنه ورث مهنة صناعة حلوى "الحلقوم"،والحلويات الأخرى  عن أخواله  الذين كانوا يعملون بها ويبدعون، فورثها بدوره وأورثها لأبنائه وأبناء أخيه

 وعن أسعارها بالمجمل، أشار إلى أن سعرها في متناول الجميع، وهي تلقى صدى بين المواطنين أكثر من الحلويات المستوردة التي لا طعم لها.

وفي بيوت الغزيين، تجد حلوى "الحلقوم" ترافق القهوة والشاي في حياتهم اليومية ومناسباتهم الاجتماعية، كما أنهم يتناولونها مع قطع البسكويت، وإن انقطعت فترة من السوق المحلي لسبب ما، فإنهم يبحثون عنها.

وعن الأسباب التي تعرقل انتاج تلك الحلويات في القطاع

أرجع ذلك للإغلاقات المتكررة ومنع تصديرها للضفة الغربية، أو استيراد المواد الخام اللازمة.

أشهرها الحلقوم والسد العالي

يرجع أصل "الحلقوم أو حلوى الراحة" لمصر، وهي نوع من الحلوى على شكل مكعبات مختلفة الأحجام والألوان، يُزيّن بعضها بحبات اللوز أو الفستق.

ولعل سرّ النكهات التي تميز الحلقوم، تتمثل في إضافة أصباغ، وزهور طبيعية من مسك وماء الورد، والزهر وعطره، تضفى نكهة جذابة عليها.

المواطن ثائر محسن قال بأنه يفضل تناول الحلقوم، في المناسبات والأعياد، وهي من أكثر الحلوى التي يجلبها لعائلته، بعيداً عن الحلوى المستوردة والباهظة الثمن

السد العالي "المارينج":

مجموعة من الأطفال كانوا يقفون بالقرب من حلوى السد العالي المعروضة في أحد المحال التجارية، ويتزاحمون على شرائها "4 حبات سد عالي  بنصف شيكل" تلك العبارة يوجهها مالك البقالة لهم، وهم مسرورون به ، ويتسابقون على تقديم النصف شيكل له لكي يحصلوا على حلوة ولذيذة وهشة تذوب بالفم تاركة طعما حلواً..

الطفلة لين العالول ذات السبع أعوام تحدثت ل النجاح عن عشقها للبسكويت المحشي بالحلقوم، وعدم مقاومتها للسد العالي عند رؤيته:" منذ أن كنت اصغر ووالدي حينما يأتي للبيت يحمل كيساً من الحلويات المحببة لقلبي فيداعبني ويلاعبني قليلاً ويقدمها لي. والسد العالي من أكثر الحلويات التي تسعدني ."

الأم رامية الصواف برغم أنها تخطت الثلاثين الا ان عشقها للسد العالي "حلوى المارينج " لا يتوقف ،تقول:" كنت أيام الطفولة أشتريه من المدرسة وقد كنا كأطفال وقتها نحب طعمها اللذيذ ،حتى أنني الآن إن أردت شراء الحلوى لأطفالي ،أشتري الحلقوم والسد العالي ،وأزود الحصة لي لآكلها أنا أيضاً."

ودعت الصواف الجهات المختصة بالاهتمام بمثل هذه الصناعات الخالية من أي إضافات سامة وضارة على الأطفال ، فمعظم الحلويات التي تستورد من الصين ليست مثل المنتج المحلي ،المعروفة كيف صنعت والأجواء التي صنعت بها ."