النجاح الإخباري - قال الكاتب الإسرائيلي يهودا هارئيل إن الصيغة المثلى للحل النهائي مع الفلسطينيين تكمن في أن يبقى اتفاق أوسلو هو الأساس الدائم للعلاقة معهم، مستبعدا قيام دولة فلسطينية على "أرض إسرائيل"، ومحذرا من الوصول إلى واقع تقوم فيه دولة واحدة ثنائية القومية.

وأضاف هارئيل في ورقة بحثية نشرها قبل يومين موقع ميدا الإسرائيلي، أن البديل هو محافظة إسرائيل على الوضع القائم، والعمل على تثبيته بما يتعارض مع ما تشهده الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل من مشاريع، سواء يمينية أو يسارية.

وأكد أن دخول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض ولقاؤه الأخير برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، شكل في نظر الأوساط السياسية في إسرائيل مشهدا ساحرا غير مسبوق منذ ولادة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفي حين اعتبر بعض الإسرائيليين أن تصريحات ترمب تعتبر تعاطفا مع ما تسوقه حركة "السلام الآن" المعادية للاستيطان، فإن أنصار اليمين رأوا في حديث ترمب لحظة تاريخية في التضامن الأميركي مع المشروع الصهيوني، ولكن سرعان ما اتضح للجانبين أنهما لم يدركا حقيقة ما قصده ترمب، حسب قوله.

وأشارت الدراسة إلى أن الإرباك الذي عاشه الإسرائيليون عقب لقاء نتنياهو وترمب يذكرهم بالمقولة الشهيرة لدافيد بن غوريون أول رئيس حكومة إسرائيلية حين قال إن مستقبل اليهود غير مرهون بما يقوله الغوييم (الأغيار)، وإنما بما يفعله اليهود، وهو ما يحصل اليوم فعلا.

واعترف هارئيل بأن مشكلة إسرائيل الرئيسية اليوم ليست في مواقف الولايات المتحدة وأوروبا، وإنما تكمن في فقدان الهدف الذي يسعى الإسرائيليون لتحقيقه، وفي غياب خريطة طريق متفق عليها من اليمين واليسار، أو على الأقل من قبل الائتلاف الحاكم في إسرائيل اليوم.

وأضاف أن غياب الهدف الإسرائيلي ما زال مستمرا لمدة خمسين عاما منذ حرب يونيو/حزيران 1967، في ظل عدم قدرة اليمين واليسار في إسرائيل على التوصل إلى هدف متفق عليه، لأن التنافس الحزبي داخل إسرائيل يجعل الفريقين يتجاهلان الحقائق الواقعة على الأرض.

فاليمين الإسرائيلي يتجاهل وجود ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين يغض اليسار الإسرائيلي الطرف عن عدم وجود شريك للسلام بين الفلسطينيين، وعن أن الهجمات الفلسطينية لن تنتهي في المستقبل القريب، وأن الوجود العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية أمر حيوي للحفاظ على أمن إسرائيل.

واعتبر الباحث الإسرائيلي أن المسيرة التي بدأتها إسرائيل مع الفلسطينيين من خلال اتفاق أوسلو لم تؤد إلى النتائج المرجوة للطرفين، فالسلام لم يتحقق ولم يطبق حل الدولتين، بل نشأت سلطة فلسطينية أقل من دولة على نصف مساحة الضفة الغربية، وهي سلطة من دون جيش، في حين ينفذ الجيش الإسرائيلي عملياته في أراضيها عند الحاجة.

وختمت الدراسة بالقول إن الواقع القائم في الأراضي الفلسطينية لم يعف إسرائيل من مسؤوليتها عن السيطرة على ملايين الفلسطينيين الذين يفتقرون للحقوق الأساسية، رغم أن اتفاق أوسلو يوفر للفلسطينيين سلطة مستقلة لا تشكل خطرا على بقاء وأمن إسرائيل.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية