النجاح الإخباري - تواجد الطفل صامويل سكوت (Samuel Scott) البالغ من العمر 15 سنة والقاطن بأحد الأحياء الفقيرة ببلفاست ضمن فريق العمل بحوض بناء السفن بالمدينة، حيث اشتغل الأخير لصالح مؤسسة Harland and Wolff بعد أن أوكلت إليه مهمة وضع المسامير الساخنة التي تستخرج من الفرن باستخدام الملقط داخل الثقوب لتثبيت القطع الحديدية العملاقة للسفينة والتي تطلب ربطها إلى بعضها أكثر من 3 ملايين مسمار.

وفي مساء يوم العشرين من شهر نيسان/أبريل سنة 1910، هوى الطفل صامويل سكوت من أعلى السلم أثناء فترة عمله على تثبيت المسامير الساخنة بسفينة التيتانيك ليسقط مباشرة على الأرض ويصاب بكسر على مستوى جمجمته.

وفارق الطفل البالغ من العمر 15 سنة الحياة جرّاء تبعات إصابته ليصبح بذلك أول ضحية من ضحايا هذه السفينة العملاقة التي تسببت إثر غرقها يوم الخامس عشر من شهر نيسان/أبريل سنة 1912 في مقتل ما لا يقل عن 1500 فرد من ركّابها.

وبحسب تحقيقات الشرطة وتقرير الطب الشرعي الذي أجراه الطبيب ديكسون توفي صامويل سكوت بسبب تبعات سقوطه من السلم، حيث تعرض الأخير إلى نزيف حاد وكسر في جمجمته.

فيما نفى زملاؤه بالعمل مشاهدتهم للحادثة لحظة وقوعها، مؤكدين عثورهم على صامويل سكوت غارقا في دمائه خلال ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم.

وتوالت الإصابات بعد تلك الحادثة، حيث تعرض العديد من العمال على مشروع سفينة التيتانيك إلى مصير مشابه لمصير الطفل صامويل سكوت، ولعل أبرزهم العامل جيمس دوبينز الذي توفي سحقا عقب سقوط عدد من الأخشاب الثقيلة عليه.

وفي حدود سنة 2011 وبعد مضي أكثر من 100 سنة على وفاته تم رسميا وضع شاهد قبر على المكان الذي دفن فيه الطفل صامويل سكوت، والذي يصنف كأول ضحية من ضحايا التيتانيك ببلفاست، جاء ذلك عقب تحرك قامت به بعض الجمعيات المدنية بالمنطقة.