هاني عسل - النجاح الإخباري - تنكشف الحقائق تباعا. فلا سوريا فيها ثورة، ولا ربيع، ولا بشار سفاح، ولا مجرم، ولا الجيش العربي السوري اسمه جيش النظام، ولا جيش بشار. فهذه الفضيحة دليل دامغ جديد على حقيقة المرتزقة والخونة والإرهابيين الذين أطلقوا عليهم «معارضة» وأجلسوهم على موائد مفاوضات.

هذه هي حقيقة الخوذ البيضاء أصحاب تمثيليات الكيماوي والقتل الجماعي .. هذه هي فضيحة العصر!

وكالة «رويترز» للأنباء بثت بتاريخ 22 تموز، تقريرا كاشفا بعنوان يلخص حقيقة الفضيحة التي جرت ومازالت تجري على أرض سوريا. التقرير بعنوان «الخوذ البيضاء في سوريا تهرب إلى الأردن بمساعدة إسرائيلية غربية» كتبه دان ويليامز وسليمان الخالدي، ومصدره القدس المحتلة والعاصمة الأردنية عمان، ويتعلق بـنهاية أسطورة الخوذ البيضاء التي كانت المصدر الرئيسي لتقارير الكيماوي وجرائم جيش «النزام» كما ينطقها السادة الثورجية في وطننا العربي!

يقول التقرير بالحرف الواحد إن «مئات من عمال الإغاثة السوريين الذين عرفوا باسم الخوذ البيضاء وعائلاتهم فروا أمام القوات الحكومية المتقدمة، واتجهوا ناحية الحدود السورية مع الأردن خلال الليل بمساعدة الجنود الإسرائيليين وقوى غربية»!

..نقول «كمان»؟!

يقول الخبر أيضا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو أكد في بيان صحفي موجز عبر الفيديو يوم الأحد أنه ساعد على إجلاء (أصحاب الخوذ البيضاء وأسرهم) بطلب من الرئيس الأمريكي ترامب وغيره من القادة، بعد أن سادت مخاوف من أن حياة هؤلاء في خطر.

وتضيف رويترز أن هذه الجماعة التي تعرف رسميا باسم الدفاع المدني السوري حظيت بإشادة واسعة في الغرب من قبل لمساعدتها في إنقاذ أرواح الآلاف في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في سنوات القصف الجوي الذي كانت تقوم به دمشق وحلفاؤها. وتقول الوكالة أيضا إن أعضاء الجماعة يقولون إنهم محايدون، ولكن الرئيس السوري بشار الأسد ومسانديه، ومن بينهم روسيا، سبق أن وصفوهم بأنهم أدوات دعائية يرعاها الغرب، وستار للمسلحين الإسلاميين في سوريا.

.. نقول «كمان»؟!

الخبر يقول أيضا، الكلام على عهدة رويترز، إن الذين تم إجلاؤهم سيبقون في مكان مغلق في الأردن، قبل أن يعاد توطينهم في دول مثل بريطانيا وألمانيا وكندا في غضون ثلاثة أشهر!

وتنقل رويترز أيضا عن نيتانياهو قوله إن ترامب ورئيس الوزراء الكندي ترودو وغيرهما من القادة تحدثوا إليه مؤخرا لمطالبته التدخل للمساعدة في إخراج الخوذ البيضاء من سوريا، باعتبار أن أرواح هؤلاء الناس في خطر، ولهذا، سمح بنقلهم عبر إسرائيل إلى دول أخرى في لمسة إنسانية، حسبما ذكر «بيبي»!

أما وزير الخارجية البريطاني، فوصف عملية نقل الخوذ البيضاء خارج سوريا بأنها أخبار رائعة، بينما رجحت مجلة «بيلد» الأسبوعية الألمانية أن يتم منح الجنسية الألمانية لخمسين منهم!

وعلى الجانب الآخر من هذه «الحنية»، رحبت السفارة الروسية في هولندا بترحيل الخوذ البيضاء من سوريا، وقالت في تغريدة لها على تويتر: «بالتأكيد، لتكون هناك بعد الآن فرص أقل لما يسمى الهجمات الكيماوية في سوريا بعد الإجلاء القسري للخوذ البيضاء المدعومة غربيا».

انتهى كلام رويترز، وخلص الكلام، وكل شيء انكشف وبان على رأى عبد المنعم مدبولي!

الخوذ البيضاء، الذين تم ترشيحهم لنوبل 2016، وأنتجت هوليوود فيلما سينمائيا عنهم نال أوسكار في 2017، يبحثون لهم عن ممر آمن برعاية أمريكا وبريطانيا، ومعهما إسرائيل بشحمها ولحمها، تماما مثلما تم تنفيذ سيناريوهات إجلاء الدواعش، وإخلاء المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرتهم، بمساعدة الأوتوبيسات المجهولة إياها التي وفرتها أمريكا.

عملاء سوريا يتم ترحيلهم علنا بمعرفة إللي مشغلهم إلى إسرائيل، بعد أن بح صوت دمشق من اتهام أصحاب الخوذ بمساعدة الثوار، أو بالأحرى الإرهابيين والميليشيات والمرتزقة، إذ كانوا خبراء في افتعال هجمات كيماوية وإلصاق التهمة بالحكومة السورية.

تأتي هذه الفضيحة في الوقت الذي يوجد فيه لدينا في مصر حتى الآن من يتحسرون على أيام الثورة، ويتباكون على نسائم الحرية والربيع والصقيع في سوريا واليمن وليبيا، وعلى الخوذ اللي فتحت في جناين مصر، ويقولون حتى يومنا هذا أين المؤامرة، ولماذا الفزاعات، ولماذا الجيش؟!

.عن «الأهرام» المصرية