ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - في إطار الحرب النفسية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على قطاع غزة نشر الصحفي والمعلّق العسكري بصحيفة معاريف الأسبوع يوسي ملمان مقالا تحت عنوان استراتيجية حماس: المشي على شفير الهاوية.. وترجمه موقع النجاح الإخباري قال بأن في وحدات الحرب النفسية التابعة لقسم الاستخبارات (أمان) والتوعية في قسم العمليات (أماتس) يستغلون التوقيت، إلى جانب خطوات أخرى مثل نشر بطاريات القبة الحديدية في "غوش دان" من أجل إيصال الرسالة بأن إسرائيل جاهزة ومستعدة للحرب التي تتضمن أيضًا دخولًا بريًا إلى غزة، والسؤال هنا: هل التقطت الرسالة في الطرف الآخر؟

وأضاف ميلمان بأن لدى زيارته لواء غزة، قال نتنياهو: "زرت سديروت أمس، وشاهدت الجدار الفولاذي المصنوع من إصرارهم المدني، وها أنا ذا أزور الجيش الإسرائيلي اليوم، لأرى الجدار الفولاذي العسكري خاصتنا"، والسؤال هنا: هل هذه الرحلات الكثيرة والنقاشات وتقديرات الوضع والتقاط الصور والتصريحات تعمل بشكل عكسي مرتد؟ هل تبث إسرائيل الضعف بدلًا من القوة؟ وهلي يبث رئيس الحكومة ووزير الأمن - وخصوصًا القيادة في الجيش الإسرائيلي - رسالة مفادها "امسكوني" أكثر من بثهم رسالة الإصرار؟

وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي: إن المستوى السياسي في إسرائيل، أبلغ المستوى العسكري بالتجهز لحملة عسكرية واسعة في غزة، ما لم تتوقف عمليات إطلاق البالونات الحارقة.

وحسب القناة، ووفق التقديرات، فإن تل أبيب تضع أمامها يوم الجمعة المقبل كحد أقصى لوقف إطلاق البالونات الحارقة، وإلا فإنها ستضطر إلى شن حملة عسكرية واسعة.

وأضافت القناة، أن السلطات الإسرائيلية، بعثت برسائل عدة إلى حركة (حماس) من خلال الاستخبارات المصرية حول ذلك، فيما ردّت الحركة برسالة أخرى عبر الاستخبارات المصرية.

وتابعت: "على ما يبدو أن حماس فهمت الرسالة، وتم بالفعل بدء نشر قوات من حركة حماس بهدف منع إطلاق البالونات الحارقة"، حسب القناة الإسرائيلية.

وأردفت بالقول: "إلا أن حماس تريد وقف إطلاق البالونات الحارقة بعد أن تحقق إنجازاً ما"، معتبرةً في السياق أن حماس تريد مقابل ذلك استمرار فتح معبر رفح البري بين غزة ومصر، والحصول على تسهيلات للوضع الإنساني في القطاع.

وتابعت: "جاء قرار حماس التكتيكي بعد ضغوط شديدة من مصر على المنظمة في الأيام الأخيرة في أعقاب رسائل من إسرائيل أنه في حال استمرار إطلاقها، ستبدأ حملة عسكرية ضد قطاع غزة".

وعن تدريبات القوات الإسرائيلية وآثارها بالحرب النفسية قال المحلّل الإسرائيلي : علينا أن نأمل بأن جنود الوحدة 162 (شعبة المناورة) كان لديهم الوقت الكافي للتدريب ومحاكاة المهام التي وضعت أمامهم، المحاكاة كانت مجرد استعراض للعلاقات العامة وفرص التقاط الصور، التي سارعوا لنشرها وإجراء اللقاءات مع الصحافة. المثلث غير المقدس (الجيش والسياسة والإعلام) كان لشخص ما بين الغرابة والمسرح العبثي.

وزير الأمن أفيغدور ليبرمان أمضى، أمس، حوالي ساعتين في مشاهدة التدريب والحديث مع قادته والجنود، ورافقه كالعادة رئيس الأركان غادي ايزنكوت وقائد لواء الجنوب الجديد العميد هرتسي هليفي وقائد الوحدة الجنرال عوديد بسيوك، بعد ذلك حثت الحاشية - المستكملة برئيس "الشاباك" نداف أرغمان - الخطى نحو مقر لواء غزة (143 والتي تسمى رسميًا "عصبة الثعالب النارية")، حيث كان في انتظارها هناك قائد الوحدة العميد يهودا فوكس. تصوير مجموعة مرتدي البزات (بدلًا من أطفال الروضة) هو واحد من الأحداث المحببة لدى السياسيين؛ زيارات كهذه تفرغ وقت رئيس الأركان الملزم بمرافقة الوزراء المعينين وإرشادهم.

واستطرد في نفس السياق قائلا : اليوم سيتمركز رئيس الأركان ثانية في الجنوب، وهذه المرة من أجل "الأمر الحقيقي"، لمشاهدة التدريب ومراقبة مجرياته. في التدريب الذي سينتهي غدًا، تشارك كتائب المشاة "نحال" و"جفعاتي"، وكتيبة المدرعات (401) وكتيبة مدرعات الاحتياط (179)، لقد شرع في الأسبوع الماضي كتدريب مقرات، وسيستمر هذا الأسبوع كتدريب كامل. رغم أنه خطط له قبل أشهر طويلة، وكجزء من برنامج التدريبات السنوية للجيش الإسرائيلي؛ إلا أن توقيته يخدم المستوى السياسي؛ السيناريو الذي وفقه يجري التدريب هو احتلال غزة.

وأشار إلى أنه منذ أن بدأت حرب الاستنزاف في 30 مارس (البدء في "مسيرات العودة") والمظاهرات والاستمرار في محاولات الاعتداء على السياج، وحاليًا إطلاق الطائرات الورقية والبالونات والكاندومات المحملة بالنار؛ تدير حماس معركة معقدة، تقوم على أساس تقديرها بأن إسرائيل لا تريد الحرب، بل وتخشاها. حماس أيضًا لا تريد مواجهة عسكرية، لكنها تفهم أنها تمتلك فرصة مواتية لاستغلال التصعيد من أجل التوصل إلى إنجازات سياسية - اقتصادية: فك الحصار، وتدفق المليارات إلى غزة؛ الأمر الذي سيخفف من ضائقة السكان ويمكّنها من تحديث قدراتها العسكرية.

وحول إستراتيجية حماس قال : أمام استراتيجية "المشي على شفير الهاوية" الخاصة بحماس ومجهوداتها الناجحة للقيام بخطوات وتحديد قواعد لعب جديدة؛ ليس لدى المستوى السياسي رؤية أو استراتيجية خاصة به، وإنما مجرد تكتيك دفاعي، وهو إعادة الهدوء وإبقاء الوضع الراهن الذي كان قبل ثلاثة أشهر ونيف.

وأضاف في ذات السياق أن الوضع متفجر للغاية، إلى حد أن هناك شك بأنه يوجد أحد في المخابرات الإسرائيلية أو في المستوى السياسي أو بين الخبراء يستطيع أن يقدر: هل يتوجه الطرفان إلى التهدئة أو إلى الحرب؟ الجواب لذلك يمكن الحصول عليه الجمعة القادمة، لكن إذا استمرت الحقول والأحراش بالاحتراق، سيضطر المستوى السياسي - الذي بدأ يفقد صبره - لإصدار أوامره للجنود بالخروج في عملية أخرى، الخروج إلى الحرب.

من ناحيتها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن حركة حماس أوعزت لنشطائها بضرورة وقف إطلاق البالونات الحارقة.

وأضافت الصحيفة: "في الساعات الأربع والعشرين الماضية، أصدرت حماس تعليمات لنشطائها بعدم إطلاق المزيد من البالونات الحارقة".

وتبقى الأرض هي سيدة الموقف من تتحكم بالتهدئة والحرب .