نهاد الطويل - النجاح الإخباري - اسدل الستار على اعمال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني بإصدار ثلاث وثائق مهمة: "اعلان بكين"، والاعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص ببناء "الحزام والطريق"، والبرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني للأعوام (2018 -2020).

ودعا الجانب العربي والصيني في "اعلان بكين" الى مواصلة التنسيق العربي الصيني لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يوينو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتأكيد حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والالتزام بتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط وعلى أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وفي هذا الإطار قال نبيل شعث مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية إن إعلان "بكين" من شأنه أن يؤسس لمبادرة جديدة في مواجهة "صفقة القرن" وشق طريق حل دولي متعدد الأطراف.

واعتبر شعث في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" أن الصين بهذا الموقف تعبّد "الطريق إلى الشرق الأوسط" عبر مواصلتها التأكيد على دعم القضية الفلسطينية.

وكان سفير الصين لدى فلسطين قو وي، أكد في حديث مع "وفا" قبل أيام، ان بلاده ستعيد طرح مبادرتها للسلام ذات النقاط الأربع، لرعاية عملية السلام بين الدول العربية وإسرائيل، بعد الزيارة التاريخية لرئيس دولة فلسطين محمود عباس إلى الصين، ولقائه نظيره الصيني.

الأردن مُتَفَائِل

وبدا الموقف الاردني متفائلا من إعلان "بكين" اذ أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تطلع بلاده إلى تعاون أكبر مع الصين في ما يتعلق بالجهود التي تستهدف حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بالإضافة إلى حل الأزمة السورية. 

ووفق بيان صحافي صادر عن وزارة الخارجية الأردنية ، فقد أكد الصفدي أمام الاجتماع الوزاري للدورة الثامنة للمنتدى العربي الصيني المنعقد في بكين، أن “التعاون العربي الصيني سيثمر إنجازات اقتصادية وتجارية وثقافية ستنعكس إيجاباً على الأمتين، وسيسهم في إنهاء الصراعات وتجاوز الأزمات وتحقيق التنمية والازدهار وبناء الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين”.

وأضاف الصفدي “هذه جهود يجب أن تُفعّل، الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، فالاحتلال يتجذر مستوطنات جديدة، ومصادرة للأراضي، وإجراءات أحادية تفرض حقائق جديدة في القدس وتهدد الوضع التاريخي والقانوني لمقدساتها الاسلامية والمسيحية التي تتشرف المملكة أنها برعاية الوصي عليها الملك عبدالله الثاني”. 

وأضاف أن المبادرة الصينية، سبقت ما يجري الحديث عنه تحت عنوان "صفقة القرن"، وان الصين متمسكة بمبادرتها القائمة على أساس الشرعية الدولية، ولديها أفكار هامة وخاصة، وترى أنها فعالة من أجل الوصول للسلام بالشرق الأوسط.

معالم المبادرة ..

وتقوم مبادرة الرئيس الصيني على أربع نقاط هي: تعزيز حل الدولتين على أساس حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية جديدة، ودعم "مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام" الذي ينهي فورا بناء المستوطنات الإسرائيلية، ويتخذ تدابير فورية لمنع العنف ضد المدنيين، ويدعو إلى الاستئناف المبكر لمحادثات السلام، وتنسيق الجهود الدولية لوضع تدابير لتعزيز السلام.

وفي هذا الإطار يؤكد الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو رمان، أن الخطوة الصينية تأتي كردة فعل طبيعية وتحرك أمام الهيمنة الأمريكية على ضوء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالاعتراف "بالقدس عاصمة لإسرائيل" ما يفتح الباب امام بكين لبناء موقف متقدم  في إطار مساعي تسوية ما قد يعطيها فرصة لاختراق جدار المنطقة.

وقد بات من الواضح أنه من الصعب تجاهل أهمية الدور المتزايد الذي تلعبه بكين في منطقة الشرق الأوسط. كما أن مشاركة هذه القوة الشرق آسيوية من شأنه ضخ حياة جديدة في اللجنة الرباعية المترنحة، وإنعاش المفاوضات بين القيادات الفلسطينية والإسرائيلية، والتي دخلت في طور الجمود منذ عام 2014، على الرغم من وجاهة الرأي القائل بأن قرار الرئيس الأمريكي الأخير بشأن القدس، وتأجيله الحديث عن حدودها، لربما يكون هو الآخر، بمثابة إلقاء حجر في المياه الراكدة، وسبباً حقيقياً للدفع بعملية السلام، ما لم يفوت الفلسطينيون والإسرائيليون -على السواء- الفرصة مجدداً.

اقتصاديا يؤكد ابو رمان أن لدى الصين مصلحة في عدم تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط، نظراً للأهمية المتزايدة التي تمثلها المنطقة بالنسبة للاقتصاد الصيني.

موقف شدد عليه وزير الخارجية الصيني “وانج يي” في كلمته التي ألقاها في منتدى ثقافي حضره العديد من الدبلوماسيين والعلماء في بكين يوم 9 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث حث جميع الأطراف المعنية في الأزمة الإسرائيلية- الفلسطينية على “ضبط النفس وتجنب خلق اضطرابات جديدة في منطقة مثقلة بالتحديات”.

وفي حال انضمت الصين إلى اللجنة الرباعية، فإن ذلك من شأنه تعزيز الدور الدبلوماسي لبكين في المنطقة. لا سيما وأن مشاركة الصين في شؤون الشرق الأوسط كانت آخذة في التزايد، تماشياً مع صعودها كقوة دولية.

ولم تسفر  مقترحات الصين لحل الخلافات في المنطقة لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن. 

وفي هذا الاطار أكد سفير مصر الأسبق في الصين علي الحفني، أن بكين دخلت على خط القضية الفلسطينية بقوة بعد إعلان رئيس الصين شي جين بينغ عزمه عقد مؤتمر دولي عن القضية الفلسطينية لإيجاد حل دائم لها.

وقال السفير علي الحفني ، إن الصين رغم اعتبارها دولة نامية إلا أنها قوة لا يستهان بها دولياً وتعد من الخمسة الكبار وتمتلك حق الفيتو داخل مجلس الأمن، ولها صوت مسموع مما يساهم في تعزيز حل القضية الفلسطينية في أقرب وقت في ظل الأحاديث حول ما يثار عن “صفقة القرن” التي تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ تعهد تقديم حزمة مساعدات وقروض بـ 20 بليون دولار إلى بلدان الشرق الأوسط التي تعتمد تجاهها سياسة تطلق عليها تسمية «الحزام والطريق» لتعزيز التعاون.

ويبدو أنّ الصين التي طرقت أبواب أفريقيا منذ مطلع الألفية ونجحت في ترسيخ أقدامها هناك واقتنصت كثيراً من فرص الشراكة والتنمية، باتت توجّه بوصلتها نحو الشرق الأوسط، في سبيل دفع التعاون الصيني- العربي نحو نقطة انطلاق جديدة.

وأعلن الرئيس الصيني أن بلاده ستقدم 100 مليون يوان (نحو 15 مليون دولار) مساعدات لفلسطين دعماً للتنمية الاقتصادية، إلى جانب 600 مليون يوان (91 مليون دولار) أخرى للأردن وسورية ولبنان واليمن.

ودعا الرئيس الصيني في كلمته بافتتاح المنتدى، إلى ضرورة العمل المشترك من أجل إنقاذ الوضع المتدهور في المنطقة، من خلال إطلاق مؤتمر دولي جديد للسلام قائم على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.