غيداء نجار - النجاح الإخباري - اعترفت إسرائيل بعد 11 عاماً، بأنها قامت بتدمير مفاعل سوريا النووي الذي كان في المرحلة الأخيرة من بنائه في ضربة جوية شنتها مقاتلاته عام 2007.

وكشفت سلطات الاحتلال هذا الاعتراف فجر اليوم وفي بيانها المتعلق بخصوص الضربة الجوية التي دمر فيها المفاعل النووي السوري قالت فيه إنه جاء عقب إنهاء أمر رقابي عسكري كان يحظر بموجبه على أي مسؤول إسرائيلي التحدث بشأن العملية.

ونشرت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلي على الفيسبوك مقطع فيديو قال إنه: "يوثق ضرب المفاعل النووي السوري في دير الزور، شمال دمشق لّيلة 5-6 سبتمبر/ أيلول من عام 2007".

وبحسب مختصون ومحللون فإن إسرائيل سعت من خلال هذا الكشف والإعلان الصريح والواضح لاستهداف المفاعل النووي السوري الذي كان قيد التحضير إلى توجيه رسالة لإيران مفادها أنه لن يسمح لأي جهة امتلاك هذا السلاح في المنطقة باستثناء إسرائيل وفيها رسالة تحد واضحة للمنظومة الإيراانية.

وقال مدير وحدة المشهد الإسرائيلي في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية لـ"النجاح الإخباري" المحلل أنطوان شلحت:"إن فحوى الفيلم الذي بث ونشر اليوم تمثل بتوجيه رسالة لكل من يفكر بكسر احتكار اسرائيل لامتلاك المفاعل النووي في الشرق الأوسط، والعنوان الرئيسي من الخطوة هي إيران".

وأضاف شلحت: "بحسب المزاعم الاسرائيلية فإيران تمتلك برنامج قدرات نووية، وأنهم رصدوا لها بالفترة القليلة الماضية نشاطات عسكرية وأمنية في الاراضي السورية واللبنانية".

وأشار إلى أن الهدف من التفجير ليس فقط قيام إيران بتطبيق برنامجها النووي فحسب بل لوجودها  بسوريا، ووفقا للتقديرات العسكرية الاسرائيلية فإن وجود إيران بسوريا ليس عابراً بل له تبعات استراتيجية، وبالتالي هناك مخاوف اسرائيلية مبررة أو غير مبررة من أن إيران تحاول أن تطبق جوانب من برنامجها النووي في الاراضي السورية، وقد تصبح فيما بعد هذه القدرات بمحاذاة الحدود مع اسرائيل ما يشكل تهديدا لأمنها وفق تقديراتهم وزعمهم".

جعارة: الرسالة لإيران لتفهم أمريكا

بدوره، أشار المختص بالشأن الإسرائيلي د.عمر جعارة إلى أن إسرائيل هدفت من وراء هذا الإعلان إلى توجيه رسالة لإيران أساسا كونها تتدخل بسوريا وتشكل تهديدا لأمن إسرائيل من خلال ما تقوم ببنائه من منظومة عسكرية وقدرات نووية.

وبين أن تصريح رئيس اركان الاحتلال الجنرال غادي أيزنكوت الذي كان آنذاك قائد المنطقة الشمالية العسكرية، والذي عقب قائلاً "الرسالة من ضرب المفاعل في العام ٢٠٠٧ هي أن إسرائيل لن تتسامح مع بناء قدرات تشكل تهديدًا وجوديًا عليها.

وقال: " هذا الإعلان الذي بث أجزاء منها فجر اليوم وسيبث كاملا مساء اليوم حمل في طياتها رسالة تهديد واضحة وهي أن إسرائيل كما لم تسكت سابقا لن تسكت في المرحلة القادمة ولن تسمح بمن سيهدد امنها في المنطقة.

وأضاف د.جعارة: بينما عقب وزير دفاع إسرائيل أفيغدور ليبرمان آنذاك أن هذا التهديد الكبير موجه للمفاعل النووية في ايران، كما أنه ضعف بالموقف الأمريكي باتجاه المفعل النووي بكوريا الشمالية".

وأوضح جعارة، ان حكومات الاحتلال دأبت اتخاذ القرارات الاستراتيجية الأمنية وتوثق ذلك من باب تعزيز ثقة جمهورها بها وكذلك فعلت أيضا عندما بثت فيلماُ باسم "تموز" يحوي قصف المفعل النووي في العراق، وكان بنفس طريقة قصف نووي سوريا.

وطرح عدة تساؤلات حول ردات الفعل القادمة متسائلا: "ما هي ردة فعل سوريا والعراق وليبيا؟ وعموم الرد العربي على هذه الإعترافات العلنية الصريحة.

وأكد جعارة، أن ما بثته إسرائيل قد يفهم منه أيضا وجود رسالة ضمنية لأمريكا تحمل في طياتها لا للضعف بمواجهة كوريا الشمالية، كما تفعل إسرائيل بمن يحاول تهديد أمنها.