أكرم الصوراني - النجاح الإخباري -
من الحُبّ ما سَطَل. هل يَسطل الحب؟ أعرف حزباً وقع في حُبّ الكرسي من أوّل سُلطَه وظل يحُب في الشعب ويحُب في البلد حتى خرجت الأمثال الشعبية و"من الحُبّ ما حَلَب" و"من الحُبّ ما سَطَل" و"من الحُكم ما قَتَل" . لا أدري ما علاقة الموت بالحُب حتى أنّي دائماً أقول لأماني بحبك موت ولا أدري لماذا لا أقول لها بحبك حياة ؟ والحياة ليست فقط مفاوضات لكنها أيضا حُب والحُب لا يتبخر بعد الموت -هكذا تقول نظريتي الهبله- أخاله يتكثَّف بعد الموت ويرتفع إلى السماء ويهطل مع هطول المطر والشمس والقمر وينتشر في الأجواء كفيروس لطيف وعدوى تصيب الحالمين والعشاق وزبائن الحُب . المهم أن فُرصه تكنولوجيه أخيرة تظل بعد الموت أمام مُحبّيك ليتسنى لهم التأكد من انتهائك سيحاول بعضهم إرسال مسجات حُب داخليه وأسئلة غبيّه على شاكلة وَلَك انتَ صحيح متت زي ما بحكوا عَ الفيس ؟ ولو لم ترد سيرسلون لك وجه حزين بدمعه بلهاء ويبدؤون بتجهيز النعي الالكتروني وتبدأ اللايكات برجم روحك الطاهرة التي تُرفرف في الفيس بوك قبل البلوك الأخير على صدرك في الحفرة وهنا سيفتح بعض الفضوليين صفحتك قبل أن يفتح أحدهم قبرك ويرش عليه الماء طمعاً بعشرة شواكل من أحد رواد الجنازة وسَيَرقُب مُحبّوك آخر ظهور لك على صفحة الفيس وأن الحالة كانت نشطه منذ ثلاثين دقيقه وتبدأ كلمات التأبين ويبدأ دود لا أعرف قيمته بتجهيزك لوجبة عشاء فاخرة لا تُشبه وجبة حبيبين جمعتهم البيتزا وفرَّقهم الدود . أحياناً يستعجل بعضنا الفراق والرحيل والمغادرة والدود دون قصد ودون قصد تستيقظ الحياة ويفتح الصباح الراديو على فيروز وأنا لا أنساكِ فلسطينُ بس قلّة المصاري بتسطل تماماً كما يَسطل الحُب زبائنه في كل مكان ومن كل مكان "صوت اسرائيل" الآن جولة الصباح أسعد الله صباحكم السابعة والنصف بتوقيت الحرب الى أبرز العناوين ..