النجاح الإخباري - حذر مختصون اليوم الثلاثاء، من الوضع الانساني الكارثي في المناطق الحدودية البرية والبحرية في قطاع غزة، مؤكدين أن آلة الحرب الإسرائيلية تستهدف تلك المناطق بشكل متعمد.

جاء ذلك خلال تنظيم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ورشة عمل بعنوان: "آليات حماية السكان وممتلكاتهم في المناطق الحدودية البرية والبحرية".

وأوضح عضو مجلس إدارة المركز هاشم الثلاثيني، أن الورشة تهدف إلى تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الحدودية في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على المزارعين والصيادين والتضييق عليهم ومنعهم من ممارسة حقهم في العمل، ومحاربتهم في وسائل عيشهم، وانعكاس ذلك على الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.

وعرض الباحث في المركز عزام شعث، نتائج تقرير حول الاعتداءات الاسرائيلية في المناطق العازلة الصادر عن المركز، مبيناً ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في تلك المناطق. 

وقدم احصاءات حول الانتهاكات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن القوات المحتلة ارتكبت (433) اعتداءً في المناطق العازلة، من بينها (314) حادثة إطلاق نار، و(7) حوادث إطلاق قذائف مدفعية، أدت إلى مقتل (7) مواطنين، وإصابة (185) مواطناً، واتلاف ممتلكات المواطنين، واعتقال (50) مواطناً، و(53) عملية مطاردة وتوغل.

بدوره، أشار المهندس مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي محمد البقري في مداخلته حول أثر الاعتداءات الإسرائيلية في المناطق الحدودية البرية على القطاع الزراعي، إلى القيود التي تفرضها القوات المحتلة على المزارعين عبر فرض منطقة يحظر الوصول إليها تتراوح ما بين 300 و1000 متر، الأمر الذي يحرم المزارعين من الوصول إلى 30 ألف دونم وزراعتها تعتبر من أخصب المناطق الزراعية في القطاع.

وفي مداخلته، أشار مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر، إلى معاناة الصيادين الفلسطينيين جراء تقليص مسافة الصيد البحري إلى 6 أميال بحرية، وسيطرة الزوارق البحرية الإسرائيلية بالكامل على مياه القطاع واعتداءاتها المتواصلة ضد الصيادين.

من جهته، تناول حمادة البياري، دور مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" حماية سكان المناطق الحدودية، مؤكداً أن المناطق العازلة التي تفرضها قوات الاحتلال تعتبر من أشد الأماكن خطورة في قطاع غزة، وأن تلك المناطق معرضة لكوارث إنسانية، وسكانها يعانون من الفقر والبطالة وهم بحاجة للمساعدة.

وبين أن "أوتشا" عملت على توفير مبلغ 52 مليون دولار كتمويل طارئ لتنفيذ مشاريع وبرامج إنسانية لمساعدة سكان المناطق الحدودية، غير أن الممولين لم يقدموا إلا نحو نصف المبلغ، وهذا يعكس عدم الاهتمام الدولي بالمنطقة، نظراً لتعرضها للتدمير والاعتداءات بشكل يومي.

من ناحيتها، قالت الصحفية لنا شاهين: إن وسائل الإعلام بمستوياتها تغطي الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقتين الحدوديتين في سياق نقل المعاناة اليومية لسكان قطاع غزة، رغم ما يتعرض له الصحفيين من اعتداءات مباشرة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا المشاركون المجتمع الدولي، إلى التدخل الفوري والعاجل لدى السلطات الحربية المحتلة لوقف كافة أشكال الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المواطنون في المناطق الحدودية، ووقف كافة انتهاكاتها ضد العمال والصيادين في المناطق العازلة "البرية والبحرية" في قطاع غزة.

وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل للإفراج عن المعتقلين والمعدات التي تمت مصادرتها، وجبر الضرر وتعويضهم عن الخسائر المادية التي نجمت عن تلك الاعتداءات، وضرورة تقديم المنظمات الدولية والإنسانية المساعدات المادية والتقنية والفنية في مجالي الزراعة والصيد البحري للعمال والصيادين.