نهاد الطويل - النجاح الإخباري - على وقع المواجهة والصدمة عاش المواطنون في قرية فرعتا بمحافظة قلقيلية أوقاتا عصيبة أحدثتها أعمال تخريب واعتداءات بالجملة من قبل قطعان مستوطني "جلعاز زوهر" المتطرفين والمنتقمين لمقتل حاخامهم الذي علمهم السحر والتطرف.

المواطنون في القرية رأوا في أحاديث منفصلة لـ"النجاح الإخباري" أن ما حصل بالأمس بمثابة نقطة تحول.

فالهجمات غير المسبوقة على منازل الواقعة في المنطقة الشرقية تمثل نقطة تحول خطيرة ما يتتطلب من الجميع الانتباه لها.يقول المواطن عدنان الطويل لـ"النجاح الإخباري".

كما يتطلب من الجهات المعنية الوقوف إلى جانب سكان هذه القرية ودعمهم بكل الوسائل المتاحة.

وعلى ضوء إعلان وزير جيش الاحتلال "افيغدور ليبرمان" بالأمس أنه بصدد فحص ما إذا كان بالإمكان إعلان "جلعاد زوهر" مستوطنة شرعية والاعتراف بشرعيتها دفع ذلك الاهالي للتحذير من أن المرحلة المقبلة ستشهد استيلاء على مزيد من الأراضي في تلك المنطقة التي تعود ملكية الأراضي فيها للمواطنين في قرى" تل وجيت وصرة واماتين" بالإضافة الى قرية فرعتا المتضرر الأكبر لجهة استمرار اعتداءات وهجمات المستوطنين المتكررة.

وعلى الأرض بدأت بالفعل أعمال المصادرة والاستيطان حيث قال شهود في صورة وصلت لـ"النجاح الإخباري" إن مستوطنين قاموا بمساندة مباشرة من قوات الاحتلال أمس بتجريف الاراضي في منطقة ما تسمى الهيش (الخنادق) حيث تم احضار البيوت المتنقلة ايذانا بمصادرة هذه الاراضي التي تعود ملكيتها للمزارعين في قرية"تل" بمحافظة نابلس.

وفي هذا الصدد دعا أحد المواطنين الى بالعمل على قلب رجل واحد للوقوف في وجه أعمال السلب والسرقة.

وأضاف لـ"النجاح الإخباري":"والمطلوب اليوم من هيئة مقاومة الاستيطان والجدار ممثلة برئيسها الوزير وليد عساف الانتباه جيدا لهذه المسألة وتجنيد كل الإمكانيات المتاحة والموارد لتعزيز صمود أصحاب هذه الأراضي وإعطائهم أولوية كبيرة.".

أولوية يقول المواطنون إنها يجب ان تنطوي على أي تغيير فعلي، لجهة حمايتهم من اعتداءات المستوطنين،ومواجهة مستوى الخطاب السياسي الداعم لهؤلاء"القطعان"، في ظل أن الحكومة الإسرائيلية لا تترك فرصة للتعبير عن دعمها لهم وشرعنة سيطرتهم على أراضي المزارعين.

ودفعت الهجمات "التخريبية"سكان القرية الى السهر لساعات طويلة في البرد القارص الليلة الماضية وذلك في إطار ما يعرف بـ"لجان الحراسة الشعبية" التي يحاول الفلسطينيون تعزيزها في مثل هذه الحوادث لرد العدوان والتطرف والحيلولة دون وقوع خسائر في الأرواح.

وفي قرية جيت التي تعرضت هي الأخرى بالأمس لأعمال عربدة من قبل المستوطنين يتخوف السكان من أن ينتهج مستوطنوا "جلعاد زوهر" أنشطة معادية تعرف باسم "تدفيع  الثمن" التي يعتبر الحاخام المقتول في عملية نابلس أحد "عرابيها"، وهي عبارة عن توجه يتبناه متطرفون من المستوطنين، يقدّر عددهم بحسب ما ينشر الإعلام العبري نقلاً عن مصادر عسكرية بنحو ثلاثة آلاف. وهذا التوجه العدائي عبارة عن حراك شبه منظم، لكن غير مؤطر، برغم أنه يدار بأسلوب ممنهج وهادف في سياق سياسة عامة للإضرار بالفلسطينيين وبممتلكاتهم، في ظل تغطية واضحة جداً من قبل سلطات الاحتلال.

وتقدر منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية أن نسبة 85,3 في المئة من الشكاوى التي تقدم بها فلسطينيون ضد "تدفيع الثمن" عملت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية على حفظها وعدم ملاحقة المتهمين فيها، فيما لاحقات الشرطة نسبة 7,4 في المئة فقط من الشكاوى، مكتفية بتوجيه اتهامات لثلث، فقط، من هذه النسبة البسيطة. وعدد قليل جداً أفضى إلى إدانة في المحاكم، وبمعظمها أحكام مخففة مع وقف التنفيذ.

وكانت الصفحة الرسمية لقرية فرعتا قد حذرت قبل ساعات من وقوع اعتداءات المستوطنين على المنازل من مغبة قيام المستوطنين بأعمال عدوانية انتقامية.

وتعود المنازل التي تعرضت للتخريب للمواطنين: علي شناعة وحسني الطويل وأمجد الطويل وزيدان أبوتيسير.