عصام جابر - النجاح الإخباري - تمثل مناهج التعليم المدخل الأمريكي الجديد لإعادة صياغة العقل والشخصية العربية وتمثل مناهج التعليم والسيطرة عليها وتوجيهها أحد الأدوات الحاكمة في العقل الغربي لإحداث التغيير في أي منطقة، ذلك لأن التعليم ومناهجه هي التي تشكل وعي الإنسان وتصيغ طريقة تفكيره وشخصيته ومن ثم فالسيطرة على هذه المناهج هو الذي يضمن في المستقبل صياغة الشخصية وسلوكها وأفكارها وفق المضامين التي تضمنتها مناهج التعليم . 
ومن الواضح أن أمريكا تعكف بجدية على كيفية السيطرة على الشخصية العربية عبر تغيير هويتها، ولأن هذه المناهج هي التي صاغت الشخصية العربية والفلسطينية فإن إعادة صياغتها سوف يقود إلى الهدف الأمريكي وهو استنساخ شخصية جديدة لا تمثل تهديداً أو تحدياً للولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها اسرائيل .

إن تصريح مراقب الدولة الأمريكي لويس دودارون،نيته فحص المناهج الدراسية في فلسطين، تحت ذريعة شكوك بكونها معادية "للسامية" أو مشجعة على الارهاب،بناء على طلب تقدم به السناتور الأمريكي المتطرف والمنحاز للاحتلال جيمس ريش هو تصريح وقح وعنصري، وتدخل سافر في الشأن الداخلي الفلسطيني ومحاولة يائسة لتطويع الوعي الفلسطيني، وضرب الثقافة الوطنية للأجيال، عبر إنتاج رواية مشوهة، تقوم على قبول الإحتلال، من خلال محاولة لتمرير مناهج دراسيةتفرغ الجيل الفلسطيني من قيمه وذاكرته الوطنية المتقدمة، وهو الأمر الذي نؤكد أنه لن يمر، ولا يفوتنا ان نبرق تحية فخر، لأسرة التربية والتعليم في فلسطين، ولموقفها المبدئي الرافض للتدخلات الأمريكية،ولإنجازاتها المتواصلة خلال الأعوام الماضية، والتي استطاعت على الرغم من كل الصعوبات والتحديات، أن تحقق إنجازات عالمية، وإقليمية ووطنية، يشهد لها العالم الحر، والمؤسسات الدولية المتخصصة، اذ نثمن موقف وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الرافض لأي تدخل أمريكي في رسم وتوجيه، مسار التعليم في الوطن، كونه الحلقة الأهم في خلق جيل فلسطيني واع، ومتسلح بالمعرفة والوعي الوطني . 
ولم يعد من المستغرب أن تغض الولايات المتحدة نظرها عما يمارس في المدارس الصهيونية الممتدة في المستعمرات والمدن الإسرائيلية، من تحريض ممنهج على قتل الفلسطينين والعرب، ومحاولة خلق رواية أسطورية كاذبه، من خلال تزييف الحقاق، وتزويرها، وهو الأمر الذي أنتج شبيبة التلال الصهوينية المتطرفة، التي تضم الالاف من المجرمين من مستوطني مختلف المستعمرات الممتدة في الوطن، مؤكدة بأن أي محاولة للتأثير على المناهج، ستواجه فلسطينيا بكل حسم.