النجاح الإخباري - سافر رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، الاثنين، الى واشنطن للقاء مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

وقال محللون اسرائيليون: إن نتنياهو وصل قمة الخوف من نقطة ضعف مزدوجة، الأولى تتمثل في خسارته منظومة الضغط التي كان يمتلكها في واشنطن، والثانية في تداعي ائتلافه الحكومي، ما جعل نتنياهو ولأول مرة مرتبطا بشكل مطلق وتام بنوايا "المضيّف" الحسنة، حيث يمكن لترامب أن يدعم نتنياهو ويعده بفترة من الهدوء السياسي او أن يفجر عاصفة تكدر هدوءه وتنهي سكينته وتقصر من عمر حكمه.

وأشار الى أن هذا هو السبب الذي حمل نتنياهو يوم أمس على التوضيح للوزراء مدى خطورة الخصومة مع ترامب، فقد باتت استعراضات القوة التي أطلقها نتياهو ضد الإدارة السابقة برئاسة اوباما مجرد ذكرى، مشيرا أنه تم إغلاق صندوق الحيل والتشنجات والتسريبات بشكل نهائي، وأن من الان وصاعدا سيتم اختبار نتنياهو وفقا لتصرفاته ونفاقه وتذلله للرئيس الجديد، وسيضطر الى التعود على منظومة علاقات جديدة تقوم على أساس أن أمريكا هي القوة الأعظم التي يمكنها فعل كل شيء مقابل اسرائيل "المحمية الأمريكية الصغيرة والهشة"، وقد نجح نتنياهو في الاختبار الاول حين لاذ بالصمت ردا على تجاهل البيت الأبيض للمعاناة الخاصة التي عاشها اليهود خلال المحرقة النازية.

وأضافوا" لقد انتهت فترة الدلال هذه، صحيح ان ترامب حطم المؤسسة الجمهورية في طريقه نحو البيت الابيض، لكن الحزب الجمهوري اصطف خلفه وهذه طبيعة الاشياء، حيت يجري التعامل مع المنتصرين، لهذا اذا تخاصم ترامب مع نتنياهو فسيقف الكونغرس خلف الرئيس ولن يتم دعوة نتنياهو مرة اخرى ليلقي خطابا معاديا لسياسات الرئيس امام الكونغرس، وحتى اذا وقع الانقلاب وعاد الديمقراطيون للسيطرة على الكونغرس، فمن الصعب تصور تبنيهم لزعيم اليمين الاسرائيلي واعتماده كأداة في اللعبة ضد الرئيس، كما فعل الجمهوريون اثناء تواجدهم على مقاعد المعارضة، ونتيناهو يفهم هذه الحقيقة ويأخذ مسار الحيطة والحذر، ولمزيد من الامان توجه شريكة وداعمة " شلدن ادلسون" للبيت الابيض للإعداد لزيارته ولقائه مع ترامب، الذي بكل تأكيد يفكر حاليا بحملته الانتخابية القادمة عام 2020 وما يمكن لأموال أدلسون أن تقدمه من مساعدة في هذه الحملة، لكن من الصعب الان ملاحظة أي تأثير على لوحة إعلانات البيت الأبيض".

وتابع محللون، إن وضع نتنياهو الداخلي لا يبشر بالخير رغم أن التحقيقات الجارية ضده لا زالت بعيدة عن تقديم لائحة اتهام هذا في حال أسفرت عن نتيجة كهذه من الأصل لكنها بكل تأكيد أوجدت شرخا في صورته العامة فيما يجلس غالبية وزراء حزب الليكود على الجدار يحافظون على مسافة بينهم وبين رئيس حزبهم دون أن يقدموا لهم الدعم والغطاء منتظرين او آملين أن يختفي ويخلي الطريق أمام تنافس جديد على الزعامة.

 

وأوضح أن "نفتالي بينت" يطهر كزعيم وقائد ايديولوجي للحكومة ويبحث عن أي فرصة وطريقة لمضايقة نتنياهو وإرباكه فمرة من خلال تقرير مراقب الدولة المتعلق بالحرب الاخيرة على غزة "الجرف الصامد"، وأخرى من خلال تصريحاته "المهينة" عن "سجائر" رئيس الوزراء، وثالثة من خلال تمرير قانون مصادرة أراضي الفلسطينيين الخاصة رغم معارضة نتنياهو وضد إرادته، لكن "بينت" نفسه داخل المصيدة فهو يستطيع أن يهدد يوميا بحل الحكومة واسقاطها لكن من المحظور عليه أن يسقط حكم اليمين بسبب لعبة "الكرامة" والعاب استعراض القوة التي يمارسها مع نتنياهو فإذا فعل ذلك وهرب من الائتلاف الحاكم دون سبب ايديولوجي وجيه فلن يغفر له الناخبين اليمنيين ذلك.

 

وأكد" أن نتنياهو يقمت بينت يشمئز منه، لكنه وحتى يتمكن من النجاة بحكومته يلتزم بقواعد اللعبة ويلعب ضمن حدود الملعب المتاح الذي يسمح له بتعامل وفقا لقاعدة الشريك الخصم، فمن اعلانه الاسبوع الماضي عن بناء آلاف الوحدات السكنية رغم الشكوك التي تتعلق بإمكانية تنفيذها الى دعمه لقانون مصادرة أراضي الفلسطينيين على أمل أن تتولى المحكمة العليا امر رفضه، ويعلن نتنياهو بصوت ضعيف ومتهدج عن تمسكه بمبدأ حل الدولتين لكن ضمن قيود مشددة حيث عادت للحياة الفكرة القديمة القائلة دولة للفلسطينيين وذلك قبيل الاجتماع مع ترامب وفوق كل هذا أوضح نتنياهو يوم امس للوزراء بأنه صاحب القرار النهائي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن وإدارة العلاقات مع الولايات المتحدة ما اضطر بينت امام هذا التصميم على مص شفتيه والاكتفاء بالكلام الفارغ الذي سجله في بروتوكولات الجلسة خاصة أقواله المتعلقة بفرصة التنصل من حل الدولتين".