نهاد الطويل - النجاح الإخباري - "رب ضارة نافعة"، و"الضربة التي لا تقتلك تجعلك أقوى"، هما مقولتان تنطبقان حرفياً على ما يجري على الساحة الوطنية الفلسطينية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان "القدس عاصمة إسرائيل"، والتوقيع على نقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة​ وذلك في ظلّ وحدة الموقف الفلسطيني من جهة واستنهاض الشارع العربي من جهة أخرى، إلى جانب العزلة الدولية غير المسبوقة التي تتعرض لها واشنطن وإسرائيل.

اجتماعات الداخل ..

وفق معلومات مؤكَّدة حصل عليها "النجاح الإخباري"، فإنَّ اجتماعًا مهمًّا ومفصليًّا للقيادة الفلسطينية مساء اليوم لبحث آخر مستجدات الحالة الشعبية والوطنية بكل مجرياتها الداخلية و السياسية.

أوَّل هذه الاجتماعات يهدف لمتابعة اللجنة المركزية بالحركة لكافة الفعاليات الشعبية المناهضة للقرار الأمريكي.

وفي المعلومات أيضًا فإنَّ اجتماعًا آخر الأحد القادم، سيضم القوى الوطنية لبحث الاستمرار في برامج الفعاليات الشعبية، واليوم اجتماعًا موسَّعًا للقيادة الفلسطينية.

ورجَّحت المصادر أنَّ يعاود الرئيس محمود عباس التأكيد في الاجتماع المرتقب، والذي يتزامن مع جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن القدس، التأكيد على أنَّ الفلسطينيين في حلّ من الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل برعاية أمريكية من ضمنها اتفاق أوسلو، فضلاً عن قرارات لتعزيز صمود أهل القدس.

 

والقرارات المرتقبة ستكون وفقًا للمصادر بمثابة ترجمة عملية للخطوات والإجراءات التي أعلنها الرئيس أبو مازن في خطابه أمام مؤتمر القمة الإسلامية الطارئة في اسطنبول الأربعاء الماضي محولًّا أيّاها إلى قرارات هامّة ومفصلية.

وكان الرئيس قد أكَّد في كلمته أمام القمة الإسلامية على أنَّ "المطلوب هو اتّخاذ مواقف وإجراءات سياسية واقتصادية تجاه إسرائيل»، مطالباً دول العالم بـ "مراجعة اعترافها بإسرائيل ما دامت تُصر على مخالفة قواعد القانون الدولي".

وأكَّد على "التوجه بمشاريع قرارات إلى مجلس الأمن، وكلّ مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بهدف إبطال ما اتّخذته الولايات المتحدة من قرارات في شأن القدس".

 وقال: إنَّ السلطة ستتوجَّه الأسبوع المقبل إلى مجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

وأعلنت "فتح" عن مجموعة من الفعاليات الشعبية المناهضة للقرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكّدة أنَّها مستمرة في برنامج فعالياتها الشعبية في المحافظات كافة وفق جدول يبدأ من اليوم.

فيما وجَّهت الحركة نداءً شعبياً لإغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين وذلك يومي الإثنين والخميس القادمين.

وأكَّدت حركة "فتح" على ضرورة التظاهر في مسيرات احتجاج وغضب عارمة تجاه بوابات القدس تزامناً مع وصول نائب الرئيس الأمريكي ترامب إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء القادم.

حراك الخارج

وفي إطار التحركات العربية للدفاع عن القدس، يلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني غداً كلاً من بابا الفاتيكان فرنسيس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت أعلنت الجامعة العربية تشكيل وفد وزاري عربي يتولى مهمة التحرك ديبلوماسياً وإعلامياً لمجابهة قرار ترامب.

ويصوّت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفق ما أفاد ديبلوماسيون. 

وطلبت مصر التصويت على المشروع غداة طرحها نصًّا يرفض قرار ترامب ويرجح أن تستخدم واشنطن الفيتو ضده.

وأثار قرار ترامب تنديد غالبية الأسرة الدوليّة وتظاهرات في العالمين العربي والإسلامي.

ويشدّد مشروع القرار على أنَّ وضع القدس "يجب أن يتم حلّه عبر التفاوض" ويعبر عن "الأسف العميق للقرارات الأخيرة المتعلقة بالقدس"، دون الإشارة إلى الولايات المتحدة.

ويؤكّد النص على أنَّ "أيَّ قرار أو عمل يهدف إلى تغيير الطابع أو الوضع أو التكوين الديموغرافي للقدس لا يتمتع بأيّة سلطة قانونية وهو باطل ولاغ ولا بد من سحبه".

إلا أنَّ أوكرانيا حليفة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، أثارت مخاوف من حصول تصويت سريع على النص وطالبت بوقت إضافي، وفق ديبلوماسي في مجلس الأمن.

ومن المقرر أن يعقد المجلس اجتماعًا مغلقًا الإثنين للتباحث في مشروع القانون قبل التصويت عليه، بحسب ديبلوماسيين.

ويدعو مشروع القانون كلَّ الدول إلى الامتناع عن فتح سفارات في القدس ما يعكس مخاوف من أن تحذو دول أخرى حذو الولايات المتحدة.

كما يطالب كلَّ الدول الأعضاء بعدم الاعتراف بأيَّة إجراءات مخالفة لقرارات الأمم المتحدة حول وضع المدينة المقدسة.

والسبت، ندَّد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون "بشدة" بمشروع القرار معتبرًا أنَّه محاولة من الفلسطينيين "لإعادة كتابة التاريخ".

وقال دانون في بيان "لن يغير أيّ تصويت أو نقاش الواقع الواضح بأنَّ القدس كانت وستظل دائمًا عاصمة إسرائيل."