رصد النجاح - النجاح الإخباري - يصادف يوم غد الأربعاء 15/11/2017 الذكرى الـ29 لإعلان استقلال دولة فلسطين الذي تم بتاريخ عام 1988 في مدينة الجزائر العاصمة.

ونص الإعلان على تحقيق استقلال دولة فلسطين على أرض فلسطين، والقدس عاصمتها الأبدية، وبعد إعلان الاستقال عزفت الفرقة الموسيقية التابعة للجيش الجزائري النشيد الوطني الفلسطيني.

واعترفت 105 دول بهذا الاستقلال، وتم نشر ما يقارب 70 سفيراً فلسطينياً في عدد من الدول المعترفة بالاستقلال. 

ووجه مجلس الوزارء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية، التي عقدها في مدينة رام الله اليوم الثلاثاء، التهنئة لأبناء شعبنا في الوطن والشتات بمناسبة حلول ذكرى إعلان الاستقلال، معرباً عن أمنياته بأن يعيد الله علينا هذه الذكرى، وقد تحققت أماني شعبنا وتطلعاته في نيل حريته واستقلاله، وتجسيد إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقرر المجلس بهذه المناسبة اعتبار يوم غد الأربعاء الموافق 15/11/2017 عطلة رسمية.

إعلان الاستقلال دستورًا للحرية

قالت وزارة الإعلام إن وثيقة استقلال دولة فلسطين، أسست لحرية شعبنا وأرضنا، واستطاعت انتزاع اعتراف العالم بحقنا الراسخ في الدولة كاملة السيادة، وفق قرارات الشرعية الدولية.

ورأت الوزارة في إعلان الرئيس الشهيد والقائد المؤسس ياسر عرفات لوثيقة الاستقلال، أولى الخطوات العملية لانتزاع حقوقنا المشروعة، ولتصفية احتلال ممتد منذ الألفية الماضية، ويُمعن في تحدي إرادة العالم.

وأكدت أن الخامس عشر من تشرين الثاني، يرتبط بمهندس الوثيقة الراحل محمود درويش، وبالجمهورية الجزائرية الشقيقة التي احتضنت شعلة حريتنا الأولى، ويستوجب استرداد سيرة نضالنا المستمر، والتوقف عند تضحيات شهداء الحرية وأسراها وجرحاها ومبعديها.

ورأت الوزارة في الإعلان المغاير عن كل مواثيق الاستقلال لدول الأرض، والذي سبق الاستقلال الفعلي، دليلاً على إصرار شعبنا وحرص قيادتنا على المضي نحو الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وحثت أبناء شعبنا ومؤسساتنا ووسائل إعلامنا الوطنية على منح هذه الذكرى الحيز اللائق، فهي دستورنا للحرية المنشودة، ووثيقة لخلاصنا من الاحتلال وكل عوالقه.

حشد الطاقات لاستكمال الاستقلال

دعا المجلس الوطني الفلسطيني إلى سرعة تنفيذ ملفات المصالحة الفلسطينية، وحشد الطاقات الوطنية لاستكمال وتجسيد الاستقلال الوطني على الأرض الفلسطينية، مؤكدا أن شعبنا لن يخضع ولن يقبل بحلول تنتقص من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته.

وشدد المجلس في بيان صدر عنه، اليوم الثلاثاء، لمناسبة مرور 29 عاما على إعلان وثيقة الاستقلال الوطني الفلسطيني التي أقرها في دورته التاسعة عشرة بتاريخ 15 نوفمبر من العام 1988 في الجزائر، على أن هذه المناسبة الوطنية صنعتها تضحيات شعبنا البطل بشهدائه وجرحاه وأسراه، وصولا هذا إلى الإنجاز الوطني الذي أسس لمرحلة جديدة من مراحل النضال الفلسطيني الذي فتح الباب واسعاً للاعتراف العالمي بدولة فلسطين.

وأكد أن المطلوب الآن من كافة القوى والفصائل الفلسطينية هو تسريع خطوات تنفيذ المصالحة الوطنية على الأرض لتمتين جبهتنا الداخلية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وتوجيه الطاقات كافة لاستكمال مسيرة الاستقلال الناجز بعودة اللاجئين إلى ديارهم وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على كامل حدود الرابع من حزيران عام 1967، التي هي حلم الشهداء والجرحى والأسرى، وحلم أبناء شعبنا كافة.

واستحضر المجلس الوطني في هذه المناسبة معاني البطولة والفداء التي سطرها شعبنا البطل في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، من معركة الكرامة، مرورا بالعمليات الفدائية داخل الوطن المحتل، إلى الصمود الأسطوري في لبنان عام 1982، وما تلاها من انتفاضة أطفال الحجارة، وعودة القيادة إلى فلسطين، وهبة النفق، إلى انتفاضة الأقصى، واستشهاد القائد أبو عمار، والحروب العدوانية الثلاث على قطاع غزة، وما رافقها من إرهاب المستعمرين وجيش الاحتلال في الضفة، وحرق الأطفال محمد أبو خضير وعائلة الدوابشة التي أشعلت هبة القدس، ورباط شعبنا وانتصاره على بوابات المسجد الأقصى المبارك وإفشاله لمخطط التهويد الاحتلالي.

  وجدد التأكيد على أن شعبنا الذي يسجل يوميا أروع صور الصمود والثبات على أرضه، مستمر بكل إصرار في نضاله ومقاومته نحو تجسيد استقلاله على أرض آبائه وأجداده، أصحاب هذه الأرض الطيبة منذ آلاف السنين، ولن يكسره إرهاب الاحتلال وطغيانه، ولن يخضع أبداً، ولن يقبل بأية حلول تنتقص من حقوقه الكاملة في ممارسة حقه في تقرير مصيره على أرضه بعودته إليها وإقامة دولته المستقلة ليعيش عليها حرا كريما وسيدا عزيزا.

الحلول الانتقالية.. مرفوضة

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. زكريا الاغا رفض منظمة التحرير الفلسطينية للحلول الانتقالية بما يسمى الدولة ذات الحدود المؤقتة والدولة بنظامين أو الحكم الذاتي الموسع الذي يكرس الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الأغا، في بيان اليوم الثلاثاء، لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لإعلان الاستقلال، إن منظمة التحرير الفلسطينية لن تقبل إلا بدولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وفي المقدمة منها قرارا مجلس الأمن 242 و338.

وأضاف أن إعلان الاستقلال، الذي جاء كثمرة من ثمرات النضال الوطني الفلسطيني، شكّل نقطة تحول كبرى في مسيرة الثورة الفلسطينية ومسار التاريخ في المنطقة، لما مثله هذا الإعلان من اعتراف 105 دول بهذا الاستقلال ونشر سفراء لفلسطين فيها، ومن ثم إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية كإنجاز وطني تاريخي على طريق الاستقلال الوطني الكامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد أن الانتصار السياسي الذي حققته منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة، بقبول فلسطين في الأمم المتحدة دولة وعضواً مراقباً فيها، وانضمام دولة فلسطين للمنظمات الدولية تجسيدا عمليا لإعلان الاستقلال، ومدخلاً نحو استرداد كافة الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفرض السيادة على الأرض الفلسطينية، مشددا على أن معركة الاستقلال بدأت ولن تنتهي إلا بالانتصار وبإنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن كافة الأراضي المحتلة عام 1967، وقبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة.

وشدد الأغا على أن منظمة التحرير الفلسطينية ماضية في مسيرة العهد والقسم للشهداء، مسيرة الشهيد الرئيس ياسر عرفات، مسيرة نضال شعبنا المشروع في العودة وتقرير المصير، مسيرة تحرير الأسرى ومواجهة الاستيطان وتهويد القدس، مؤكداً أن جميع القوى مطالبة باستنهاض الطاقات، والإسراع في إتمام خطوات المصالحة والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، للوقوف صفاً واحداً في الدفاع عن حقوق شعبنا وصد العدوان الإسرائيلي ومواجهة التحديات الماثلة أمامنا.

وطالب الأغا، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها وتصعيدها العسكري والاستيطاني وجرائمها البشعة ضد شعبنا، وإنهاء احتلالها بكافة أشكاله العسكرية والاستيطانية للأراضي الفلسطينية، ورفع الحصار المفروض على شعبنا، وانصياعها لإرادة الشرعية الدولية وإرادة شعبنا بنيل حريته واستقلاله الوطني، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على أساس حل الدولتين.

نقلة نوعية

قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن إعلان الاستقلال من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في 15 تشرين الثاني من العام 1988 بالجزائر، شكّل نقلة نوعية في التاريخ الفلسطيني، وغيّر من مجراه الذي حاولت خلاله إسرائيل طمس الهوية والحقوق الفلسطينية بكاملها، حيث تضمن المبادئ الأساسية للقانون الأساسي الفلسطيني لتجسيد إقامة دولة فلسطين العصرية والمبنية على سيادة القانون.

وأشارت في بيان اليوم الثلاثاء، إلى أن إعلان الاستقلال عبر عن المكانة الطبيعية للشعب الفلسطيني بين شعوب العالم، باعتباره يمتلك حق تقرير المصير والإرادة الحية لترجمة هذا الحق إلى واقع باستخدام الوسائل النضالية المشروعة لمواجهة المشروع الإسرائيلي، ومحاولات تغييب الحقوق الفلسطينية وإزالتها من الوعي العالمي.

ووصفت عشراوي مضمون الإعلان بأنه يمثل التزاما فلسطينياً بالمبادئ والقيم التي تقوم عليها الدولة، ويُبنى عليها الدستور، ويؤكد على جميع متطلبات الحوكمة الرشيدة التي تحمي حقوق شعبنا، وتضمن سيادة القانون والممارسة الفاعلة للديمقراطية، وتحمي الحقوق والحريات وعلى رأسها حق المرأة في المساواة، ومنع جميع أشكال التمييز، وضمان حرية التفكير والتعبير الذي يمثل تدخلاً واعياً وايجابياً في الواقع المعاصر يؤهل فلسطين للحصول على مكانتها بين الأمم بندية وكفاءة.

وأكدت عشراوي في هذه الذكرى، أنه لا توجد بوادر تدل على التعامل بجدية وفاعلية مع الغطرسة الإسرائيلية في الوقت الذي تتحدى فيه دولة الاحتلال العالم بأكمله، مشددة على أن نجاح أو فشل أي عملية سياسية يعتمد على مدى إلزام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لإسرائيل بقرارات الشرعية الدولية وليس بمنحها مزيدا من الدعم والامتيازات.

وقالت: إن لم تكن هناك نية حقيقية لردع دولة الاحتلال بشكل فعلي، فإنه لا معنى لأية خطوة يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي في هذا الإطار، وإن أي "صفقة" يجري الحديث عنها لا تستند الى قرارات الشرعية الدولية وإنجاز الحقوق الشرعية غير القابلة للتصرف لشعبنا، بما في ذلك حقه في تقرير مصيره على أرضه وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها وفقا للقرار الأممي 194، وإقامة دولته المستقلة على حدود العام 1967، محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ.

ودعت، في هذا السياق، المجتمع الدولي إلى العمل على إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها الأحادية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية في أراضي دولة فلسطين، بما في ذلك، كبح خروقاتها وتماديها بالقدس "عاصمتنا المحتلة"، ولجم التصعيد الاستيطاني الاستعماري المتواصل لأرضنا ومواردنا، وإلزامها بالقانون الدولي  والقرارات والاتفاقيات الأممية ومساءلتها ومحاسبتها في الهيئات والمنظمات الدولية.

وشددت عشراوي على أن أهم ركيزة من ركائز تنفيذ إعلان الاستقلال هي إنجاز المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، مؤكدة أن المصلحة الوطنية تتطلب من الفصائل الفلسطينية قاطبة، خطوات سريعة وفاعله لمواجهة التطورات الإقليمية والعالمية والتحديات الدولية التي ساهمت في تراجع الاهتمام العالمي بقضيتنا العادلة؛ وذلك عبر إنجاح إعلان اتفاق المصالحة والالتزام بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في أسرع وقت ممكن، والاتجاه نحو تجديد النظام السياسي الفلسطيني عبر إجراء الانتخابات الوطنية والرئاسية والتشريعية، باعتباره الإنجاز الحقيقي الذي سيساهم في تعزيز مواجهتنا للاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته السافرة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.

محطة مهمة ومفصلية

قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إن إعلان الاستقلال شكل محطة مهمة ومفصلية في تاريخ شعبنا الفلسطيني، لتثبيت الحق الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال الوطني.

ويصادف يوم غد الأربعاء الموافق 15 تشرين الثاني، الذكرى الـ29 لإعلان الاستقلال، حينما أعلن القائد المؤسس الشهيد ياسر عرفات، أمام المجلس الوطني الفلسطيني، المنعقد في الجزائر عام 1988 استقلال دولة فلسطين.

وأضافت حركة "فتح" في بيان صحفي صادر عن مفوضية الاعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الثلاثاء، ان ذكرى اعلان الاستقلال، مناسبة وطنية هامة في تاريخ شعبنا النضالي لنزع حقوقه الوطنية.

وجددت تأكيدها على أن دولة فلسطين قائمة وعاصمتها الأبدية القدس، وأن هدفنا الوطني المركزي، هو إنجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وإنجاز حقوق لاجئي فلسطين في العودة والتعويض.

وشددت على تمسكها بالهوية الوطنية الفلسطينية، مؤكدة أن الفلسطينيين المنغرسين في أرضهم للأبد هم أهل البلاد الأصليون، وأصحاب الأرض.

وقالت الحركة إنه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، إلا أن الأمل لدى ابناء شعبنا هو الباعث الرئيسي للحياة وللنضال للحصول على حقوقنا كاملة وبلا اي انتقاص، مؤكدة أن خطر الاستعمار الاستيطاني الذي يهدف لتدمير الوجود الفلسطيني يجب أن يجابه على كل المستويات والأصعدة.

واعتبرت أن كلمات اعلان استقلال دولة فلسطين التي ساهم بقوة في صياغتها شاعر فلسطين الكبير الراحل محمود درويش، وصدح بها صوت الشهيد الرمز الخالد ياسر عرفات معلنا الاستقلال، ما زالت حاضرة في وجدان أبناء شعبنا.