النجاح الإخباري - رأى معهد “الحرب” الأمريكي أن الاتفاق الذي تم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت، بمثابة موافقة أمريكية على تسليم سوريا لروسيا.

وقال المعهد في تقرير بعد صدور البيان المشترك عقب اجتماع الرئيسين على هامش قمة “آسيا-المحيط الهادئ” في فيتنام “من الواضح أن الولايات المتحدة قررت التنازل عن دورها في سوريا إلى روسيا ما يعني أن أهدافها الاستراتيجية هناك لن تتحقق.”

ووفقًا للتقرير، فإن تلك الأهداف تشمل “تحييد” نفوذ إيران في سوريا ووقف توسعها إضافة إلى تحقيق هزيمة شاملة ضد داعش والجماعات المتشددة والسلفية الأخرى.

وأوضح التقرير أن البيان المشترك وإن كان مقتضبًا إلا أنه احتوى على مغالطات كثيرة وهي أن الحملة العسكرية الروسية في سوريا لا تقتصر على داعش فحسب بل على أهداف مدنية عشوائية داخل مناطق تسيطر عليها المعارضة في شرق وغرب سوريا، محذرًا من أن التحالف الروسي-الإيراني يعتزم قريبًا تركيز هذه الحملة على منطقة إدلب في الشمال.

وأشار التقرير إلى أن المغالطة الثانية هي أن روسيا تعهدت بإبقاء إيران والقوى الأخرى في سوريا خارج مناطق خفض التوتر، لكنه لفت إلى أن موسكو “لها مصالح استراتيجية مشتركة مع إيران بما فيها الرغبة في طرد القوات الأمريكية من المنطقة، مؤكدًا في الوقت ذاته بأن تلك المناطق أسهمت فقط في “الحفاظ على حرية الحركة للقوات الإيرانية وحليفها حزب الله” في مناطق الجولان والحدود السورية الأردنية.

وبالنسبة لعملية السلام في سوريا، أوضح التقرير أن روسيا تسعى فعليًا إلى تقويض المفاوضات السورية في “جنيف” من خلال عقد محادثات منافسة في أستانة وخطة عقد الحوار الوطني للمؤتمر السوري إضافة إلى خطوات أخرى تقوم بها على الأرض.

وتوقع التقرير أنه “من غير المرجح أن توافق روسيا ونظام بشار الأسد على تقديم أي تنازلات فيما يتعلق بإجراء انتخابات نزيهة وإصلاحات من شأنها أن تحد من سلطة النظام”.

وختم قائلاً “من المؤكد الآن أن أي تسوية لا تحقق المطالب المشروعة للشعب السوري والتي شكلت شرارة الثورة الحالية فإن المشكلة التي أوجدت داعش والقاعدة في سوريا ستظل قائمة.”