هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - حصلت الطالبة الفلسطينية عفاف الشريف من مدرسة بنات البيرة الثانوية الجديدة على  المركز الأوّل اليوم، والتي تنافس عليها حوالي سبعة ملايين طالب وطالبة. ضمن مبادرة تحدي القراءة العربي في الدورة الثانية المقامة في دبي.

وأطلق نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة تحدي القراءة العربي الدورة الثانية؛ لتكريم المدرسة المتميزة بجائزة المليون دولار وتتويج بطل تحدي القراءة العربي (2017).

وأفادت معلمة اللغة العربية نهى طهبوب والتي تابعت مرحلة تحدي القراءة مع الطالبة عفاف لـ"النجاح الإخباري" بأنَّ الطالبة متميزة منذ الصغر، وتقرأ الكتب منذ الصف السادس الأساسي، وأنها توقّعت هذا الفوز نظرًا إلى أنَّها تحتل المرتبة الأولى دائمًا في أي مسابقة.

وأوضحت طهبوب أنَّ الطالبة عفاف فازت بتحدي القراءة على مستوى فلسطين، ما دفعها للمشاركة في مبادرة تحدي القراءة العالمية، وقرأت خلال التحدي ما يزيد عن (50) كتابًا، علمًا بأنَّ لكل كتاب معايير، وبناء على عدد الصفحات تكون قد قرأت ما يزيد عن الـ(60) كتابًا وفقًا لعدد الصفحات والتي تزيد عن العدد الحقيقي للكتب.

وأضافت أنَّ  الكتب تنوَّعت بمسارات متعددة منها الأدبية والاجتماعية والعلمية.

وأشارت طهبوب لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ الجهد الكامل يحسب للطالبة عفاف، حيث كانت طريقة المتابعة لها من خلال تشجيعها ومتابعة تلخيصها للكتيبات، ما يعني أنَّ أيَّ كتاب يتكون من (300) صفحة مثلًا تلخّصه عفاف بثلاث صفحات فقط.

وعبَّرت طهبوب عن فرحتها وفرحة المدرسة العارمة، مؤكّدة على أنَّ هذا انتصارًا لفلسطين.

أما شهد رائد الشريف شقيقة عفاف التي ذرفت الدموع، فور سماعها النتيجة تعبيرًا عن فرحتها، أوضحت لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ والديها اعتادوا على جلب الكتب لعفاف منذ الصف الأول الأساسي لتنمية حب القراءة لديها، ما جعلها عاشقة لها.

وقالت الشريف: "والدي  كان يصطحب عفاف منذ صغرها للمكتبة، ووالدتها تشتري لها أنواع الكتب كافة".

ولفتت إلى أنَّ عفاف كانت تنظّم وقتها للدراسة وتقرأ الكتب بأوقات الفراغ، في جميع المجالات وباللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى قراءتها للروايات.

ويذكر أنَّ قيمة الجائزة تصل إلى حوالي (150) ألف دولار.

وتنافس خلال اليوم الأوَّل من التصفيات النهائية،  كلّ من الطالبة حفصة الظنحاني من الإمارات، والطالب مصطفى اعبدادي من موريتانيا، والطالبة بشرى ميسوم من الجزائر، والطالبة ضحى محمود حسين من الأردن، والطالبة عفاف شريف من فلسطين، والطالبة رباب مبارك عبدالناظر من تونس، والطالبة عتيقة العدناني من المغرب، والطالبة آلاء جعفر البشير من السودان.

وكان من بين لجنة التحكيم المعلمة الفلسطينية حنان الحروب الحاصلة على لقب أفضل معلمة على مستوى العالم ضمن اللجنة.

ويهدف المشروع كمبادرة عربية انطلقت برؤية عربية ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي وضرورة الارتقاء به للوصول إلى موقع متقدّم عالميًّا، إلى جانب تعزيز الحس الوطني والقومي والشعور بالانتماء إلى أمة عربية واحدة، ونشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر نتيجة للثراء العقلي الذي تحقّقه القراءة وتكوين جيل من المتميزين والمبدعين القادرين على الابتكار في جميع المجالات وتشجيع القراءة بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طيلة العام الأكاديمي، وإحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع تحدي القراءة  العربي إلى جميع الطلبة في مدارس الوطن العربي.

وبارك وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، الفوز باسم الأسرة التربوية قاطبةً ، مؤكّداً أنَّ فوزها في هذه المرحلة هو استمرار لمسيرة الانجازات المتلاحقة التي يحقّقها نظام التعليم الفلسطيني، وهو انتصار لقضية الشعب الفلسطيني ورفع العلم الفلسطيني في كافة الأروقة الدولية.

وأكَّد، في بيان للوزارة، أنَّ هذا الانتصار يُسجل بأحرف من نور لصالح أطفال فلسطين وعملهم الدؤوب ومثابرتهم ليكونوا في مقدمة أطفال العالم، مؤكّداً أنَّه لم يكن لهذا الفوز أن يتحقق لولا العمل المضني للمعلمين ومديري المدارس والمشرفين والطلبة وفي مقدمة كل ذلك الشراكة مع أولياء الأمور ودعمهم المستمر لمسيرة التطوير في قطاع التعليم.

وفي هذه المناسبة، هنّأ صيدم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله على دعمهما ومساندتهما لجهود التطوير التربوي ورعايتهما الحثيثة لوزارة التربية والتعليم العالي والمؤسسات التربوية كافة في فلسطين.

يُشار إلى أنَّ فلسطين كانت قد حصدت العام الماضي من خلال مدرسة طلائع الأمل بمديرية نابلس؛ لقب أفضل مدرسة عربية في ذات المسابقة.