بشار دراغمة - النجاح الإخباري - ارتكب المهندس محمد اللحلوح صباح الخميس جريمة نكراء يستحق أشد العقوبة عليها، عندما قرر أن يعلن أنه إنسان ويملك من الجرأة ما يكفي للتعبير لخطيبته عن حبه أمام الناس وعلى مسامعهم،  تمارا حبايبه التي لا تعلم شيئا عما يدور حولها، شاركت أيضا في الجريمة عندما تقبلت تلك المشاعر وقادتها العفوية إلى ذرف دموعها واحتضان خطيبها الذي عقد قرانه عليها قبل أسبوع من إعلان آخر للخطوبة عبر أثير إذاعة صوت النجاح.

نعم، محمد وتمارا مجرمان بامتياز، كيف لهما أن يحبا ونحن في فلسطين الرازحة تحت الاحتلال؟ كيف لهما أن يعبرا عن مشاعرهما والأقصى في خطر، وكيف لهما أن يقتنصا لحظة فرح والانقسام لا زال ينخر الجسد الفلسطيني.

يا إلهي ما أعظم ذنبكما، تمارسان جريمة الحب في ظل كل هذه الظروف العصيبة، ألا تدركان أن الحب على الفلسطيني حرام، ألم يخبركما داعية قابض على لحيته أن البوح بالمشاعر مكروه، ألم تقل لكما العرافة أن الحب ملعون في زمن الحرب وأن الفلسطيني صنعوا له سحرا بأن لا يعشق ولا يحب ولا يتزوج عن حب، فكيف نجوتما من رجس الشيطان والسحرة ووصل بكم الحال إلى كل هذا الحب؟ 

جريمتكما لا تغتفر يا محمد وتمارا، لقد عريتم كرامة الكثير من المتبلدين الذين لا يحملون أي مشاعر، وسخرتم من قوافل الأزواج التي لا تعرف إلا الواجبات الزوجية، لقد كشفتم عورات عقول الكثيرين وانتم تعلنان حبكما للعالم، فأي جريمة ارتكبتم؟

لكن التمسا عذرا لمن هاجمكما وقذفكما، فنحن لم نعتد الإعلان عن الحب ومن يفعل ذلك يلق أثاما، لم نجرؤ على القول أننا شعب نبحث عن فرح حتى في الزوايا الضيقة والأكثر ضيقا علنا نشعر أننا شعب نقاوم ونحب؟

لا أدري من حرم الحب في زمن الحرب، من قال أن الإعلان عن المشاعر جريمة، ومن قال أن احتفال خطيبين -عقدا قرانهما منذ أيام – على طريقتها إرهاب لإنسانية الفلسطيني؟ 
تمارا التي لم تكن تعلم بما يحضره لها خطيبها من مفاجآت كانت ضحية ألسنتنا، ومحمد الذي قرر أن يقول للعالم بأن الفلسطيني عاشق ومقاوم ولديه من المشاعر ما يكفي وكل ما يحتاجه هو التعبير عنها، كان هو الآخر ملعونا في نظر الكثيرين منا.

ويحنا ما أجرأنا في جلد ذاتنا عندما نقرر الإعلان عن الحب، فاحذروا أن تقعوا في كمائن الحب حتى لا تكونوا  ضحية لكل الكارهين للحب أو السائرين خلف انتقادات لا يدركون شيئا من تفاصيلها.