نابلس - النجاح الإخباري - شارك الآلاف من الإسرائيليين، اليوم الخميس، في تظاهرات وفعاليات احتجاجية بعدة مناطق في إسرائيل، ضد حكومة نتنياهو وخطة "إضعاف القضاء".

وتحت شعار "يوم مناهضة الديكتاتورية"، تظاهر عشرات الآلاف وسط تل أبيب، وأغلقوا التقاطعات والطرق الرئيسية، ومدخل مطار "بن غوريون"، فيما سارت عشرات المركبات ببطء لعرقلة حركة السير وأطلقت أبواقها، في محاولة لإعاقة وصول نتنياهو وعقيلته للمطار، قبيل سفرهما إلى العاصمة الإيطالية روما.

وتأخرت رحلة نتنياهو إلى روما، إذ اضطر إلى الوصول إلى المطار بطائرة مروحية تابعة للشرطة، انطلقت من منطقة مفتوحة قرب مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، فيما كان مرافقوه قد وصلوا إلى المطار قبل ذلك، إذ طُلب منهم ومن طاقم الطائرة الوصول قبل ساعات قليلة من وصوله، خوفًا من تأخر وصولهم بسبب الاحتجاجات.

وأغلق متظاهرون شارع "أيالون" في تل أبيب، المتجه شمالا، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشرطة التي استخدم عناصرها الخيل في محاولة لتفريق متظاهرين، ليُفتَح الشارع مرة أخرى بعد إغلاقه، وبعد أن فرّقت الشرطة المتظاهرين بالقوة واعتقلت عدد منهم.

كما خرجت تظاهرات في أكثر من 100 موقع في أنحاء إسرائيل، من بينها 3 تظاهرات مركزية في تل أبيب وحيفا والقدس.

وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية باعتقال سبعة من جنود الاحتياط المحتجين، كما قرّر الجيش فصل طيار برتبة عقيد، في قوات الاحتياط التابعة لسلاح الجوّ، وهو أحد قادة احتجاج الطيارين الذي أعلن رفض الامتثال للخدمة.

ولاحقا للتظاهرات في تل أبيب، أعلن ما يسمى "وزير الأمن القومي" في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، في بيان مشترك مع المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، عن حركة تغييرات في مواقع قيادات الشرطة شملت عزل قائد منطقة تل أبيب، وذلك على خلفية "التساهل" مع الاحتجاجات الواسعة على خطة حكومة بنيامين نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.

وقرر بن غفير نقل قائد منطقة تل أبيب، عميحاي أشاد، من منصبه الرفيع في الجهاز، إلى منصب مكتبي متواضع، وعينه رئيس لقسم الإرشاد التابع للشرطة، فيما شن بن غفير هجوما حادا على قيادات في الجهاز، خلال محادثات مغلقة، زعم فيها أنهم يرفضون اتباع تعليماته المتعلقة بالاحتجاجات الواسعة المناهضة لحكومة نتنياهو.

وفي أعقاب قرار بن غفير، قررت الحركة من أجل جودة الحكم التوجه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، وتقديم التماس إداري لمنع عزل قائد شرطة منطقة تل أبيب، وشدد، في بيان، على أن قرار بن غفير "وصمة عار لن تمحى"، وقالت إنه تهديد صريح لقيادات الشرطة بـ"أن حياتهم المهنية في خطر طالما في اللحظة التي لا يمتثلوا فيها لمطالب الوزير".

وأضافت أن بن غفير "حوّل الشرطة إلى منظمة سياسية في خدمة نظام ديكتاتوري. هذا لن يمر بهدوء"، ودعت الحركة "الجماهير بالخروج لمظاهرات حاشدة مساء السبت في كافة مراكز الاحتجاج المركزية. لا يمكننا السماح للشرطة بأن تصبح ميليشيا خاصة لبن غفير".

من جانبه، شن رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، هجوما حادا على بن غفير، وقال في تغريدة على "تويتر" إنه "لم يكن هناك مثل هذا العار في تاريخ هذه الدولة. مهرج تيك توك يعزل ضابطا بارزًا في الشرطة لأنه لا يوجد ما يكفي من الدماء والعنف في الشوارع".

وتسعى حكومة نتنياهو إلى إجراء تعديلات جذرية على الأنظمة القانونية والقضائية، لتقضي بشكل كامل تقريبًا على سلطة المحكمة العليا للمراجعة القضائية، وتعطي الحكومة أغلبية تلقائية في لجنة اختيار القضاة، الأمر الذي تراه شريحة واسعة من الإسرائيليين "استهدافا للديمقراطية وتقويضا لمنظومة القضاء".