النجاح الإخباري - كشفت وسائل إعلام عبرية مساء يوم الأربعاء، عن التفاصيل الأخيرة التي أدت إلى عودة الهدوء في غزة، والتوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف اطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" رون بن يشاي إن إعلان حركة حماس والجهاد الإسلامي الليلة عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق النار لم يكن صحيحا، حيث إنهم قد هدفوا من هذا الإعلان إيصال رسالة مفادها بأن هناك تعادل بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وإظهار بأنهم قد حققوا ردعا متبادلا، وأن الجيش قد اضطر لتغيير قواعد اللعبة نتيجة الصواريخ التي أطلقوها على بلدات النقب الغربي.

وأضاف بن يشاي أن هناك مصلحة مصرية كبيرة لمنع التصعيد في قطاع غزة، وذلك لعدة عوامل منها حرب مصر ضد داعش في سيناء في ظل ملاحقة حماس لعناصر داعش في غزة ومنعهم من التهرب إلى سيناء للانضمام للتنظيم هناك، إضافة إلى أن مصر تهدف من ذلك الإثبات للجميع بأن لها تأثيرا كبيرا على القطاع لتعزيز مكانتها في العالم العربي والمجتمع الدولي.

وحسب "يديعوت"، فقد أبلغت حماس، المخابرات المصرية في حوالي الساعة الواحدة ليلا بأنهم على استعداد لوقف أحادي الجانب لإطلاق الصواريخ. 

وتابع: من منطلق السياسة "الإسرائيلية" بأن الهدوء سيقابل بالهدوء، فقد أبلغت مصر حكومة الاحتلال بذلك، وحينها أمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستئناف الدراسة والحياة الطبيعية في بلدات الغلاف، كما أن إطلاق الصواريخ الذي حدث بعد الساعة الواحدة ليلا كان من قبل المنظمات الفلسطينية الصغيرة الخارجة عن الصف الفلسطيني.

ووفق المحلل العسكري، فإن التقدم في التنسيق والمباحثات بين مصر والفصائل الفلسطينية في غزة، هو نتيجة ثمرة مخطط لقوات الاحتلال كان قد تبناه الكابنيت السياسي الأمني، حيث إنه وفقا لهذا المخطط فإن أي إطلاق نار تجاه دولة الاحتلال سيقابل برود عسكرية من قبل سلاح الجو والبر وبحرية الاحتلال الاسرائيلية، بحيث يتم إلحاق أضرار جسيمة بحماس والجهاد الإسلامي، ولكن على مراحل.

ووفقا للمخطط، توصلت قوات الاحتلال لنتيجة بأنه يجب أن يحافظ في حربه ضد التنظيمات الفلسطينية على قدرة الرد العسكري التدريجي، وذلك لكي لا يضطر للدخول في عملية عسكرية موسعة داخل القطاع نتيجة جولات تبادل النيران، كالتي حصلت يوم أمس الثلاثاء.

وأضاف بن يشاي أن القيادة السياسية الإسرائيلية على قناعة أيضا بعدم وجود ما تبحث عنه في قطاع غزة، كما أنها لا ترغب في السيطرة على القطاع وتحمل مسؤولية 2 مليون مواطن، ولكن القيادة في دولة الاحتلال اتخذت قرارا بأنه إذا ما اضطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية لدخول قطاع غزة فإن ذلك لن يمر إلى بالقضاء على حكم حماس في غزة، وذلك بالرغم من عدم وجود بديل مناسب لحماس في الوقت الحالي بالنسبة لإسرائيل، وذلك في ظل تملص الجميع من تحمل مسؤولية القطاع، بحسب "عكا للشؤون الإسرائيلية".

وفجر اليوم، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية التوصل الى توافق بالعودة الى تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويشهد قطاع غزة هدوء نسبيا منذ فجر اليوم الأربعاء.