النجاح الإخباري - يميط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الاثنين، اللثام عن استراتيجة بلده الجديدة تجاه إيران، بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب قبل أسبوعين انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.

وحسب التسريبات، لا تسعى الإدارة الأميركية إلى مجرد اتفاق جديد، تتجاوز فيه أخطاء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي أبرمت الاتفاق الحالي، بل ترمي إلى أبعد من ذلك.

فالهدف غير المخفي لبعض أعضاء الإدارة الأميركية هو تغيير النظام الإيراني. وكان وزير الخارجية الأميركي سبق وأن عبر عن ذلك في تغريدة له بشأن المظاهرات في إيران، وطريقة تعاطي النظام معها، مما يعزز قوة التسريبات.

بالتالي الخطة التي سيعلنها بومبيو والتي مررتها الإدارة الأميركية ستتمحور حول إضعاف النظام الإيراني، لكن ذلك قد يكون بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة.

ستركز الاستراتيجية الأميركية، وحسب بعض التسريبات، على تضييق الخناق على إيران من الناحية الاقتصادية، من خلال فرض عقوبات مباشرة، إضافة إلى استهداف أذرعها في المنطقة.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إنه لتحقيق ذلك سيعلن بومبيو تحالفا عالميا للضغط على إيران، يشمل دولا لم تكن ضمن مفاوضات الاتفاق النووي عام 2015، بما فيها دول من الشرق الأوسط، لتأثرها بشكل مباشر من أنشطة إيران المزعزعة لأمن المنطقة.

وكان ترامب عبر مرات عدة عن رغبة إدارته في التوصل إلى صفقة أفضل مع إيران، لكن لا يبدو أن ما سيعلنه بومبيو يترجم ذلك.

ومن المقرر أن تشمل خطة بومبيو كل أنشطة إيران سواء تجاربها النووية أو الصاروخية أو دعمها للمجموعات المسلحة في دول الجوار وحتى أنشطتها الإلكترونية حتى لا تكون منفذا تتنفس منه طهران في خطته  .

وأكدت بعض المصادر الرسمية الأميركية أن الأوروبيين الذين تراهن عليهم طهران يتشاركون والأميركيين نفس المخاوف من الأنشطة الإيرانية، وأن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، في إشارة إلى العقوبات التي يمكن أن تطال الشركات الأوروبية التي عادت للتعامل مع إيران بعد الاتفاق  النووي.

لكن ما إن يغلق باب الخلاف الأوروبي حتى يفتح آخر مع روسيا والصين اللتين تحافظان على علاقة جيدة مع إيران.

ومع ذلك يقول بعض المسؤولين الأميركيين السابقين إنه عند انضمام اليابان ودول من الشرق الأوسط إلى التحالف العالمي ضد إيران، وتجاوز الأوروبيين لخسائرهم الاقتصادية أمام التهديد الأمني الأكبر، قد لا يبقى تأثير لروسيا والصين اللتان ترزحان تحت العقوبات الأميركية.