هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - يخوض نحو 1800 أسير فلسطيني إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجون الاحتلال، دون أي مدعمات، ويتناولون محلول المياه والملح لحماية معدتهم من التعفن ووقاية جسدهم من التسمم.

وحول هذا الموضوع تحدث طبيب الأمراض الهضمية والباطنية ياسر أبو صفية لـ "النجاح الاخباري" وأفاد بأن أي خلل في كمية الملح المستخدمة في محلول الماء والملح للأسرى المضربين عن الطعام، قد يؤدي إلى إنهاك الجسم والإصابة بعدة أمراض.

وأوضح أبو صفية أن ملح الصوديوم يحافظ على الضغط عند الإنسان وبقاؤه حيا، مشيرا إلى أن حرمان الأسير من محلول الماء والملح مدة 24-48 ساعة يؤدي إلى هبوط الضغط، وإصابة الجسم بالجفاف بالإضافة إلى اختلال عمل الكلى والإصابة بالفشل الكلوي.

ولفت أبو صفية إلى أن هبوط الضغط نتيجة قلة الملح، يؤدي إلى قلة تدفق الدم إلى الأجهزة الحيوية مثل القلب والكبد والدماغ، وتوقفها مؤقتا.

ونتيجة لذلك تظهر على الإنسان أعراض اللاوعي، ويكون بحاجة للنوم طيلة الوقت، وقد تصل بعض الحالات إلى الدخول في غيبوبة.

وأضاف أبو صفية أن سبب بقاء الأسرى على محلول المياه والملح على الرغم من انعدام السعرات الحرارية فيه، هو أن الملح مادة حيوية جدا للإنسان.

كما تحافظ على بقاء مستوى الضغط في الأوعية الدموية، ما يضمن تدفق الدم إلى الأجهزة الحيوية مثل القلب والكبد والدماغ.

وقال أبو صفية "للحفاظ على فترة أطول في الإضراب عن الطعام، والحفاظ على درجة السوائل في الجسم وضغط الدم، يجب على الأسير أن يشرب محلول الماء والملح باعتدال"، مستذكرا الإضرابات الفردية للأسرى والتي وصلت لأكثر من 150 يوما.

وشدد أبو صفية على أن الإنسان الطبيعي بحاجة لـ 2 غرام من ملح الصوديوم، وحوالي 2-3 لتر مياه يوميا، لافتا إلى أن ذلك يختلف باختلاف درجات الحرارة، والمجهود الذي يفقده من خلال التعرق والبول، قائلا: "إذا كانت الحرارة 35 درجة فأعلى قد يحتاج من 3-5 لتر مياه، و3 غرام ملح يوميا".

وتتمثّل مطالب الأسرى المضربين بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، والعلاج الطبي للأسرى المرضى، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة.

يذكر انه في فبراير عام 2012 بدأ ما يقرب من 1800 أسير فلسطيني خاضوا إضراباً جماعياً عن الطعام احتجاجا على تطبيق سياسة الاعتقال الإداري.

يذكر أن آخر إضراب جماعي كان في الرابع والعشرين من نيسان/إبريل 2014 بدأ نحو 120 أسيرا إدارياً في سجون الاحتلال إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري دون تهمة أو محاكمة.

وانضم لهم في أوقات لاحقة العشرات من الأسرى الإداريين والمحكومين والموقوفين كخطوة تضامنية وإسنادية لمعركتهم، حتى تجاوز عدد المضربين عن الطعام 220 أسيرًا، عدا عن الإضرابات الجماعية والفردية السابقة والتي وصلت لأكثر من 100 يوم.