النجاح الإخباري - تحت رعاية وزير الثقافة إيهاب بسيسو، ومحافظ سلفيت اللواء إبراهيم البلوي، تواصلت مساء أمس الثلاثاء، في قرية فرخة بمحافظة سلفيت، فعاليات مهرجان فرخة الدولي للشباب في دورته الخامسة والعشرين.

 

وشدَّد بسيسوعلى أهمية المهرجان إذ يُجسِّد مفاهيم الصمود الوطني، الذي يحاول الاحتلال أن يجعله هامشاً ضعيفاً أمام كلِّ سياسات البطش التي يمارسها.

ووصف بسيسو المهرجان بأنَّه "علامة من علامات الصمود الوطني، وعلامة من علامات انفتاح فلسطين النضالي على الأصدقاء حول العالم" .. وقال: نحن في وزارة الثقافة نثمِّنعالياً الجهود التي يقوم فيها منظمو هذا المهرجان لصالح ترسيخ فكرة الفعل الوطني وقيمة التمسك بالأرض وتعزيز روح العمل التطوعي للنهوض بقدرات شعبنا .. هذه الروح التي انتقلت من الداخل الفلسطيني باتت تتجسد ملحمة وطنية مع كل حجر يبنى، ومع كل أرض تحرث وتزرع، وعلينا العمل على تعميمها.

وأكَّد بسيسو أنَّ فلسطين تمدُّ يدها لكلِّ أصدقائها حول العالم، ففلسطين الإنسان والوطن والتاريخ والذاكرة هي أيضاً فلسطين المستقبل والحرية والغد الذي نريده لأبنائنا وبناتنا دون احتلال وحواجز عسكرية ودون قمع واضطهاد، وكلنا يقين بأنَّ إرادة الصمود المتوارثة لدى أبناء شعبنا جيلاً بعد جيل ستواصل التصدي لكافة المشاريع التصفوية الكبرى والصغرى، مشدِّدَا على أنَّه "لا تنازل عن حقوقنا الوطنية بدءًا بحق اللاجئين في العودة والتمسك بالقرار الأممي (194)، فنحن تراكم لجيل النضالات المستمر منذ أن بات المشروع الصهيوني فكرة".
واستذكر بسيسو في كلمته الناشطة المحامية الراحلة مؤخَّراً فليتسيا لانغر، التي خصَّص المهرجان فقرات خاصة لتكريمها والاحتفاء بها، واصفاً إياها بـ"المناضلة الأممية التي وقفت إلى جانب حركة النضال الوطني الفلسطيني، وسطرت أروع نماذج التضامن من خلال موقعها كمحامية تدفاع عن الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

وختم بسيسو كلمته بالتأكيد على أنَّ "الثقافة جزء أساسي من النضال الوطني الفلسطيني، والذاكرة والتراث والهوية الوطنية إحدى أدوات النضال والصمود الوطني في مواجهة سياسات الاحتلال".

وكان المحافظ اللواء إبراهيم البلوي تحدَّث في العديد من المحاور الوطنية والسياسية، مشدِّداً على أهمية التكاتف من أجل إفشال سياسات الاحتلال ضد أبناء شعبنا وقضيتنا العادلة، واصفًا فكرة مهرجان فرخة بأنَّها "فكرة وطنية بامتياز تنم عن انتماء كبير لهذه الأرض"، مشيداً بالجهود المبذولة فيه، ومشدِّداً على الدلالات الرمزية لهذا المهرجان.

وشدَّد كلٌّ من رئيس مجلس قروي فرخا، طلال الشريف، ورئيس المهرجان بكر حماد، على أهمية الدعم الرسمي والشعبي للمهرجان، وعلى المشاركة اللافتة للمتطوعين من شباب دول عدة حول العالم، ومن قارات مختلفة، جاءوا إلى "فرخة" دعماً لصمود وثبات شعب فلسطين على أرضه، ما يعكس قناعتهم بعدالة القضية الفلسطينية، فيما قدم الفنان الفلسطيني حسان الفقهاء، وصلة غنائية اشتملت أغنيات وطنية وتراثية تفاعل معها جمهور المهرجان من فلسطين وخارجها.

يُشار الى أنَّ  مهرجان فرخة الدولي يعتبر امتدادًا لمخيمات العمل التطوعي التي انطلقت في سبعينيات القرن الماضي في الناصرة، بمبادرة  من رئيس بلديتها آنذاك الشاعر المناضل توفيق زياد، فانتقلت هذه الروح إلى "فرخة" حيث الشبيبة من ألمانيا، والبرتغال، وفرنسا، وغيرها، يشاركون في أعمال تطوعية في الأراضي الزراعية، والمدارس، والبناء، وغيرها، علاوة على الفعاليات الثقافية والفنية، في مزيج خاص لمهرجان يحتفل هذا العام بيوبيله الفضي.