منال الزعبي - النجاح الإخباري - اختتم المتحف الفلسطيني معرضه الافتتاحي "تحيا القدس" الذي استمر أكثر من خمسة أشهر بمشاركة 57 فنانا.

وتفاعل أكثر من 16 ألف زائر بصورة مباشرة مع المعرض، كما نفذت أكثر من سبعين مدرسة وجامعة زيارات تفاعلية معه، وقدم المتحف لهم تجربة تعليمية مختلفة، حيث صممت أنشطة تعليمية أتاحت لهم التفاعل مع المعرض بما يحتويه من مادة بحثية وأعمال فنية عن طريق التخيل والملاحظة البصرية. إضافة لإنتاج مصادر تعليمة لتعميق تجربة الطلبة في المتحف، مثل دليل بعنوان "رفيق المعلمين والمعلمات في المتحف الفلسطيني". إضافة إلى تنظيم 66 فعالية ضمن البرنامجين العام والتعليمي.

وطور المتحف الفلسطيني مبادرةً مبنية على خلق شبكة من العلاقات المهنية والحوار النشط مع سبع مؤسسات مقدسية وهي: المسرح الوطني الفلسطيني-الحكواتي، جمعية الجالية الإفريقية، مؤسسة الجذور الشعبية المقدسية، نادي سلوان، جمعية البستان – سلوان، جمعية الدراسات العربية، ومكتبة البديري، ومجلة حوليات القدس. حيث وفر المعرض منصة لمجموعة من هذه المؤسسات لتنطلق عبرها في تنفيذ سلسلة من المشاريع طويلة الأمد وتوسعة نطاقها، مثل تنظيم برنامج من الجولات السياسية في القدس مع مؤسسة الجذور الشعبية المقدسية، إضافة إلى تنفيذ عمل للفنان العالمي أوسكار موريلو في نادي سلوان بالشراكة مع الجالية الإفريقية، كما نُظمت ورش فنية مع جمعية البستان في سلوان، وسيُستكمل العمل مع المؤسسات الأخرى خلال هذا العام.

هذا المعرض انطلق يوم 27 أغسطس/آب 2017 واستمر حتى مساء اليوم في مقر المتحف في بيرزيت،  الذي يستعد لإطلاق معرضه القادم في مارس/آذار المقبل.

وهدف المتحف الفلسطيني من إنتاج هذا المشروع والمعرض متعدد الأوجه؛ لتسليط الضوء على حاضر مدينة القدس المعيش، ودعم سكانها، وإثارة الحراك الثقافي حولها، إضافة إلى تقديم طرح مغاير عن المدينة واستكشافها باعتبارها مجازيًّا نموذجًا شهد نشوء العولمة وانهيارها.

ويعتبر معرض "تحيا القدس" واحدًا من أضخم الإنتاجات الفنية والثقافية التي شهدتها فلسطين مؤخّرًا، حيث شارك فيه (57) فنانًا فلسطينيًا وعالميًا، واستقطب مساهمات فنية عالمية أتاحت الفرصة لإشراك فنانين عرب وعالميين للمرة الأولى في المشهد الثقافي الفلسطيني.

رئيسة لجنة المتحف في مؤسسة التعاون زينة جردانة  قالت: "إنَّ المتحف الفلسطيني يعتز بكون القدس موضوع معرضه الافتتاحي في ظلّ عام أثقل المدينة بأحداثه السياسية.

وقد احتضنت حدائق المتحف 16 عملا تركيبيا، كما ضم المعرض 93 إعارة فنية من مقتنين فلسطينيين ومتاحف ودور عرض عالمية.

وبخصوص المعرض القادم خلال شهر مارس/آذار المقبل، قالت المنسقة الإعلامية بالمتحف حنين صالح لـ" موقع النجاح الإخباري": " معرض تحيا القدس كان تجربة ناجحة وحققت الهدف والمعرض القادم سيكون عن التطريز الفلسطيني بمنظور جديد، يكرس مفهوم الجندر والعمالة ورأس المال، بعنوان" غزل العروق" وهو بمثابة عين على التطريز الفلسطيني، لأهميته في التراث والتاريخ الفلسطيني".

وأضافت زينة: "نستطيع القول إننا نجحنا في تقريب القدس وتعزيز حضورها بين المغيبين عنها من الفلسطينيين وإيصال صوتها للمهتمين حول العالم".

كما قالت قيّمة المعرض ريم فضة: "إنَّ أهمية المعرض "تكمن في خلق حراك مختلف حول القدس وسط تحديات استثنائية شهدتها المدينة مؤخرًا".

وبشأن تجربتها هذه أضافت: "من خلال هذا المعرض عدت إلى موقعي، إلى التقييم الفني الأقرب إلى ذاتي، إلى لغة الفن المتصل بالواقع والمجتمع والسياسة والحراك المجتمعي".

والمتحف الفلسطيني هو مؤسسة ثقافية مستقلة مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والعالمي، ويقوم بإنتاج ونشر روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد.