النجاح الإخباري - القى سماحة الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية محاضرة في الكلية الاسلامية في العاصمة البوسنية سراييفو تناولت الاوضاع في مدينة القدس بشكل خاص بحضور عدد من اساتذة وطلاب الكلية والباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني ومدينة القدس بشكل خاص .

ورحب عميد الكلية الاسلامية  الدكتور حسني حسانوفيتش بقاضي القضاة والوفد المرافق له مؤكدا ان مدينة القدس والمسجد الاقصى تعيش في ضمير ووجدان الشعب البوسني والمسلمين كافة .

وتحدث الهباش خلال المحاضرة عن ثلاثة محاور تتعلق بالمدينة المقدسة اولها المكانة الدينية والتاريخية للقدس مشيرا انها جزء من العقيدة الاسلامية ومحور اساسي ومتين في الثقافة الاسلامية لكافة المسلمين في انحاء العالم وان اسلامية القدس جاءت بقرار رباني وليس بقرار بشري كما جاء في سورة الاسراء بالاضافة الى الاف الشواهد التي تؤكد مكانتها لدى المسلمين مثل المقابر الاسلامية التي يوجد فيها قبور قادة الصحابة الفاتحين وقبور عدد كبير من علماء المسلمين الذين نشروا العلم منها الى جميع انحاء الكرة الارضية ، منوها الى ان قرارات منظمة التربية والثقافة والعلوم " اليونسكو " لم تكن لتصدر باسلامية القدس وانها تراث اسلامي خالص لولا الجهود الجبارة التي بذلتها القيادة الفلسطينية وعلى راسها السيد الرئيس ابو مازن معتمدة على تلك الشواهد وعلى ذلك الموروث الديني والثقافي والتاريخي الممتد عبر الاف السنين .

وفي المحور الثاني قال قاضي القضاة ان القدس اليوم تمر باصعب مراحلها من الغزو الفكري والتراثي ومسح الهوية الاسلامية فيها من خلال الهجمة التي تقودها حكومة الاحتلال عبر جمعيات المستوطنين المتطرفة ومحاولة زعزعة الوعي لدى الراي العام العالمي عبر تزييف الحقائق وادعاءات كاذبة لا اساس لها لا في الماضي ولا الحاضر ولن يكون لها اي نصيب في المستقبل ، مشيرا ان ما يجري اليوم في القدس هو مذبحة تاريخية وحضارية بحق الثقافة والتراث الاسلامي هناك .

واستعرض الهباش الانتهاكات اليومية بحق اهالي مدينة القدس من تضييق في الحركة وهدم للبيوت والاعتقالات المستمرة بحق الشبان المقدسيين ومنع الاهالي من الوصول لباحات الحرم القدسي الشريف ناهيك عن منع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول الى العاصمة المقدسة والصلاة في المسجد الاقصى المبارك ، مؤكدا ان هذه الاجراءات والانتهاكات الاسرائيلية يواجهها الفلسطينيين في القدس باصرار على الرباط في المسجد الاقصى المبارك والبقاء في القدس والدفاع عنها بكل عزيمة وشموخ على مدار اكثر من ستين عاما من عمر الاحتلال .

وجاء المحور الثالث من محاضرة الدكتور الهباش حول واجب المسلمين تجاه  مدينة القدس والمسجد الاقصى مؤكدا ان عليهم العبء الاكبر في الدفاع عن العاصمة الروحية للمسلمين في كافة انحاء الارض مشيرا ان القدس يجب ان تكون على مائدة كل بيت من بيوت المسلمين اينما وجدوا وان تكون على راس اولوياتهم واهتماماتهم .

واوضح الهباش ان الدعوة لزيارة القدس من قبل المسلمين القادرين على ذلك لها اكبر الاثر في نفوس اهل القدس وهي رسالة مزدوجة للاحتلال بان القدس لن تكون وحيدة وهي ليست فريسة سهلة وللفلسطينيين بانكم لستم وحدكم والمكم هو المنا ومسجدكم هو مسجدنا ناهيك عن التبعات الاقتصادية والسياسية للسياحة الدينية في القدس وهي دعم مباشر للاقتصاد المقدسي بوجه خاص يساعد المقدسيين على الصمود والبقاء ، منوها ان زيارة القدس والصلاة في المسجد الاقصى المبارك هي تطبيع مع الفلسطينيين وليست تطبيعا مع الاحتلال .

وطالب قاضي القضاة المثقفين والعلماء في العالم الاسلامي باخذ زمام المبادرة فهم وعي الامة وضميرها وان تكون اقلامهم ومنابرهم في دعم القدس والاقصى  ومساندة القضية الفلسطينية بكل قوة فهم وحدهم من يستطيع رفع الوعي لدى الاجيال القادمة بمكانة القدس واهميتها سياسيا وثقافيا ودينيا .