بيت لحم - النجاح الإخباري -  نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الاثنين، مقالا للصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي المعروف برفضه الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطنيية، تحدث فيه عن إقدام جنود الاحتلال الاسرائيلي على إطلاق النار على الفتى أسامة جناجرة (15 عامًا ونصف) وهو معصوب العينين ومكبل اليدين، يوم الخميس الماضي (18/4/2019) في تقوع بمحافظة بيت لحم.

وكان جنود الاحتلال اعتقلوا الفتى جناجرة بشبه رشق الحجارة وقيدوه، وبقي مقيدًا أثناء محاولته الفرار منهم وبعدها.

وبعد إطلاق النار عليه، حيث اصابوه في خصيتيه، حاول الجنود احتجازه في المكان، إلا أنهم، وبعد مواجهة مع مجموعة من الفلسطينيين في المكان، تضمنت تهديد أحد الجنود لهم بمسدسه، سمح جنود الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين بإجلاء المصاب، حيث نقلوه إلى مستشفى بيت جالا.

وتحدث ليفي في مقالته مستشهدا بصورتين التقطهما صحفي فلسطيني للحادثة، موجها انتقادا حادا للجيش الإسرائيلي، وموجها عدة أسئلة حول الحادثة.

وقال ليفي في مقالته إن الجنود في الجيش الإسرائيلي يتحدثون فقط لغة واحدة، هي لغة إطلاق النار الحي تجاه الفلسطينيين. مضيفا "تنتهي التدريبات لقوات الكوماندوز بالكثير من السيناريوهات، وفي نهاية المطاف يخرجون منها ليطلقوا نيرانهم تجاه صبي فلسطيني معصوب العينين، ويداه مقيدتان" مشيرا الى أن الصور التي التقطت "تتحدث لوحدها عن القصة بأكملها، ففي الصورة الأولى يظهر جندي مسلح من وحدات الكوماندوز والنخبة، محمي من رأسه إلى أخمص قدميه، يقف خلف /كتلة ملفوفة/ هو الفتى الفلسطيني أسامة حجاجرة من قرية تقوع، الذي اعتقل بعد أن نصب الجنود له ولمجموعة من أصدقائه كمينا".

وجاء في المقال "يدا الفتى مقيدتان خلف ظهره، وعيناه مغطاة بفانيلا، وكان ملقى على الأرض، رأسه للأعلى وجسده مثني الى الامام، في حين أن جنديا من وحدة النخبة الإسرائيلي يقف خلفه ويوجه بندقية قناصة عليه".

ويضيف "كل تلك التدريبات، والهالة الكبيرة حول وحدة الكوماندوز، تقف بقوتها أمام صبي معصوب العينين ويداه مقيدتان. هذه هي غنائم النصر اليومي للجيش الإسرائيلي".

ويشير ليفني في إلى أن الشك كان لدى الجنود بأن الفتى الفلسطيني كان يلقي الحجارة على سيارات المستوطنين المارة، متسائلا فيما لو كان هذا الفتى من المستوطنين وكان يلقي الحجارة، بل ويلعن الجنود، مبينا أنه حينها كانت ستنتهي القصة عند هذا الحد "لكن جناجرة فتى فلسطيني، ومعظم الطرق المؤدية إلى قريته تم إغلاقها مؤخرا، وقتلت امرأة من قريته قبل أيام جراء صدم شاحنة مستوطن لسيارتها، فخرجت قريتها للاحتجاج، والحجر هو احتجاج هؤلاء، والمحتل هو عدوهم".

ويشير إلى الصورة الثانية التي تلخص ما تعرض له الفتى جناجرة، والتي وصفها بانها أكثر بشاعة، حيث أنه وبينما كان الفتى مكبل اليدين خلف ظهره، ومعصوب العينين، الا انه وبطريقة ما تمكن من الجري في محاولة للهرب من بين 4 جنود كوماندوز أحاطوا به فورا، ومن مسافة صفر بينهم وبينه، لكن جنود النخبة لم يكلفوا أنفسهم الإمساك به، فهم يتكلمون بلغة واحدة فقط، هي لغة إطلاق الرصاص الحي، سواء كان ذلك تجاه "انتحاري" أو "طالب مدرسة ثانوية" يرمي الحجارة، وبندقتيهم فقط هي التي تعرف الكلام، فهم لا يعرفون لغة أخرى، كما قال ليفني في مقاله.

ويصف الكاتب الاسرائيلي اليساري جنود النخبة الإسرائيليون بأنهم "ضعفاء، يتعرقون، لذلك فانهم يطلقون النار على فتى معصوب العينين ومكبل اليدين، ويتركونه ينزف، ليقولوا، ان الجيش انتصر".

وقال "لا يمكن أن تساعد هذه الصورة في طرح أسئلة أعمق: من هو الرجل الأعمى ومن هو الشخص الذكي؟ الصبي معصوب العينين بالخرقة، أم الجنود بعيونهم المفتوحة؟ وأكثر من ذلك ، من هو الشجاع ومن هو الجبان؟ الصبي الذي حاول الهرب وهو أعمى ومكبل اليدين، أمام بنادق الكوماندوز، والجنود الذين أطلقوا النار عليه؟ ليس من الصعب تخمين من هم الجبناء في الصورة".

وأضاف "ثم يأتي الدور المفاجئ وغير المتوقع وغير التقليدي للمخطط. استيقظ صوت العقل للحظة في أذهان الجنود، وسمحوا للسكان الفلسطينيين الغاضبين الذين تجمعوا حولهم بإجلاء الصبي الجريح ونقله إلى المستشفى لإنقاذ حياته".

وتابع "في لحظة واحدة، أنقذ الجنود شرفهم المفقود تقريبا. لقد عاملوا الصبي كما فعل الضابط في قضية عهد التميمي، وهو أكثر ذكاءً من قيادته، فقد كبح صفعة التميمي وأظهر القوة والحكمة، والآن جاء دور الكوماندوز لكبح أنفسهم. من المؤكد أن اليمين سيخرج في محاولة لهز العالم، أنتم لا تدعون الجيش ينتصر، لكن هذه المهزلة على الأقل انتهت تقريبا".

الناطق العسكري: اطلقت النار عليه حين حاول الهرب

وأكد المتحدث العسكري العسكري وقوع الحادثة، وقال إنه "تم إطلاق النار على الفتى الفلسطيني عندما حاول الهرب" وذلك رغم تأكيد مصدر عسكري اسرائيلي ان الفتى كان مقيدا.

وادعى الناطق الاسرائيلي بأنه تم إجلاء الفتى (نقله الى المستشفى) في عملية مشتركة بين الجيش والفلسطينيين، علما أن فلسطينيين هم الذين قاموا بنقل المصاب رغم رفض الجنود.

وصرح الناطق العسكري الاسرائيلي بأنه تم إلقاء القبض على الشاب "خلال أعمال شغب عنيفة عرضت أرواح المدنيين والجنود للخطر، وأنه تعرض لإطلاق النار في الجزء السفلي من جسده أثناء مطاردته" الامر الذي تكذبه الصور سالفة الذكر التي تظهر مقيدا ومعصوب العينين والجنود بجواره حتى لحظة محاولته الهرب.

وقال موسى حميد، وهو مواطن من سكان بيت لحم تواجد في المكان "أردنا المساعدة، وقام أحد الجنود بتضميد جرح الفتى. قلت لهم إنه يجب مساعدته لأنه سيموت. وقمت أنا وشخص آخر بنقل الفتى، وبدأ جنود آخرون بإطلاق النار في الهواء. سرنا لمسافة 150 متر باتجاه الجيش، وكانت هناك مشكلة كبيرة نتيجة رشق الحجارة والغاز. وعندما تم رشق الجنود بالحجارة هربوا وبقينا مع الصبي، فجاء شبان ونقلوا الفتى إلى المستشفى".

وتقول صحيفة هارتس انه وفي شريط التقطه فلسطينيون فور وقوع الحادث، فان جنديين يرتديان زي الكوماندوس - أحدهما يحمل بندقية قنص – يظهران وهما يواجهان مجموعة كبيرة من الفلسطينيين الذين يحاولون أخذ المصاب معهم. ويظهر أحد الجنود، وهو ضابط، وهو يضمد الفتى بمساعدة امرأتين فلسطينيتين، فيما يهدد الجندي الثاني الفلسطينيين بعدم الاقتراب وإلا فانه سيتم إطلاق النار عليهم، ويُسمع الجندي وهو يهددهم بالقول "من يقترب سيتلقى رصاصة. أنا لا أمزح". ويشاهد الجندي وهو يحمل بندقية قنص، ويهدد بواسطة مسدس وجهه إلى رجل فلسطيني وقف على مقربة منه.

وفي نهاية الفيديو، يبدو أن القوة استسلمت وقام الفلسطينيون بمغادرة المكان ومعهم الجريح.