نابلس - النجاح الإخباري - جنين –صرّح رئيس بلدية جنين، محمد مصطفى جرار، بأن مخيم جنين يشهد دماراً واسعاً ومتكرراً في البنية التحتية نتيجة الاقتحامات المتواصلة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتعمد تدمير الشبكات الأساسية للمياه والصرف الصحي والكهرباء في المخيم والبلدة، ويشمل الدمار أيضاً مناطق مجاورة مثل حي الزهرة وحي الهدف.
وأوضح جرار في حديثه أن اقتحام المخيم الأخير استمر حوالي 24 ساعة، أسفر عن تدمير شبه كامل للبنية التحتية في مخيم جنين، وتركّزت الأضرار حول المستشفى الذي واجه انقطاعاً في المياه أثناء الاقتحام، إضافةً إلى تدمير أحياء كاملة شرق المدينة.
وذكر جرار أن عمليات الإعمار انطلقت منذ الصباح الباكر عقب كل اقتحام، بمساهمة طواقم المياه والصرف الصحي والفِرق الهندسية، إلا أن الوضع الكارثي يستدعي جهداً مستمراً وموارد إضافية.
وأشار إلى أن لجنة إعادة إعمار جنين، التي تشكلت منذ اجتياح يوليو 2023، تعمل بشكل متواصل لإعادة ترميم البنية التحتية، بالتعاون مع المجتمع المحلي والمؤسسات الدولية. ورغم الدعم المتوفر أحياناً، أشار جرار إلى أن تكرار الاقتحامات أدى إلى دمار متراكم في البنية التحتية والممتلكات الخاصة، حيث قُدرت الخسائر جراء الاقتحام الأخير بنحو 30 مليون شيكل، ما يعكس الأثر التراكمي لهذه الاعتداءات المستمرة.
ونبّه جرار إلى أن المدينة تعاني اقتصادياً بشكل حاد، إذ شهدت جنين خلال العام 2022 وحده حوالي 82 اقتحاماً، ما أدى إلى إغلاق المصالح التجارية لفترات طويلة وارتفاع معدلات البطالة والفقر لتصبح الأعلى في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن دعم الاقتصاد والاستثمار في جنين ضرورة عاجلة لتمكين صمود المواطنين ومواجهة التداعيات الكارثية المتوقعة في حال استمرار الأوضاع على هذا المنوال.
وأكد جرار أن البلدية تكافح ضمن إمكانياتها المحدودة لتقديم الخدمات، إلا أن مواردها المالية تراجعت بنسبة تصل إلى 70%، ما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الحكومة والجهات الداعمة لتعزيز صمود المدينة ودعم اقتصادها المتضرر.