نابلس - النجاح الإخباري - في يوم الانتخابات الأمريكية، تتجه الأنظار إلى السباق الرئاسي وما قد يحمله من انعكاسات على المشهد السياسي في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل حرب الابادة على قطاع غزة، والعدوان على لبنان، والتوتر بين إيران وإسرائيل، وهي بجلها ملفات تنتظر سيد البيت الأبيض الجديد، بالتالي، يبرز تساؤل محوري: كيف يمكن لنتائج الانتخابات أن تؤثر على مستقبل العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية، وعلى الدعم المقدم للاحتلال، وتوازن القوى في المنطقة؟
الرهان الإسرائيلي وأزمة الانحياز
المحلل السياسي عصمت منصور يتحدث عن تفضيل حكومة الاحتلال لمرشح معين على حساب آخر في الانتخابات الأمريكية، في إشارة إلى دعمها للرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال منصور خلال في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري" إن "التقليد السياسي لإسرائيل كان قائمًا على عدم الانحياز لأي مرشح في الانتخابات الأمريكية، إلا أن نتنياهو كسر هذا التقليد، مما جعل إسرائيل طرفًا في الصراع الداخلي الأمريكي".
ويرى أن استمرار إسرائيل في دعم الجمهوريين، خاصة في ظل توجهات ترامب المتوافقة أيديولوجيًا مع اليمين الإسرائيلي، قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ إذ في حال فوز الديمقراطيين، ستتراجع مكانة إسرائيل كقضية مشتركة فوق الخلافات الحزبية في الولايات المتحدة، مما قد يؤثر سلبًا على الدعم المستمر لها.
وفي ذات الإطار رأى الكاتب والمفكر هاني المصري أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تتوقف عند حدود الداخل الأمريكي، بل ستؤثر بشكل مباشر على منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وأضاف المصري خلال حديثه لـ"النجاح": أن "فوز الجمهوريين، وتحديدًا ترامب، سيعني استمرار سياسة الانحياز الواضح لإسرائيل وربما فتح الأبواب أمام المزيد من الخطط التوسعية للاحتلال".
في المقابل، أشار إلى أن فوز الديمقراطيين قد ينعكس بدعم أكبر للمبادرات الدبلوماسية، ما قد يتيح فرصة أمام الفلسطينيين للمطالبة بالحقوق على الصعيد الدولي، خاصة في ظل تزايد الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية داخل الحزب الديمقراطي.
تحديات ومتغيرات
ويتفق المحللان على أن المشهد السياسي الفلسطيني بحاجة إلى تكيف استراتيجي مع المتغيرات الدولية، حيث أشار المصري إلى ضرورة استثمار هذه اللحظة الحرجة لبناء تحالفات دولية قوية، قائلاً: "السياسة الفلسطينية تحتاج لنهج فاعل للتعامل مع التغيرات في الساحة الأمريكية، لا سيما في ظل تعاظم التأثيرات الداعمة للقضية في صفوف الحزب الديمقراطي". وأضاف أن على الفلسطينيين تعزيز وجودهم على الساحة الدولية، والاستفادة من تضامن الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة للتأثير على الرأي العام الأمريكي وقراراته، في ظل احتدام السباق الانتخابي الذي قد يشهد تغييرات كبيرة على الساحة.
الانتخابات الأمريكية: أمل للفلسطينيين أم تعميق للأزمة؟
اختتم منصور حديثه بالقول إن الانتخابات الأمريكية تحمل احتمالات متعددة تتراوح بين الأمل والتحدي. فبالرغم من أن فوز ترامب قد يعني استمرار التوجهات المؤيدة لإسرائيل، إلا أن الديمقراطيين بدورهم لن يكونوا حلاً نهائيًا للقضية الفلسطينية.
وأكد منصور أن "فوز أي حزب سيحمل إيجابيات وسلبيات، ولكن يبقى الأمل في أن تؤدي هذه الانتخابات إلى انفتاح دولي على حلول عادلة في المنطقة، وخصوصًا إذا استمرت الدعوات العالمية لإنهاء الاحتلال".
تظل نتائج الانتخابات الأمريكية لحظة فارقة قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية في الشرق الأوسط، بما يتجاوز المصالح الأمريكية الداخلية. ومع استمرار الحرب على غزة وتصاعد الضغوط العالمية، قد تكون الانتخابات الأمريكية بوابة إما لتعميق الأزمة أو لفتح آفاق جديدة للحلول.