النجاح الإخباري - أعلنت مصادر إسرائيلية عن استئناف المفاوضات لتبادل الأسرى خلال الأسبوع الجاري على أساس مقترحات جديدة بقيادة الوسطاء المصريين والقطريين وبمشاركة فعالة من الولايات المتحدة

ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤول إسرائيلي أن مدير الموساد ديفيد برنيع عاد إلى إسرائيل بعد اجتماعه في باريس مع مدير وكالة الاستخبارات وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتم مناقشة صيغة للسماح باستئناف مفاوضات تبادل الأسرى.

مناورة إعلامية لتفادي الضغوط من ذوي الأسرى الإسرائيليين
وحول إن كانت إسرائيل جادة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وعقد صفقة تبادل، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي أنس ابو عرقوب: "في الواقع، إن ما يدور يشبه ما حدث خلال الأسابيع والشهور الماضية، بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب لا يريدون وقف الحرب على قطاع غزة، وهذه مناورة إعلامية لتفادي الضغوط من ذوي الأسرى الإسرائيليين، ولكي تظهر إسرائيل بمظهر الدولة التي تسعى لتحرير أسراها، ولكنها في الواقع لا تقيم وزنا لمعاناتهم ولا تريد استعادة جنودها الأسرى المحتجزين في قطاع غزة."

ويضيف أبو عرقوب للنجاح قائلاً "إسرائيل لا تريد بحسب المقترح الذي تم تعديله التعهد بوقف الحرب، أي أنها تريد استعادة أسراها دون أن توقف هذه الحرب المدمرة على قطاع غزة، مما يعني خداع حركة حماس وبقية الفصائل في قطاع غزة، هذا الموقف وهذه المناورة كانت مرفوضة في السابق ولم تنطلي على الفصائل الفلسطينية وتحديدا على حركة حماس والجهاد الإسلامي، حيث لا سبيل لأي صفقة قبل التعهد بالانسحاب الكامل من كامل قطاع غزة وإعادة الأمور على ما كانت عليه وإيجاد ترتيبات لإعادة الإعمار.

ولفت أبو عرقوب أنه حينما يتعرض بنيامين نتنياهو إلى انتقادات في الداخل الإسرائيلي، ليس لأنه يمارس الحرب ويشن غارات على المدنيين، فهو يشبع رغبة الجمهور الإسرائيلي في سفك دم الفلسطيني، إلى جانب تحقيق هدف مركزي للمؤسسة العسكرية والسياسية في إسرائيل، وهو محل إجماع بتعديل الميزان الديمغرافي بقتل أكبر كم ممكن من الفلسطينيين خلال أقصر فترة ممكنة، وتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة فيه بقتل الكفاءات العلمية والبشر وتدمير التربة والمياه أملا في تهجير السكان

بنيامين نتنياهو يتلاعب ويشتري الوقت لمواصلة الحرب

فيما يرى المحلل السياسي سليمان بشارات، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن يتلاعب ويشتري الوقت، وأن يوهم المجتمع الإسرائيلي الداخلي الذي بات يشكل جبهة أكثر ضغطا عليه وعلى حكومته، أن هناك مسارا ومساعي للإفراج عن الرهائن، وفي نهاية المطاف يحمل المقاومة الفلسطينية والفلسطينيين بالفشل في كل مرة.

ويضيف بشارات في حديثه عبر النجاح "التحدث حول عودة المسار التفاوضي أو إمكانية تفعيله يتم من خلال  طرف وحيد وهو الاحتلال الإسرائيلي، حتى الولايات المتحدة الأمريكية بالأمس عندما أعلن الاحتلال عن عودة المسار التفاوضي ، عبر المسؤولون الأمريكيون عن تفاجئهم، وكأن السرعة التي أعلن بها الجانب الإسرائيلي الانخراط في هذا الملف هي بهدف سحب مزيدا من حالة الاحتقان التي تجري في داخل المجتمع الإسرائيلي

ويضيف بشارات " بنيامين نتنياهو يريد أن يعيد حالة التلاعب بالأطراف الدولية التي باتت  محرجة بشكل كبير جدا من استمرارية الحرب ومن الضغوط التي باتت تمارس عليها من ناحية القيم والمبادئ والأخلاق، لا سيما الدول الأوروبية التي بدأت تجد نفسها أنها في تضارب مع ذاتها ومع مجتمعاتها، في ظل دعم الحرب على قطاع غزة، فيحاول نتنياهو من خلال ذلك أن يخفف من حجم الضغوط، ومحاولة للبحث عن ذريعة للإدارة الأمريكية حتى تسانده في تخفيف تبعات ما سيجري على الحلبة الدولية

الوعود الجوفاء والمظاهر الشكلية .. استراتيجة سياسية ودبلوماسية لحكومة نتنياهو

وقد اشارت المراسلة السياسية لصحيفة معاريف آنا براسكي بأن الطريقة المعروفة لبنيامين نتنياهو في عدم اتخاذ القرارات ما دام يمكنه عدم اتخاذها أصبحت مؤخراً ذات أبعاد هائلة، وفي الواقع، لقد تحولت إلى نهج الحكم ولا يوجد في الائتلاف من يعارضها، أصبحت الوعود الجوفاء والمظاهر الشكلية لدى الحكومة ورئيسها استراتيجية سياسية ودبلوماسية.

وتضيف براسكي " منذ أشهر والغرب، بقيادة إدارة بايدن، يطالب رئيس وزراء إسرائيل بتقديم تصريح واضح بشأن اليوم التالي في قطاع غزة، كما يراه، يبدو أن الغرب قد أصابه اليأس، بينما نتنياهو لا يظهر أي علامات على التراجع، من الخطأ الاعتقاد بأنه لا يستجيب للمطالب ولا يكشف عن خططه لليوم التالي لأنه يمتلك فكرة متكاملة يحتفظ بها لوقت مناسب للكشف عنها، الحقيقة محبطة في الأساس، في نظر نتنياهو، كل الخيارات سيئة، لذا، لماذا يتعجل في اختيار أحدها، عندما يمكنه، ويفضل بشكل كبير، أن يطيل ويماطل وببساطة – لا يقول شيئاً. فليأتوا ويقترحوا ونحن سننظر"

نتنياهو يؤكد رفضه إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة

وفي غضون ما يتم الإشارة إليه من إستئناف للمفاوضات، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنه لن تتم الموافقة على مطلب إنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبيل انعقاد مجلس وزراء الحرب.

وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن نتياهو قد أبدى معارضته الشديدة لإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

من جهة أخرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية تعتقد أنه من الممكن التعامل مع طلب حماس بوقف إطلاق النار ضمن الصفقة المقبلة.

وفي المقابل، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن الحركة لم تُبلّغ من الوسطاء بأي شيء متعلق باستئناف المفاوضات.

وأكد حمدان أنه "لا نحتاج إلى تفاوض جديد وحركة حماس ردت على الورقة التي قدمها الوسطاء"، معتبرا أن البحث في تعديل مقترح الوسطاء خدمة لإسرائيل ومنحها وقتا وللتملص من قرار محكمة العدل الدولية.