شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - أثار قرار تقييد دخول االمصلين إلى المسجد الأقصى ردود فعل فلسطينية غاضبة، حيث حذرت فصائل وشخصيات عدة ومحللين وخبراء بأن هذا القرار قد يفجر الوضع بالضفة والقدس.

وقال المحلل السياسي حمادة فراعنة إن قرار تقييد دخول المواطنين الفلسطينيين للمسجد الأقصى يشكل تهديدًا خطيرًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ويعرقل أي فرصة للسلام مع الفلسطينيين والعرب، مؤكّدًا أنه ينبئ بانفجار وانتفاضة في الضفة والقدس.

وأوضح فراعنة لـ"النجاح، اليوم الإثنين أنّ هذا الموقف يعكس الانحياز الشديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لليمين المتطرف والديني في إسرائيل.

وأضاف فراعنة أن نتنياهو يواجه صعوبات سياسية داخلية وخارجية، ولا يستطيع أن يتحرر من الضغوط الأمريكية والأوروبية والدولية، التي تنادي بوقف الاستيطان والاعتداءات على الفلسطينيين والالتزام بالقانون الدولي وحل الدولتين.

وقال: "إن نتنياهو يسير على خطى اليمين المتطرف ويقبل شروطه ومطالبه، مما يزيد من التوتر والتصعيد مع الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي".

وأضاف فراعنة أن نتنياهو لا يستطيع أن يتحرر من نقطتين جوهريتين: أولا أن هناك شعب فلسطيني له مطالب وثانيًا الوضع الدولي نسبيًا بات ينحاز بشكل واضح لصالح الفلسطينيين، وبالتالي يقع في مسألة التصادم مع المجموعة الأوروبية التي صنعت المستعمرة الإسرائيلية وتشكل غطاءً لكل جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار فراعنة إلى أن هذا القرار يشكل منعطفا في السيطرة والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

وتوقع فراعنة أن يؤدي هذا السيناريو إلى حالة انفجار وانتفاضة في الضفة الغربية والقدس، مشيرا إلى أن المزاج الجماهيري الفلسطيني مجنَّد وصلب وجاهز لأي ردة فعل، وأن هناك عوامل تصنعها إسرائيل تزيد من الغليان، مثل الحواجز والإغلاقات والاعتقالات والاستيطان.

وألمح إلى موقف الولايات المتحدة الأمريكية المنحاز لإسرائيل قائلا إنها تقدم كل الدعم السياسي والمالي والعسكري لإسرائيل، وتمنع أي قرار في مجلس الأمن يمكن أن يطالب بوقف العدوان على غزة أو إطلاق الأسرى أو وقف الاستيطان.

بدوره محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في بيان مساء الأحد: "هذا القرار لن يمرّ أبدًا، لا هنا ولا في العالم. محاولات تفريغ الأقصى ستفشل ومعها ستفشل مخططات هؤلاء".

أما الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، قال في منشور على "فيسبوك": "استمرار التهويل والتحريض لسيناريوهات الرعب والدم في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، ما هو إلا مزيد من صبّ البنزين على النار".

وأضاف: "منع المسلمين من الدخول إلى المسجد هو انتهاك لحرمة المكان (الأقصى) وحرمة الزمان (رمضان)".

من جهتها قالت القائمة العربية للتغيير التي يترأسها النائب أحمد طيبي في بيان الأحد: "القرار يشكّل مسّا فظّا بحرية العبادة الذي لطالما مسّت به حكومات إسرائيل المتعاقبة وتغنّت بحمايته، كاذبة، أمام العالم".

وأضافت: "على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يدرج بن غفير نفسه على لائحة العقوبات إذا أراد ان يتخذ قرارات جادة ونافعة".

وتابعت: "قرار منع المصلين المسلمين من شقّي الخط الأخضر من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وفي شهر رمضان تحديدا، مرفوض وخطير وعلى الأم المتحدة بحثه".

رد الفصائل الإسلامية

ووسط ردات الفعل الغاضبة ردت حركة حماس في بيان لها اليوم الإثنين جاء فيه أن "قرار تبنّي نتنياهو لمقترح المتطرِّف إيتمار بن غفير، بأنه إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين في حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وأضافت "أن القرار يعتبر انتهاكا لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، ما يشير إلى نيّة الاحتلال تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان".

ودعت حماس أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل والقدس والضفة المحتلة، إلى رفض هذا القرار، ومقاومة صلَف وعنجهية الاحتلال، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك.

وحذرت الحركة حكومة الاحتلال من القرار، مؤكدة أن المساس بالمسجد الأقصى أو حرية العبادة فيه، لن يمر دون محاسبة، وستبقى القدس والأقصى، بوصلة الأمة وعنوان حراكها وانتفاضتها المباركة، وانفجارها.

كما حذرت حركة الجهاد الإسلامي، اليوم الاثنين، من المخططات العدوانية لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزرائه بخصوص تقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك.

وجاء في بيان الجهاد الإسلامي، أنّ هذا التقييد يشي بأن حكومة الاحتلال قد وضعت المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف المباشر ضمن خطة تهجير وتهويد ممنهجة.

وأضاف البيان أنّ حكومة الاحتلال تسعى إلى تنفيذ الخطة وفرضها في إطار حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

يشار إلى أن نحو 25 ألف فلسطيني أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، أول أمس، وهو أكبر عدد من المصلين يشهده المسجد منذ بداية الحرب.

وكانت القناة 13 الإسرائيلية أعلنت موافقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على مقترح  لتقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، وذكرت أن نتنياهو وافق على ما تقدم به وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير بتقييد دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى خلال رمضان.

في حين نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمس قولها إن معركة سياسية تجري خلف الكواليس قبل بحث السياسة الأمنية بهذا الشأن.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حدّت إسرائيل إلى حد كبير من وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى بالتوازي مع تصعيد عمليات الاقتحام التي تنفذها قواتها في الضفة.