النجاح الإخباري - في الوقت الذي اعتبرت فيه مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الملاذ شبه الآمن لما يقارب مليوني ونصف إنسان منذ بداية الحرب على القطاع، تحولت في غضون أيام قليلة لمدينة أشباح ورعب لكلِ من كان فيها، بعد الدخول البري الإسرائيلي المباغت لرفح في السادس من شهر مايو الجاري، والذي اعتبر بمثابة تعميق للكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

وقد أظهرت صور بالأقمار الصناعية تم نشرها حديثا نزوحاً جماعياً للمواطنين من رفح تؤكد خلوها من قاطنيها الذين حملوا معداتهم وأمتعتهم وخيامهم إلى حيث لا يدرون، في ظل حرب إسرائيلية شرسة لم يسبق لها مثيل بدأت في السابع من أكتوبر 2023، ولم يتضح معالم نهايتها بعد، مع تدمير شاملٍ لمنازل المواطنين والأسواق والمساجد والمراكز الصحية، وغياب أيّ أفق وتطلعات للعودة لحياتهم الطبيعية.

هذه الصور المرفقة أدناه، وثقتها وكالة "أسوشيتد برس" وتم التقاطها في 5 مايو ثم في 8 مايو، وتظهر التغيير الكبير على الأرض.

وأظهرت اللقطات الخيام المزدحمة في المناطق الوسطى والشمالية الغربية من المدينة وبالقرب من مخيم تل السلطان، وجميعها أصبحت متناثرة في غضون أيام من صدور أمر الإخلاء.

الأونروا: 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح

ووفقاً للأونروا فإن 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح في أقصى جنوبي قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة هذا الشهر

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عبر منصة إكس إن "ما يقرب من نصف سكان رفح أو 800 ألف شخص موجودون على الطريق"

وأكد لازاريني أن الناس يفرون إلى مناطق تفتقر إلى إمدادات المياه والصرف الصحي

وأضاف" منطقة المواصي الساحلية التي تبلغ مساحتها 14 كيلومترا مربعا، وكذلك مدينة دير البلح بوسط القطاع، "مكتظتان" بالنازحين"

وتؤكد منظمات الإغاثة أن التوغل الإسرائيلي في رفح، الذي بدأ رغم المعارضة الدولية الواسعة وبينما كان الوسطاء يأملون في تحقيق انفراجة في محادثات الهدنة المتوقفة، قد أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة

 1400 مبنى تدمر في رفح منذ شهر فقط

وأظهرت تحليلات صور الأقمار الصناعية أن ما يقرب من 1400 مبنى تضررت أو دمرت هذا الشهر في مدينة رفح، منذ أن بدأ جيش الاحتلال عمليته البرية شرق المدينة الجنوبية في قطاع غزة.

وقد تم التقاط الصور بواسطة القمر الصناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1"، الذي تديره وكالة الفضاء الأوروبية، وتم تحليلها من قبل باحثين اثنين

الاحتلال يواصل إغلاق المعابر .. وتحذيرات من مجاعة مرتقبة ..

 وتواصل قوات الاحتلال، إغلاق معبري رفح الحدودي، وكرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، لليوم الرابع عشر على التوالي

وبحسب مصادر صحفية، فإن قوات الاحتلال منعت خلال فترة إغلاق المعبرين إدخال أكثر من 3000 شاحنة مساعدات للقطاع، وسفر نحو 700 مريض وجريح للعلاج في خارج القطاع المحاصر

وكان برنامج الأغذية العالمي، أكد الأحد، الحاجة لوصول "آمن ومستدام" للمساعدات من أجل منع المجاعة في شمال قطاع غزة، "لكن أوامر الإخلاء (الإسرائيلية) تحول دون ذلك"

منظمة الصحة العالمية قالت أيضاً، إن "إمدادات الأدوية الأساسية والوقود منخفضة للغاية في قطاع غزة، والحركة محدودة بسبب القيود الأمنية".

وقد أعلنت صحة غزة في آخر تحديث لها، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35647، والإصابات إلى 79852، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأشارت إلى أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات بقطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 85 مواطنا، وإصابة 200 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.