نابلس - النجاح الإخباري - منذ النكبة الفلسطينية، أيّ على مدار ثلاثة وسبعون عاماً والفلسطينيّ يكابد بوسائله المشروعة بأن يكون عامه القادم مختلفاً، في ظل احتلال ما زال يرزح على أرض فلسطين، يقتل ويشرد ويأسر ويقيم المزيد من الوحدات الاستيطانية سارقاً للحقِ والهوية.

وها نحنُ نسدل الستار عن عام 2021، والذي عشنا خلاله أحداثاً عدة على المستوى السياسيّ الفلسطينيّ، لنضيءَ بكفاحنا ونضالنا وحبنا للحياة شموع العام الجديد عله يحمل في طياته حلم الحرية والانعتاق من ظلم الاحتلال.

ولتبقى مشاهد القوة والعظمة التي سطرها الفلسطيني حاضرة، ننبشُ من خلال هذا التقرير ذاكرتنا لنستذكر أبرز الأحداث التي تصدرت المشهد لهذا العام.

الهبة الشعبية في القدس ضد إجراءات الإحتلال

واصل الاحتلال استباحة حرمة المسجد الأقصى فاقتحمه أكثر من مرة، وقمع المصلين خاصة خلال شهر رمضان المبارك.

حيث شهدت المدينة المقدسية في شهري نيسان وأيار، هبّة شعبية واسعة، ضد قرار شرطة الاحتلال باغلاق مدرج باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، لمنع التجمع في هذه المنطقة، التي تعد المكان الأبرز لتجمع الفلسطينيين.

وتمكن المقدسيون في الخامس والعشرين من نيسان، إزالة حواجز الاحتلال الحديدية التي وضعها على درجات باب العامود بالقدس المحتلة، بعد أيام متواصلة من المواجهات

وعقب إزالة الحواجز، خرج المقدسيون في مظاهرة حاشدة في ساحة باب العامود محتفلين بالنصر داعين للوحدة الوطنية ولنصرة القدس.

وفي السابع من مايو الماضي تحديداً، اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد الأقصىلإفراغه من المصلين والمعتكفين بالقوة، وأطلقت الرصاص المعدني والقنابل الغازية والصوتية مما أسفر عن إصابة أكثر من 205 فلسطيني.

واقتحم الاحتلال الأقصى مجددا في العاشر من مايو/أيار الماضي الذي صادف 28 رمضان، في محاولة لتأمين مسار آمن للمقتحمين (فيما يسمى يوم توحيد القدس)، واندلعت مواجهات عنيفة أسفرت عن 612 إصابة بين صفوف المصلين.

 

تهجير أهالي حي الشيخ جراح

أصدرت محكمة الاحتلال في شهر فبراير الماضي قراراً يقضي باخلاء 4 عائلات من حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين، على أن يتم ذلك في مايو/أيار من العام نفسه، وفي شهر آذار تقرر إخلاء 3 عائلات أخرى في أغسطس/آب من العام ذاته، الأمر الذي قوبل بالرفض المطلق، حيث نظم الفلسطيينون وقفات تضامنية مع أهالي الحي، رفضاً لكل مخططات الاحتلال.

وفي تطورات الأحداث المتعلقة بقضية أهالي حي الشيخ جراح، قررت المحكمة في شهر آب الماضي إرجاء قرراها بشأن التماس ضد إخلاء 7 عائلات، وفي شهر أكتوبر اقترحت المحكمة العليا الإسرائيلية تسوية قبل البت بتهجير 4 عائلات، وفي الثاني من تشرين الثاني، عائلات الشيخ جراح ترفض اقتراح التسوية الذي عرضته المحكمة.

حربٌ على غزة

نتيجة الأحداث التي شهدها حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى والأحداث العنيفة التي وقعت صباح يوم الاثنين 10 مايو 2021 الموافق 28 رمضان 1442، أصدرت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- بيانًا تقول فيه إنّ فصائل المقاومة تُمهل "إسرائيل" حتى السادسة مساءً لسحب جنودها من الأقصى وإطلاق سراح المعتقلين.

 ومع انتهاء المهلة التي حددتها المقاومة أطلقت رشفة صاروخية من القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة، ليبدأ طيران الإحتلال باستهداف البشر والحجر في القطاع.

الحرب الأخيرة على غزة استمرت 11 يوماً، وخلف هذا العدوان 280 شهيداً من بينهم 96 طفلاً و 40 سيدة و 17 مسناً، إضافة إلى أكثر8900 إصابة بجراح مختلفة، فضلاً عن تضرر 1800 وحدة سكنية وتدمير 184 برجاً ومنزلاً وعدداً من المصانع والمرافق الاقتصادية.

العدوان الأخير على قطاع غزة خلف خسائر مادية مباشرة بقيمة 420 مليون دولار فضلاً عن الخسائر غير المباشرة، وتمثلت أضرار قطاع الإسكان في هدم قرابة 1650 وحدة سكنية بشكل كلي بالإضافة إلى ما يزيد عن 60 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي ما بين بالغ ومتوسط وطفيف، وتقدر تكلفتها بقرابة 145 مليون دولار.

والعدوان خلف أيضًا أضرار مباشرة في القطاعات الأخرى من بُنى تحتية ومنشآت اقتصادية وزراعية وتعليمية وصحية، وقد قدرت بقرابة 150 مليون دولار في قطاع البنية التحية، وقرابة 95 مليون في قطاع التنمية الاقتصادية، وقرابة 30 مليون في قطاع التنمية الاجتماعية.

 

محاولة 6 أسرى انتزاع حريتهم من سجن جلبوع

في 6 من أيلول الماضي، وفي تمام الساعة الواحدة والنصف من فجر يوم الاثنين، تمكن 6 أسرى من إرباك منظومة الاحتلال على المستويات الأمنية كافة، بعد تمكنهم من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع والذي يعد من أكثر السجون تحصيناً في العالم

الإضراب عن الطعام رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري

استمرت هذا العام معركة الأسرى الإداريين، حيث تواصل سلطات الإحتلال انتهاك حقوقهم، وخاضوا سلسلة من الاضرابات المفتوحة عن الطعام، لنيل حريتهم ومطالبهم.

التوسع الاستيطاني

سارت عجلة الاستيطان بلا توقف هذا العام، حيث أنه منذ بداية العام أقرت حكومة الاحتلال بناء 2000 استيطانية، كما أن أعداد المستوطنين تزايدت بنسبة 222% منذ عام 2000

مشاهدٌ بطولية للمقاومة الشعبية

"جبل صبيح"  كان نموذجاً للمقاومة الشعبية  خلال 2021 ، حيث تحول إلى ميدان مواجهة شبه يومية في ظل محاولات المستوطنين لترسيخ بؤرة استيطانية صغيرة في المنطقة.

وما زالت تتصدر المشهد حتى اللحظة قرية برقة شمال نابلس، والتي خرجت عن بكرة أبيها رفضاً لقطعان المستوطنين واعتداءات على الأهالي والمنازل وعربدتهم على الطرقات.