نابلس - خاص - النجاح الإخباري - شهدت القاهرة في الآونة الأخيرة زيارات مكوكية لحركات المقاومة الفلسطينية، بينها وفد الجبهة الشعبية ووفد حركة حماس، إضافة إلى زيارة عدد من المسؤولين الاسرائيليين من أجل التباحث حول قضية تبادل الأسرى ورفع الحصار عن قطاع غزة، والاتفاق على جملة من التسهيلات من الجانبين الاسرائيلي والمصري، فيما دخل لاعب جديد على الخط وهو الوسيط الألماني من أجل اتمام صفقة تبادل الأسرى، والذي لعب دورا هاما في صفقة تبادل الاحرار عام 2011 والتي نتج عنها مبادلة الاسير الاسرائيلي "جلعاد شاليط، بـ(1027) أسيرا فلسطينيا.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، د. هاني العقاد أن مباحثات تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي تجري بطريقة غير مباشرة في القاهرة، وتحيطها السرية التامة من أجل ضمان نجاحها وعدم التلاعب بأعصاب الأسرى وأسرهم.

وأوضح لـ"النجاح الإخباري" أن هذه المباحثات تجري على مدار الساعة بين ثلاث أطراف، حماس واسرائيل من طرف، وحماس والقيادة الفلسطينية من طرف آخر، والقيادة الفلسطينية واسرائيل من طرف ثالث، كأطراف ذات علاقة مباشرة بملفي غزة والصراع بشكل عام. مشيرا إلى أن المخابرات المصرية تواصل العمل من خلال عدة فرق متخصصة للتباحث مع كل الأطراف والوصول لمقاربات مهمة تسمح بالتوصل لاتفاق متعدد الجوانب  في ملفات غزة من ناحية وملف الصراع من ناحية أخرى.

وبين أن هذه المباحثات تحاول فيها الأطراف احداث اختراق للتوصل لاتفاق من شأنه أن يحقق اختراق في فتح مسار سياسي لعملية سياسية جديدة بدعم الولايات المتحدة الأميركية والأردن والاتحاد الأوروبي, مشيرا إلى أن التوصل لحل ملفات غزة ونزع فتيل التوتر بين المقاومة والاحتلال من شانه ان يسمح بفتح باقي الملفات والوصول الي اتفاق حولها.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء الماضي، إن وفدا يقوده إسماعيل هنية رئيس مكتبها السياسي، أجرى مباحثات حول قضايا عديدة مع رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل في القاهرة.

ووفق بيان للحركة، بحث الجانبان “العديد من القضايا على مستوى التطورات السياسية والميدانية والعلاقات الثنائية وسبل تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وترتيب البيت الفلسطيني”.

وتناول اللقاء “قضية الأسرى في سجون الاحتلال، والمعاناة التي يمرون بها، وسبل استعادة الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطينية”.

وأشار العقاد إلى أن مباحثات القاهرة مع حماس هذه المرة، اختلفت عن سابقاتها، موضحا أن القاهرة حرصت على الحصول على موافقات مبدئية ومواقف إيجابية من قبل حركة حماس في العديد من الملفات ذات العلاقة بغزة والسلطة على السواء، وأضاف، هذا ما حذا بالقاهرة فتح بواباتها لكل أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس الان بالتواجد بالقاهرة والإقامة المؤقتة وتوفير الحماية الأمنية والدعم اللوجستي لتعقد قيادة حماس اجتماعها الأول بعد انتخاباتها الداخلية وبحضور كل قيادة الحركة  بالداخل والخارج.

وتابع، لعل القاهرة استطاعت ان تحصل على تأكيدات من حماس بمواقف إيجابية وموافقات مبدئية من عدة قضايا في هذا الشأن، مضيفًا أن هذا من شانه ان يسهل مسارات الوساطة التي تجريها القاهرة بين اطراف المعادلة والمشهد في غزة والضفة.

وذكر أن حماس حرصت من طرفها على إرضاء القاهرة وعدم اغضابها كثيرا وخاصة ان حماس تريد تأسيس قاعدة للإقامة بالقاهرة باعتبارها العاصمة الأقرب لقطاع غزة وباعتبار القاهرة شريك في إعادة اعمار غزة وتتولى كافة ملفات غزة بدءاً من التهدئة طويلة الأمد وملف تبادل الأسرى وانتهاء بتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تمهد الطريق امام استعادة الفلسطينيين لوحدتهم التي تسبب غيابها بكثير من الكوارث السياسية والاقتصادية للفلسطينيين. 

وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن وسيطا ألمانيا جديدا لم يكشف عن اسمه، دخل في عملية وساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" لتقريب وجهات النظر وتنفيذ صفقة تبادل أسرى بينهما.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك الألماني جاء تزامنا مع زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى إسرائيل، ولقائها رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الدفاع بيني غانتس، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حالوتا الذي يقود عبر القاهرة مفاوضات تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.

واعتبر الكاتب والباحث السياسي أحمد عاشور أن دخول الوسيط الألماني على خط الوساطة بين حماس ودولة الاحتلال يؤكد أن هناك تقدما في ملف مفاوضات تبادل الاسرى بين حركة حماس والاحتلال،

وأوضح لـ"النجاح الإخباري" أن الوسيط الألماني تمكن من انجاز صفقة وفاء الأحرار عام 2011، ومن المتوقع مع دخوله الجديد في المرحلة الأخيرة بعد الأنباء التي تواردت في الأسابيع القليلة الماضية عن تقدم في ملف مباحثات اتمام الصفقة بالرغم من نفي حماس إلا أن التحركات المكوكية تشير إلى قرب اتمام الصفقة التي تحاط بمزيد من السرية والغموض.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصدر في "حماس" أن الحركة تتعاطى مع جميع الوسطاء الذين يتواصلون معها في شأن ملف الجنود الأسرى، بمن فيهم الألمان الذين تدخلوا في السابق لإتمام صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وأن قنوات الاتصال مفتوحة مع برلين في هذا الخصوص.

وأكد المصدر أن الألمان لم يبادروا من تلقاء أنفسهم إلى التوسط، بل انتظروا أن يأتيهم الطلب من الإسرائيليين.

ونقلت "حماس" إلى مختلف الوسطاء، بمن فيهم الألمان، رؤيتها السابقة والحالية في كل ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، وإتمامها على مراحل، أو مرة واحدة.

وكشف الكاتب والمحلل السياسي المقرب من محور المقاومة، حسام عرار، أن حماس تجري مباحثات اتمام صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال في القاهرة، بقوة أكثر من الماضي، مشيرا إلى أن الحركة تتطلع إلى فرض معادلة جديدة، وتفويت الفرصة على اسرائيل التي تحاول كسر معادلة الألف أسير الماضية.

وأكد لـ"النجاح الإخباري" أن حماس تتطلع إلى تقدم في موقعها السياسي الجديد، خصوصا وأن فلسطين تستعد بين والآخر إلى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية، إضافة إلى المجلس الوطني، موضحا أن أي تقدم في هذا الملف بالتحديد يزيد من شعبية الحركة على مستوى الوطن والخارج.

وأشار إلى أن ملف الأسرى عاد إلى بقوة خصوصا بعد محاولة ستة أسرى انتزاع حريتهم، وأصبحت قضية الأسرى تحتل العناوين الاعلامية والقضايا التي تطرح عبر المحافل الدولية.

ورأى أن ما يجري في القاهرة ودخول وسطاء جدد على خط صفقة تبادل الأسرى خصوصا الوسيط الألماني، يبشر بأن هناك تقدم في الصفقة، مشيرا إلى أن ألمانيا كان لها دور كبير في اتمام صفقة التبادل بين حزب الله والاحتلال، كما أن لها دور في اتمام صفقة تبادل الأحرار عام 2011.

وتحتجز حركة حماس خمسة أسرى من قوات الاحتلال، منذ عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2014، ولم تكشف الحركة منذ ذلك الحين ما إذا كان بينهم قتلى، لكن دولة الاحتلال تحاول بكل السبل الحصول على معلومات تكشف ما اذا كانوا أحياء أو بينهم قتلى.

يذكر أن دولة الاحتلال تعتقل نحو 4850 فلسطينيا في 23 سجنا ومركز توقيف، بينهم 41 أسيرة و225 طفلا و520 معتقلا إداريا (دون تهمة)، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.