نابلس - النجاح الإخباري - ألقى رئيس دولة فلسطين مساء اليوم الجمعة، كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة 76، وضح فيه أنه نضل طوال حياته من أجل صنع السلام، باتباعه الطرقَ السلميةَ والقانونيةَ والدبلوماسيةَ والعملَ في المحافلِ الدولية، دون أن يجد شريكاً في إسرائيل يؤمنُ ويقبلُ بحلِ الدولتين، وقال إنَّ أمامَ سلطاتِ الاحتلالِ الإسرائيليِ عامٌ واحدٌ لتنسحبَ من الأراضيِ الفلسطينيةِ المحتلةِ منذُ العام 1967، بما فيها القدسُ الشرقية، وأضاف، نحنُ على استعدادٍ للعملِ خلالَ هذا العامِ على ترسيمِ الحدودِ وإنهاءِ جميعِ قضايا الوضعِ النهائيِ تحتَ رعايةِ اللجنةِ الرباعيةِ الدولية، وفقَ قراراتِ الشرعية الدولية، وفي حالِ عدمِ تحقيق ذلِك، تساءل، لماذا يبقى الاعترافُ بإسرائيل قائماً على أساسِ حدودِ العامِ 1967؟ لماذا يبقى هذا الاعتراف؟، كما حذر من أنَّ تقويضَ حلِ الدولتينِ القائمِ على الشرعيةِ الدولية، سيفتحُ الأبوابَ واسعةً أمامَ بدائلَ أخرى سَيفرضُها علينا جميعاً الواقعُ القائمُ على الأرض، في ظلِ عدمِ إنهاءِ الاحتلالِ الإسرائيليِ لدولتنا، وفي ظلِ عدمِ حلِ مشكلةِ 7 مليون لاجئٍ فلسطيني، اقتُلعوا من أرضِهم في عامِ 1948، وفي ظلِ السرقةِ المنظمةِ للأرضِ الفلسطينية، وجرائمِ الاحتلال وهدمِ المنازلِ كوسيلةِ قهرٍ وعقابٍ جماعي، وكذلك عملياتِ القتلِ، واعتقالِ الآلافِ، ومنهم النساءُ والمرضى والأطفالُ القصر، ومواصلةِ الحصارِ الجائرِ لقطاعِ غزة، والقيامِ بعملياتِ الضمِ تحت مسمياتٍ مختلفةٍ.

واعتبرت حركة "فتح"، أن كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مفصلية ومعبرة عن آمال ومعاناة شعبنا.

وذكر القواسمي، أن الرئيس محمود عباس تحدث بصراحة مطلقة للعالم عن الحلول الممكنة في ظل رفض إسرائيل للقانون الدولي وحل الدولتين المتوافق عليه دوليا، وأن شعبنا لن يعدم الطريق والوسيلة للوصول للحرية والعدالة، ولن يتعايش مع الاحتلال الإسرائيلي ونظام "الابارتهايد" والفصل العنصري الذي تفرضه إسرائيل على شعبنا.

وشدد القواسمي على أن شعبنا في كل أماكن تواجده سيواصل الصمود والنضال والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى الوصول للحرية والعدالة والاستقلال، وعلى العالم أن يستمع جيدا لصوت الشعب الفلسطيني الذي صدح اليوم من على منبر الأمم المتحدة.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي، أحمد عاشور أن خطاب الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة 76، لخص معاناة الشعب الفلسطيني من ويلات الاحتلال الاسرائيلي منذ عقود مضت دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا، مشيرا إلى ان تعمد إلقاء الرئيس للكلمة أمام المجتمع الدولي، وخلفه خريطة فلسطين التاريخية وثانية تتضمن المناطق التي احتلت عام 1967، وأخرى تتضمن المناطق التي صادرتها اسرائيل بعد توقيع الاتفاقيات وتضييق الخناق على دولة فلسطين وتقطيعها إلى "كانتونات" رسالة إلى العالم أجمع بأنه آن الأوان من أجل وضع حد للاحتلال وتحديد جدول زمني للانسحاب من الاراضي الفلسطينية وانهاء الاحتلال كليا.

وأوضح لـ"النجاح الإخباري" أن تعمد وضع الرئيس صورة المسجد الأقصى على يمينه تدل على تمسكه بفلسطينية الأماكن المقدسة، ورسالة واضحة تحمل في طياتها أن على المجتمع الدولي التحرك من أجل انقاذ القدس والأماكن المقدس من بطش الاحتلال والتهويد.

وأشار عاشور إلى أن الرئيس تطرق في خطابه إلى مجمل قضايا الحل النهائي للشعب الفلسطيني، ورغم جرائم الاحتلال بمصادرة الاراضي والتهويد واقامة المزيد من البؤر الاستيطانية إلا أنه لازال يطالب بحل الدولتين واسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوانين والشرائع الدولية.

ونبه إلى أن تمسك الرئيس بصكوك شعبه في ملكية الأراضي المحتلة، تؤكد تمسكه بحق العودة للاجئين وأنه لا تنازل عنه وأن على المجتمع الدولي أن يضع حدا للاحتلال الاسرائيلي الذي استمر أكثر سبعة عقود.

فيما اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، وليد العوض أن خطاب الرئيس يتضمن مفاصل هامة تتطلب البناء عليها دون تردد، وأوضح أن استهلال خطاب الرئيس أمام الأمم المتحدة بوصم اسرائيل بالارهاب والعنصرية وتحميلها مسؤلية الجرائم والعدوان والتمسك بحرية الأسرى ورفض الحصار ،  والتأكيد على أن جوهر القضية هي النكبة وآثارها وحق اللاجئين وبالعودة، والتأكيد  على خيارات أخرى تتجاوز حل الدولتين التي تدمرها دولة الاحتلال، واستحضار القرار ١٨١ لعام ١٩٤٧ ، والدعوة لعقد المؤتمر الدولي والتمسك بخيار الانتخابات وحكومة الوحدة الوطنية، بأن كل ذلك يمثل خارطة طريق مهمة تستوجب البناء عليها دون تردد.

وأكد وزير الثقافة، د. عاطف أبو سيف، أن الرئيس محمود عباس أعاد تذكير العالم أن أساس المشكلة في المنطقة هي سرقة فلسطين من أصحابها وتشريد سكانها، وأن أساس أي حل هو أن يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه ويستعيدها وهو ما تضمنه القوانين الدولية.

وأشار إلى أن الرئيس عباس افتتح خطابه بالإحالة للنكبة للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في بلاده وبرفع صكوك ملكية الأرض للتأكيد على أن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والتي تشكل جوهر الكفاح الوطني وثوابت السياسة الفلسطينية.

وقال: "إن تواطؤ المجتمع الدولي مع الاحتلال عبر صمته وعدم الضغط عليها ساهم في إطالة عمر الاحتلال، وأضاف أن تمسك الشعب الفلسطيني بروايته وسردياته الوطنية وهويته الخاصة لن يكون موضع ابتزاز من احد،  كما قال الرئيس محمود عباس، وأن شعبنا سيواصل دفاعه عن وجوده وأرضه وهويته ولن يركع ولن يستسلم ولن يرحل".

وأكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الذي يعيش في المهجرن حسام عرار أن خطاب الرئيس التاريخي حظي بمتابعة حثيثة من قبل جميع الفلسطينيين في الخارج وخصوصا المهجرين عام 1948، لافتا إلى أن كافة الفلسطينيين اللاجئين في مخيمات لبنان تابعوا الخطاب، ودعموا مطالب الرئيس عبر تجمعات وهتافات كل في مكان لجوئه.

وذكر لـ"النجاح لإخباري" أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك من أجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي واعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

وأشار إلى أن نية الرئيس بمحاسبة الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية يحاصر المسؤولين الاسرائيليين ويضعهم في ركن المقاطعة الدولية، مضيفا أن لن تستطيع أي دولة أوروبية أو منتمية لمحكمة الجنايات الدولية من استقبال قادة الاحتلال.

ورأى أن كلمة الرئيس أمام العالم أجمع، بينت أن الحق الفلسطيني مطلب مشروع ويجب التحرك من أجل اعادته، كما يجب على العالم اتخاذ مواقف وقرارات عملية على أرض الواقع تجبر اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال على الانسحاب من الاراضي المحتلة وفق جدول زمني والتكفل باعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ونبه إلى أن الاحتلال الأميركي لافغانستان والعراق استمر لسنوات، لكن الولايات المتحدة الأميركية وتحت الضغط الدولي والمقاومة انسحبت من الدول التي تحتلها، وهذا ما يجب أن يطبق على دولة الاحتلال.

ورأى المحلل السياسي عمر حلمي الغول أن كلمة الرئيس محمود عباس أمام الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، "كلمة نوعية حاكى فيها كل المعطيات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، خاصةً حالة الاستعصاء الإسرائيلي الذي يحول، رغم مرور 73 عامًا على النكبة، من حصول شعبنا على حقه ودون أية نتيجة"، مشيرًا إلى أن الرئيس أوصل في الكلمة رسائل لشعبنا وللإقليم وللعالم أن شعبنا لن يقبل أن تبقى الأوضاع تراوح مكانها من خلال عرضه لخيارات يجب أن يقف العالم أمامها بجدية.

وقال إنه في ضوء فقدان الأمل وغياب أي بارقة للسلام، فإن شعبنا لم يعد قادرًا لأن يقبل بالتلكؤ والمراوحة في نفس المكان، موضحًا أن الرئيس طرح عدة خيارات ومنها العودة الى قرار التقسيم عام 1947، أو خيار الدولة الواحدة أو الانسحاب من أراضي فلسطين عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.

وأضاف: "هذا له دلالات عميقة وكبيرة، فشعبنا وقيادته كلما تقدموا خطوة نحو السلام وتمسكوا بقرارات الشرعية الدولية، يجدون العكس من حكومة الاحتلال، وتجلى ذلك في الانتهاكات والاستعصاءات التي مارستها حكومة بنيامين نتنياهو وتمارسها حاليًا حكومة نفتالي بينيت".

ولفت الغول إلى أهمية تشديد الرئيس في كلمته على حق العودة، وقال: "عادة كنّا نتحدث عن حل قضية اللاجئين، ولكن عندما يؤكد حق العودة ويظهر وثيقة ملكيته وعائلته لأرضه في صفد، هذا يدلل على أن شعبنا مصمم على حق العودة بصورة غير منقوصة، وهذا مدخل مهم لأبناء شعبنا والمجتمع الدولي".

وأشار إلى أن "ما أوصل الأمور الى هذه النقطة هو التلكؤ الدولي وعدم تنفيذ القرارات الخاصة بالشعب الفلسطيني، ما جعل دولة الاحتلال تتمادى بتنكرها للحقوق الفلسطينية وحتى تلغي وجودهم من خلال قانون القومية الذي سنته".

يذكر أن الرئيس الفلسطيني أكد بأن شعبَنا لَنْ يُسلَّمَ بواقعِ الاحتلالِ والبدائلُ أمامَه مفتوحة بما فيها خيارُ العودةِ لحلٍ يستندُ لقرارِ التقسيمِ رقم 181 للعام 1947 الذي يُعطي دولة فلسطين 44 % من الأرض، وقال، سنتوجهُ لمحكمةِ العدلِ الدولية لاتخاذِ قرارٍ حول شرعيةِ وجودِ الاحتلالِ على أرضِ دولةِ فلسطين وسيتَوجبُ على الجميعِ التقيدُ بنتائجَ ما سيصدرُ عنِها بهذا الصدد، وهدد بأن تقويضَ حلِ الدولتينِ القائمِ على الشرعيةِ الدولية سيفتحُ الأبوابَ واسعةً أمامَ بدائلَ أخرى سَيفرضُها علينا جميعاً الواقعُ القائمُ على الأرض.