نابلس - رشا حنني - النجاح الإخباري - لطالما كانت نسبة مساهمة المرأة الفلسطينية في سوق العمل، محدودة، فعلى الرغم من الجهود المبذولة، سواء كانت رسمية أو مجتمعية، مشاركة المرأة الفلسطينية في القوى العاملة، إلا أن نتيجة هذه الجهود لم تنعكس على أرض الواقع.

وتعد مشاركة المرأة الفلسطينية في سوق العمل من أبرز التحديات التي تواجهها، حيث أن هناك تناقضا أدى لحدوث فجوة كبيرة في واقع المرأة الفلسطينية بين نسبة نجاح الاناث  في المرحلة الثانوية والتي بلغت 91%  وفي التعليم العالي بنسبة 60%، وبين مشاركتها الضئيلة في سوق العمل.

 "النجاح الإخباري" تحدث مع بعض الإناث عن تجربتهن، حيث قالت شادية سوالمة خريجة بكالوريس أساليب اجتماعية:" بعد تخرجي من الجامعة لم أجد وظيفة، وكان الصعب حصولي على وظيفة حكومية في مجال تخصصي، تملكني اليأس ولجأت للقطاع الخاص للبحث عن عمل وكنت على استعداد للعمل بأجر متدني لأن الوظيفة تساهم في صقل شخصية الشخص، والاستقرار المادي وعملت لمدة ثلاثة سنوات سكرتارية طبية بالرغم من انه لا يمت بصلة لتخصصي". 

من جهتها تحدثت أسيل مليطات عن تجربتها التي جعلتها مُحبطة ولم تعد تفكر بالعمل في مجال تخصصها، قائلة: " بعد حصولي على شهادة دبلوم للتخدير والإنعاش بدرجة امتياز، بدايةً قدمت للكثير من الوظائف ولم أجد فلجأت لجانب التطوع، وبعد سنوات حصلت على عدة وظائف وكانت الأجور متدنية والعقود احتكارية، فقررت الانسحاب".

 الأسيرة المحررة لينا جوابرة تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في مجالها العلمي والعملي  قائلة:" في البداية عند دراستي بالجامعة في السنة الثالثة تعرضت للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة 3 سنوات، مما أجل حصولي على شهادة البكالوريس في التربية الابتدائية، وعند تخرجي سعيت كثيراً للحصول على وظيفة ولم أجد بسبب الفائض في عدد الخريجين وكون سوق العمل مُكتفي من مجالات العمل، ولذلك نلجأ نحن الإناث لأعمال بسيطة في القطاع الخاص". 

وحسب اخر الاحصائيات حسب وزارة العمل فقد بلغت نسبة مشاركة المرأة تراجعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل خلال الربع الاول من العام الماضي واصبحت 19% بعد انا كانت 21%، وذلك بسبب جائحة كورونا، كما وبلغت نسبة البطالة في فلسطين لـ 46% في قطاع غزة و 14% في الضفة الغربية، وبتصنيف البطالة بين الإناث والذكور فإنها أكثر في صفوف الإناث حيث بلغت 40% بينما للذكور 21%.

يذكر انه وحسب بيان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 8 آذار 2020، بلغ عدد السكان المقدر في منتصف عام 2020 في فلسطين، حوالي 5.10 مليون فرد؛ منهم 2.59 مليون ذكر بنسبة 51% و2.51 مليون أنثى بنسبة 49%، بلغت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة 18% من مجمل النساء في سن العمل في العام 2019 وهي نفس النسبة للعام 2015، مع العلم أن نسبة مشاركة الرجال في القوى العاملة بلغت 70% للعام 2019 وهي نفس النسبة للعام 2015.  مع وجود فجوة واضحة في معدل الأجر اليومي بين النساء والرجال، إذ بلغ معدل الأجر اليومي للنساء 98 شيقل مقابل 102 شيقل للرجال.

وفقاً لبيانات العام 2019؛ فلا تزال مشاركة النساء في مواقع صنع القرار محدودة مقارنة مع الرجال، حيث أظهرت البيانات أن 5% من أعضاء المجلس المركزي، و11% من أعضاء المجلس الوطني، و14% من أعضاء مجلس الوزراء هن نساء، و11% نسبة السفيرات الفاعلات في السلك الدبلوماسي، كما أن هناك إمراة واحدة تشغل منصب محافظ محافظة رام الله والبيرة من أصل 16 محافظ.