همسة التايه - النجاح الإخباري -  المناشدات والشكاوى المتكررة التي وصلت للصحافي والناشط الاجتماعي الشاب سامي الساعي عبر صفحته "الفيس بوك"، والتي تفاعل معها ونشرها، فيما يخص معاناة المرضى في قسم "غسيل الكلى"، كانت الشرارة التي فجرت طاقة مجموعة شبابية كرمية، وحققت نجاحًا منقطع النظير بجمع تبرعات لصالح مستشفى ثابت ثابت الحكومي.

واستطاعت المجموعة الشبابية الكرمية تحت عنوان "قوافل الخير"، والتي لا تنتمي لأي مؤسسة حكومية، توحيد جهدها وإعلاء صوتها، من خلال منشوراتها عبر الفيس بوك، حيث حققت مالم يكن بالحسبان وأكثر من المتوقع في غضون أربعة أيام فقط.

وتمكنت المجموعة الشبابية من توفير أربعة أجهزة طبية لمرضى "غسيل الكلى" في المستشفى الحكومي، والذي يعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية والطواقم المختصة والعديد من الخدمات والإحتياجات الضرورية"، بدعم أهالي طولكرم وتبرعاتهم السخية، حسب ما أفاد  الساعي لـ"النجاح الإخباري".

وقال:" بادرت مديرية الأوقاف ممثلة بمديرها من خلال مختلف مساجد المدينة، بجمع تبرعات لصالح توفير جهاز غسيل كلى، والذي يقدر ثمنه بـ 54.000 شيكل، حيث جمعت ما قيمته 12.000 شيكل، وبدورنا تبنينا الفكرة بمساعدة الشباب حسام عارف وعلي الراغب وبمساندة فاعلة من نشطاء وصحافيين، وتجنيد طاقتنا كافة وعلاقتنا الإجتماعية ووسائل التواصل المختلفة، وفتح باب التبرع، وفي غضون أربع ساعات تم جمع مبلغ الجهاز الأول".

وأضاف الصحافي الساعي:" فائض المبلغ من الجهاز الأول 10.000 شيكل، ونتيجة التبرعات التي لم تتوقف، تم جمع مبلغا إضافيا، لشراء الجهاز الثاني، وثالث، فيما تبرع رجل أعمال من مدينة طولكرم بدفع ثمن الجهاز الرابع".

ولأن الحملة لاقت صدى كبيرا، ونتيجة عدم وفرة سيارات إسعاف في مستشفى طولكرم الحكومي، لتلبية خدمات أهالي المحافظة بشكل عام، بادرت المجموعة الشبابية بإطلاق حملة جديدة لشراء سيارة إسعاف، حيث تم جمع ما قيمته 260.000 ثمن السيارة، والحديث عن ذلك في مؤتمر صحافي عقد في مدينة طولكرم وبالتالي الإعلان عن وقف الحملة لوصولها للغاية المرجوة منها.

وأكد الساعي على أنَّهم يتواصلون مع الجهات المعنية من أجل القيام بشراء سيارة الإسعاف وتسليمها لمستشفى طولكرم الحكومي، مشيرا إلى أنَّ وزيرة الصحة وخلال اتصال هاتفي أثنت على الجهد الشبابي الفاعل، وباركت ما قمنا به خدمة للمرضى في محافظة طولكرم.

وتطرق الساعي للحديث عن وضع مستشفى طولكرم الحكومي والذي "حسب قوله" يعاني الإهمال والتقصير والتهميش، مشددا على أنَّ مرضى غسيل الكلى يعيشون معاناة حقيقية، بحاجة إلى تسليط الضوء عليهم ورصد معاناتهم وتوفير احتياجاتهم ومطالبهم كافة وتحديدا طبيب مختص يتابع حالتهم بشكل يومي، بالإضافة لتوفير المكان المناسب لعلاج مرضى غسيل الكلى، خاصة وأنَّ المكان ضيق ولا يتسع لأعداد المرضى المتزايدة.

وأضاف أنَّ أقسام عديدة بالمستشفى الحكومي تحتاج لرصد معاناتها ودعمها وتحديدا مرضى السرطان الذين يعانون من عدم توفر طبيب بشكل دائم، والذي يتواجد كل ثلاثة أسابيع، مشددا على أن حملة "قوافل الخير" ستكون دائما المبادرة وفي الطليعة لخدمة المرضى وأهالي طولكرم على حد سواء.

وشدد على أن الحملة ستتجدد باستمرار وستنطلق بهمة جديدة ومطلب جديد يلامس احتياجات ومطالب أهالي محافظة طولكرم، مشيرًا إلى أنَّ قوافل الخير والتي بدأ عملها بشكل فعلي منذ خمس سنوات، لن تتوقف عن مواصلة عملها في توفير كفالات أيتام وطرود غذائية ومبالغ مادية وأدوية وكل ما يحتاجه الفقراء من ملابس وأغطية وغير ذلك.

وأكد أن طولكرم بلد العطاء والخير وهذا ما أثبته التبرع السخي، مشيرا إلى أن الهبة الجماهيرية في مدينة طولكرم يجب أن تحرج الحكومة وصناع القرار للوقوف عند مسؤولياتهم وتوفير إحتياجات المرضى كافة في المستشفى الحكومي.

إلى ذلك، لم تكن مقولة "ناصرني الشباب وخذلني الشيوخ" والتي نشرها الشاب حسام عارف مؤسس قوافل الخير عبر صفحته على الفيس بوك، سوى تأكيدا على أن الشباب عنصر فاعل في مجتمعاتهم، وأنهم قادرون على التأثير والتغيير، وهذا ما أكدته وأثبتته حملة جمع التبرعات الأخيرة والتي كانت غالبيتها من الشباب والشابات.

وشدد على أن ثقة أهالي طولكرم بالمجموعة الشبابية وعطائهم، وإيمانهم بضرورة خدمة المدينة وتلبية مطالبها وإحتياجاتها كافة، كانت الدافع الأساسي لنجاح الحملة ووصولها لأهدافها، مشيرًا إلى أنَّ "قوافل الخير" ستثمر مستقبلًا عن مفاجآت تلامس احتياجات ومطالب أهل المدينة، وستعمل على التغيير نحو الأفضل بهمة الكل الكرمي.

وعبر الشاب حسام عارف خلال حديثه لـ"النجاح الإخباري" عن عظيم شكره وامتنانه لأهالي طولكرم، الذين لبوا النداء ولم يتوانوا للحظة عن تقديم يد العون والمساعدة للتبرع من أجل توفير سيارة إسعاف وأجهزة لمرضى غسيل الكلى، مطالبًا بضرورة تكاتف الجهود كافة من أجل الإرتقاء بواقع طولكرم نحو الأفضل.

وكان الدكتور ربيع نور مدير مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، قد أدلى بتصريحات صحافية أكد خلالها على أن عددا من أقسام المستشفى تحتاج إلى توسعة وتوفير أجهزة ومعدات طبيعة ومنها قسم الطواريء وغسيل الكلى والعلاج الطبيعي والطواريء، بالإضافة لعدم وفرة سيارات إسعاف لتلبية الخدمات ومطالبهم بضرورة توفير سيارة جديدة.