نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - حرية الصحافة ومعطياتها تؤثر في بنية وهيكلية الصناعة الإعلامية الإلكترونية التي فرضت نفسها كبيئة اتصالية ورقمية جديدة.

فضاءٌ خلق جدلًا حول الإجابة عن سؤال، هل أوجدت منصات الإعلام الحديث ومواقع التواصل الإجتماعي حرية تعبير للصحفي بشكل خاص والجمهور بالعموم؟

في هذا الإطار عقد مركز إعلام النجاح وبالتعاون مع بيت الصحافة الفلسطيني ورشة عمل حملت عنوان "دور وسائل الإعلام الحديثة بتعزيز الحريات" حضرها صحفيون ومهتمون بالإعلام الإلكتروني.

وأوضح بشار دراغمة مدير دائرة الأخبار في مركز الإعلام، الذي أدار النقاش أنَّ "هناك عوامل تتحكم بالمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل تصوغ إطارها الوظيفي الذي يحدد طبيعة القطاع نفسه ومصادر تمويله وأجندته ومهنيته، وموقعه وسلوكه كراوٍ للثقافة السياسية وأداة للخطاب العام وبناء الهوية".

وطرح تساؤلات تتعلق بأخلاقيات العمل الصحفي، ومصادر المعلومات الموثوقة، وكيفية التعامل مع الأخبار وسرعة انتشارها، وتعرضها للإشاعة والأهم من هو المصدر الأول للخبر؟

فضاء واسع يتجاوز التابوهات

وناقش الحضور الأسئلة مثار الجدل والتي عكست وجهات نظر متفاوتة حول حالة حرية الصحافة الإلكترونية خلال هذه المرحلة، "خاصة أنَّ النشاط الإعلامي الإلكتروني لم يكن يخضع لأي تنظيم قانوني، وليس هناك تضييق على هذا النشاط الإعلامي؛ إذ شكَّلت الصحافة الإلكترونية متنفسًا كبيرًا للجمهور ليعبر عن آرائه"، كل هذا خلق فضاءً مفتوحًا لا يخلو من التجاوزات.

الصحفي خلف خلف، قال حول موضوع الورشة: "الموضوع مهم جدًا ويحتاج لورشات ولقاءات عدة للخروج بتوصيات وأفكار يمكن بلورتها على أرض الواقع، حيث إنَّ مواقع التواصل الاجتماعي خلقت فضاءً رحبا للحرية دون قيود أو ضوابط ما يخلق بيئة مناسبة لانتقال الإشاعات والمعلومات المضللة، وهنا نحتاج أن نقف وندرس طبيعة التعاطي مع هذا الطرح".

ولفت خلف إلى مخاطر هذه المنصات والتي قد تتيح في بعض الأحيان فرصة الحشد والترويج لأفكار سياسية لجهة ما، وخلق جمهور لها.

في حين رآى آخرون أنَّ حدود الحرية الإعلامية توسَّعت وظهرت مواقع ذات توجهات سياسية معارضة ونقدية، وبدأت ملامسة المحرمات سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.وسرعان ما تجاوز الكثير من التابوهات.

منصات انتقاد

وتطرق الحوار لتلك الشخصيات التي اعتلت مواقع التواصل الاجتماعي متخذة منها منصات انتقاد لدواعي توجه سياسي معين، جعل من السهل لأي شخص خارج حدود الوطن أن ينتقد ويطعن بشخصيات عامة دون معايير معتبرًا ذلك حرية، في حين تتفاوت وجهات نظر المتلقي بين مؤيد ومعارض.

 الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي عبد الرحمن الظاهر قال إنَّ الصحافة الإلكترونية سمحت للجمهور بالتفاعل مع المحتوى وطرح آرائهم باعتبار ذلك قيمة مضافة لهذا الإعلام.

وأضاف أنّ هناك خاصيتين تميِّزان التفاعل، أولًا: الاتصال متعدِّد الاتجاهات بين المرسلين والمستقبلين، وثانيًا: أن مشاركة الأفراد يتم التحكم فيها أثناء عملية الاتصال، موضحًا أن الاتصال أصبح في اتجاهين تتبادل فيه أطراف عملية الاتصال الأدوار، ويكون لكل طرف فيها القدرة والحرية في التأثير.

وطرح المشاركون دور تفاعل الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي إذ أصبحت التعليقات تحظى بأهمية اتصالية بالغة باعتبارها مؤشرًا محددًا لحجم انتشار الصحيفة الإلكترونية وتأثيرها في المشهد الإعلامي والسياسي، وأيضًا عاملًا مساعدًا في جذب المعلنين، لذلك أفسحت المواقع الإخبارية المجال واسعًا لتعليقات المستخدمين.

بموازاة هذه الأبعاد التي تم طرحها واستعراضها لحالة حرية الصحافة الإلكترونية خلال هذه المرحلة، ثمة بُعْد آخر يُمَثِّل الجانب السلبي الذي أنتجه هذا السقف المفتوح لحرية الصحافة الإلكترونية، بما وصفه الصحفيون "بالفوضى" التي غدت سمة بارزة للنشاط الصحفي الإلكتروني وانعكست سلبًا على حرية الصحافة الإلكترونية، وأنتجت "ممارسات غير مهنية ولا أخلاقية" كانت لها تبعات على هيكلة القطاع ومَأْسَسَتِه.

مخرجات

ولخّص الحوار بعض مظاهر الفوضى التي خلقتها وسائل التواصل الاجتماع، ومنها: 

انتشار الأخبار المفبركة والشائعات بسبب الحرية المنفلتة دون ضوابط تكبحها.

- انتشار التعليقات الوهمية لاستثارة حماس المستخدمين أو المعلقين.

- إصدار الأحكام القاسية في توظيف الصحافة الإلكترونية لمحاكمة الأفراد والتجاوز على حقوق الآخرين والاغتيال الرمزي والمعنوي للشخصيات العامة. 

- التشويش الفكري والثقافي الذي تعرض له الجمهور بسبب اختلاط الحابل بالنابل، وانعدام الدقة في النشر.

- بروز خطاب الكراهية من خلال التعليقات التي أخرجت أشياء مدفونة لدى الناس.